من وزان، يقدم محمد حمضي نماذج لمعاناة متنوعة، تستدعي من المسؤولين التدخل الذي لا يقبل التأخير والمبررات الواهية لأن من حق كل المغاربة أن ينعموا بنصيبهم من الحقوق المشروعة، ولا أحد أصبح يقبل مقولة هذا مغرب نافع وذاك للنظر في أحسن الأحوال... شوارع دار الظمأى مآوي للحمقى والمشردين رقت الفوضى والاستهتار بالمسؤولية وموت المشاعر الإنسانية لدى حكام وزان بمختلف مواقعهم، شوارع وساحات المدينة وباقي فضاءاتها إلى مآوي وفنادق غير مصنفة للعشرات من المواطنين المشردين والمجانين والحمقى من كل الفئات العمرية، ذنبهم الوحيد انتماؤهم إلى قبيلة الفقر والعوز التي وجدوا أنفسهم يسبحون في مياهها العادمة أجسامهم شبه عارية ونتنة، عاهاتهم تنوعت بين الجسدي والعقلي، شعورهم مشعثة، واتخذ منها القمل برج إقامته، ومرعى تغذيته، بعضهم وجد نفسه من حيث لا يعلم معتديا على الأطفال والنساء، وصنف ثان لا فرامل للسانه الذي غرف من القاموس الجنسي الزنقوي كل ما يخدش الحياء العام، والصنف الأخير استباح الشواذ أجسادهم في آخر الليل... عدد المشردين والشماكرية والمجانين والمتسكعين من الذكور والإناث ومن مختلف الأعمار في تزايد مستمر، أمام غياب شبه تام للسلطة المحلية والمجلس البلدي ورجال الأمن، تشاركهم في ذلك مع الأسف الجمعيات الحقوقية والمدنية بصمتها واختيارها التفرج على العروض الحاطة من الكرامة التي يقدمها هؤلاء المواطنون في الشارع العام. لذا، لابد من تظافر الجهود للتخفيف من معاناة هؤلاء بتفعيل القوانين، والبحث عن كل الوسائل الاجتماعية لمعالجة الظاهرة المشينة، والتفكير مستقبلا في توفير البنية التحتية( مراكز الإيواء) التي توفر الخدمات لهذه الشريحة من أبناء هذا الوطن،والتصدي لكل من يحاول" تصدير" أمثال هؤلاء إلى مدينة وزان عطش سكان الأحياء العليا تعيش الأحياء العليا للمدينة منذ أول إشراقة لفصل الصيف انقطاعات متكررة للماء الشروب على امتداد الأيام الانقطاعات المشار إليها تفاجئ المواطنين بتوقيتها؛ مما لا يسمح لهؤلاء باتخاذ الاحتياطات الضرورية لخزن هذه المادة الحيوية، وتزداد الوضعية تعقيدا عندما تفرض الحاجة ضرورة التوفر عليها في مناسبات اجتماعية كالأفراح والمآتم وغيرها كثير. المتضررون تحركوا على أكثر من صعيد، وفاتحوا أكثر من مسؤول( الباشا، رئيس المجلس، رئيس وكالة الكتب الوطني للماء الشروب.)، للفت انتباههم إلى معاناتهم اليومية، مطالبين إياهم بتدبير عملية توزيع الماء على مختلف الأحياء بشكل عادل، وفي كل مرة يقول أحد المواطنين كانت تقدم لهم الوعود بأن الازمة في طريق المحاصرة دون أن يظهر أثر لهذه التطمينات نعم للترميم... لا للتجويع توترت أعصاب الصناع التقليديين الممارسين للمهنة بمنطقة السويقة، وسوق الحايك، والنجارين الواقعة بحي الرويضة بعد انطلاق عملية الترميم التي تشرف عليها عدة جهات. فقد أصاب الكساد في الأشهر الأخيرة منتوجهم المعروض للبيع، وهو الإفلاس الذي انضاف إلى الكساد العام الذي تعرفه الصناعة التقليدية المحلية بفعل عدة عوامل، نذكر منها الإقبال الاضطراري للمواطنين على المنتوجات الصناعية ذات الكلفة الرخيصة، ومسايرتهم لآخر صيحة في المنتوج الصيني البخس الثمن، وارتفاع أثمنة المواد الأولية، وأزمة التعريف بالمنتوج الوزاني وتسويقه في الأسواق المغربية على الأقل عملية ترميم المنطقة المشار إليها، وإن كانت قد خلفت ارتياحا في أوساط هؤلاء الصناع، فإنها في نفس الآن جعلتهم قلقين بسبب الارتباك الحاصل في الإنجاز، وعدم توفرهم على أي فكرة مسبقة على عملية الترميم والمجالات التي ستطالها لأنهم لم يشركوا في عملية وضع التصور، وطول المدة التي استغرقتها إلى اليوم، والتي لا يبدو أنها ستنتهي قريبا، والغبار المتطاير من الأشغال مما يعرض السلع إلى الأوساخ، وشلل( دلالة الجلابة)، وهروب الزبناء الذين يتسرب الغبار إلى حناجرهم، ناهيك عن ضجيج المطارق وباقي أدوات البناء الصناع التقليديون يتوجهون بنداء إلى الجهات المشرفة على هذه العملية التي طالما طالبوا بها وثمنوها، دعوة المقاول إلى احترام أوقات عملهم بحيث يمكنه الاشتغال ليلا، مع تحديد تاريخ الانتهاء من الأشغال من من أبناء وزان لا يتذكر السيد العربي الشكايري الذي كان يعمل بالمكتب الصحي إلى حدود بداية التسعينات، وهو يجوب شوارع المدينة حاملا على كتفيه بندقية مهمتها اصطياد الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على المواطنين؟ مناسبة هذا التذكير الاحتلال المزعج للكلاب التائهة لكل شوارع وساحات وأزقة المدينة سنوات، واستفحاله بشكل مثير للانتباه في الأسابيع الأخيرة، بحيث أصبحنا أمام مناظر مقززة من قطيع الكلاب تقتات من ركام وأكوام الأزبال التي يلقي بها أصحاب المقاهي والمطاعم والمتاجر في الشارع العام، متسببة بنباحها في إزعاج المواطنين فإلى متى ستستمر هذه الفوضى، خصوصا وأن ميزانية الجماعة تتوفر على اعتماد خاص بمطاردة الكلاب الضالة؟