احتضن الملعب الشرفي بوجدة مساء يوم الأحد 21 من الشهر الجاري، مباراة شبان المولودية الوجدية ضد الوداد البيضاوي ، برسم الجولة 14 التي أجلت فيها مباراة الكبار بسبب مشاركة القلعة الحمراء في دوري أبطال العرب مع الاتحاد السوري، والتي انهزم فيها البيضاويون في آخر آنفاس اللقاء بهدف يتيم، أمام جنبات ملعب الاتحاد كلها مملوءة . مواجهة الشبان كانت تعد بالشيء الكثير، وأرغمت سندباد الشرق على اتخاذ كل أنواع الحيطة والحذر من خلال هذه المباراة، وتفادي مفاجأة المباريات السابقة، والتي عاكس فيها الحظ الوجديين، خاصة الأخيرة ضد الماص التي انتهت بفوز هذا الأخير؛ رغم الوجه الطيب الذي ظهر به أشبال الصوان، والذين خانتهم التجربة، والوقوع في أخطاء كان يمكن تجنبها بشيء من التركيز، خاصة من الحارس المرضي الذي يظل دائما رجل الفترات الصعبة. الوداد البيضاوي، جاء للملعب الشرفي واضعا كل أسلحته لتسجيل فوز مريح أمام فريق يحمل صفة ظاهرة هذا الموسم، وقاهر أعتد وأقوى الفرق الوطنية، من أمثال الجيش، دفاع الجديدة، وغيرهما... ويحلم بمعانقة لقب دوري الشبان؛ بعد أن اقترب منه الموسم الماضي بمقعدين، وما زال ينتظر طلوع هلال هذا اللقب الذي ينقص خزانته على غرار مع ما فعله الكبار الذين صعدوا لمنصة التتويج عام 1975.. المباراة التي أدارتها الحكمة الشابة منوني فدوى، تحت أنظار الخبير في التحكيم، الحكم الدولي السابق يحي الكور، مندوب المباراة الذي ساعد الحكمة في قيادة أول مباراة لها بدرجة حكم متجول بين العصب، شأنها في ذلك شأن مساعديها، حسن الرحماني، وجباري محمد، والذين تمكنوا من إنجاح وكالعادة مباراة عرفت ندية واندفاعا بدنيا كبيرا من كلا الفريقين، خاصة من المحليين الذين بادروا إلى الضغط على مرمى الفريق البيضاوي في العديد من المناسبات؛ لتثمر إحداها هدف السبق، عن طريق اللاعب المتألق ربيع التجيني، في الدقيقة 41 من الشوط الأول الذي ظلت الكرة منحصرة في وسط الميدان، وبالتالي يتوجه من خلال نهاية هذا الشوط الفريق المحلي بربح معنوي بفضل التفوق بهدف يتيم.. من خلال الشوط الثاني قوت الآلة البيضاوية من هجوماتها بغية تسجيل هدف التعادل، ومارست هي الأخرى ضغطا كبيرا على مرمى الباي، و ربح لاعبو القلعة الحمراء كل المجابهات الثنائية بفضل البنية الجسمانية القوية للفريق، وساعدهم على ذلك بالمقابل الانهيار البدني للمحليين الذين لم يقووا على مجاراة أشبال عادل كوار، مدرب الوداد- وهو لاعب سابق للفريق – الذي طالب لاعبيه بتكثيف الهجومات على الأجنحة بواسطة اللاعب حمزة العقاد الذي أقلق في العديد من المحاولات دفاع الخصم.. ومن إحدى المحاولات، وفي الدقيقة64، يتمكن اللاعب محمد بوجملة من مخادعة عبد المولى الباي الذي كان متقدما بعض الشيء؛ ليسجل هدف التعادل الذي استقرت عليه المباراة حتى صافرة الحكمة منوني فدوى على نهايتها، والتي برز فيها بشكل ملحوظ لاعب خط الوسط دحمان حبيب، ومدني عدنان من جانب المولودية، وعرفت تألق حارس الوداد البيضاوي، واللاعب حمزة العقاد الذي قد يقول كلمته في المواسم المقبلة. الفريق الوجدي يتذكر بحسرة كبيرة خيبة الأمل كل موسم ، إذ تتبخر الأحلام، وتذهب المجهودات في مهب الريح.. اليوم، وليس كأي وقت مضى، فإن الاهتمام منصب على فئة الشبان، والأكيد أن الفعاليات، ومسيري المولودية، استجمعوا قوتهم، ولموا صفوفهم ليبقى الفريق بتجربته وقيمته أحد الأندية المرشحة لنيل اللقب، وكسر النحس الذي لازمه سنين طوالا، وبالتالي، فإننا نجد اليوم بيت المولودية يعج بالأطر، ومن خيرة ما أنجبت مدينة وجدة مدرب درجة ثالثة، نجدها عند قلة قليلة ببلادن، ومدير تقني مماثل سير العديد من الأندية الكبيرة جهويا ووطنيا، مسؤولين عن الفئات الصغرى، ومن هنا يتبين النية الواضحة في البحت عن أبطال الغد، والتكوين القاعدي، والاهتمام بالطاقات، ورصد لهذا الغرض رجال كبار من أمثال توفيق عبد العزيز لفئة الصغار، ومرزاق فوزي للأواسط ، رفقة الجلطي، وعبد القادر الراضي لشبان حرف باء، علال التيجيني مدير مدرسة المولودية، والعديد من الأطر المحلية لها باع طويل، يمكننا أن نتنبأ بمستقبل زاهر للنادي، وإن كان هم كل المتتبعين والمسيرين، هو الإبقاء على الفريق ضمن خانة الكبار، وهو ما نتمناه للمولودية لا غير.