عبر الفنانون الموسيقيون الجزائريون من جوقي الجمعية الموسيقية رياض الأندلس بتلمسان، ومجموعة ريم حقيقي من الجزائر العاصمة الذين شاركوا في الدورة السابعة عشرة لمهرجان الطرب الغرناطي أيام 12 و13 و14 و15 يونيو ، عن امتنانهم وشكرهم لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. يقول رفيق المالطي نجل الشيخ محمد المالطي رئيس الجمعية الموسيقية رياض الأندلس بتلمسان" كان الاستقبال كبيرا ومنقطع النظير، ولم نحس أبدا أننا كنا خارج بلدنا الجزائر، بل كنا نتواجد في عائلتنا، ووجدنا هنا أحبابنا وصدرا حنونا، كما لا ننسى ما قام به المنظمون من الوقوف إلى جانبنا بعد وفاة والدنا". كان المرحوم الشيخ محمد المالطي من بين العازمين على المشاركة في المهرجان حيث كان يتأهب للسفر إلى مدينة وجدة حين ألمت به أزمة قلبية يومين قبل انطلاق المهرجان، لم تمهله كثيرا ليرحل صباح يوم الأربعاء 11 يونيو الجاري عن سن يناهز 65 سنة. ورغم رحيله أبت الفرق الجزائرية إلا أن تشارك في المهرجان وزيارة أشقائهم المغاربة. ويعد المرحوم المالطي أبا الجمعية التي أسسها سنة 1977 والتي تضم نجليه رفيق وصالح المالطي، وشارك لأول مرة بمهرجان الطرب الغرناطي بوجدة سنة 1988 لكن كان ذلك على رأس الجوق الكبير لمدينة تلمسان. وقد عهد لرئاستها إلى الفنان الأستاذ الشاب سيدي محمد السبع مهندس دولة في البيولوجيا وهو الذي اشتغل مع المرحوم المالطي منذ سنة 1996. ومن جهته عبر أحميدة بلخوجة رئيس جوق الفنانة ريم حقيقي من الجزائر العاصمة عن سعادته بتواجده بالمغرب حيث يشارك لثاني مرة في مهرجان الطرب الغرناطي بوجدة بعد مهرجان فاس1988. كما شارك بعض أعضاء الجمعية في مناسبات أخرى بالمغرب ضمن الجوق الوطني الجزائري في إطار التبادل الفني والثقافي. ويضم الجوق من بين أعضائه ثلة من الفنانين المحترفين المعروفين على الساحة الجزائرية؛ إذ سبق لهم أن كانوا أعضاء في الجوق الوطني الجزائري كعبد الله بنزمرة، وقرصو جواد. وقد تأسس الجوق سنة 1990، وشارك إلى جانب فنانين كبار كالمرحوم مصطفى الأسكندراني، كما شارك بمدينة فاس بمهرجان 1988." نحن فرحون وسعداء بتواجدنا ببلدنا الثاني المغرب، ونتمنى أن يتقوى التبادل الثقافي ويكون أكثر وأكثر وأكثر" يقول سمير مرابط عضو جوق ريم حقيقي، موسيقي محترف شارك في العزف إلى جانب فنانين مغاربة كمصطفى بوركون، والمرحوم ميلود لمغاري، ولطيفة رأفت... واختتمت فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان الطرب الغرناطي مساء يوم الأحد 16 يونيو الجاري بفضاء العروض الجميل بحديقة للا مريم. وقد عرفت هذه الدورة إقبالا كبيرا من عشاق هذا الفن الأصيل بمدينة وجدة؛ خاصة من الأسر الوجدية والجزائرية المقيمة بالمدينة، وغصت جنبات فضاء العروض بالحديقة التي عرفت ترميما حيث قدر عددهم ما بين 4 آلاف و5 آلاف، استمتعوا بلوحات فنية قدمتها 12 فرقة موسيقية إلى ساعة متأخرة من الليل. وقد أسندت مهمة التنيشط ولأول مرة لفعاليات من مدينة وجدة، ويتعلق الأمر بالإذاعي بإذاعة وجدة الحاج عبد الحميد لحسيني. ومن جهة أخرى، تميزت هذه التظاهرة الفنية التي وضعت تحت شعار" الفن الغرناطي أصالة وتواصل" بمشاركة فرقتين من الجزائر الشقيقة، الجمعية الموسيقية رياض الأندلس بتلمسان، ومجموعة ريم حقيقي من الجزائر العاصمة، وجوق شباب الأندلس من الرباط برئاسة أحمد بيرو، إضافة إلى تسع فرق موسيقية محلية: جمعية السلام لقدماء الطرب الغرناطي، والجمعية الأندلسية، وجمعية هواة الطرب الغرناطي، والمجموعة الغرناطية زرياب، وجمعية لاسيكادا للطرب الغرناطي، وجمعية أحباب الشيخ صالح للطرب الغرناطي، والجمعية الموصلية، والجمعية الإسماعيلية، وجمعية نسيم الأندلس للطرب الغرناطي بوجدة. ومن جهة ثانية، تميز الحفل الختامي بتوزيع جوائز على الأطفال الثلاثة الموهوبين الفائزين في مباراة العزف على الآلات شارك فيها أكثر من 70 طفلا عازفا. للإشارة، قدر الغلاف المالي المخصص عادة لهذه التظاهرة الفنية بحوالي 70 مليون سنتيم بمساهمات من وزارة الثقافة، ووكالة تنمية الجهة الشرقية، ومجلس الجهة، والجماعة الحضرية لمدينة وجدة. ويتمنى الفنانون أن يحظى مهرجان الطرب الغرناطي خلال السنوات المقبلة بالأهمية الكافية التي تستحقها المدينة الألفية وتراثها الأصيل منذ قرون، والعمل على إنجاحه كما بدأ في انطلاقته...