شهدت مدينة هارلم (عاصمة شمال هولندا التي تضم أمستردام)، يوم 7 يونيو 2008، ندوة وطنية حول موضوع: المغاربة في هولندا: لحظة من أجل المراجعة والترتيب هذه الندوة التي قامت بتنظيمها أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج بتعاون مع المجلس الهولندي الإسلامي عرفت حضورا مكثفا، بلغ أكثر من مائة مشارك. وقد جاء تنظيم هذه الندوة في خضم حالة الاضطراب والتشتت التي تعيشها الجالية المغربية في هولندا، بجانب السمعة السلبية لها في وسائل الإعلام بكل أنواعه والتي لا تبعث على الارتياح. هذ، وقد افتتح الندوة جمال ريان رئيس أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج بكلمة ترحيبية، أشار فيها إلى المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها الجالية المغربية، موجها الدعوة للشباب لولوج ميادين الإعلام والسياسة. المتدخل تطرق لمشاركة الجنود المغاربة في تحرير هولندة من النازية، وطالب أن يتم كل سنة الاحتفال بالشهيد المغربي، والترحم عليه كما يتم الترحم خلال الاحتفال الوطني يوم 4 ماي كل سنة. على الأوربيين أن يفهموا أن المغاربة لم يأتوا في بداية الأمر من أجل تحسين وضعيتهم الاقتصادية، وإنما أتوا من أجل تحرير أوربا من النازية والفاشية. وفي ما يخص الشأن الديني، ألح على وجوب" القيام بعملية جراحية، وألا نترك الجهلاء يسيرون المسجد... الذي بجب أن يلعب دورا أساسيا في الحي، وأن يكون مركزا مفتوحا في وجه الشباب حتى لا يقعوا فريسة للجماعات المتطرفة". وقد اختتم جمال ريان كلمته بضرورة نبذ الخلاف والتعصب القبلي. البروفسورالدكتور دافيد بينتو( يهودي مغربي) قام بمداخلة حول المغاربة بهولندة والسياسة، أثارت إعجاب الحاضرين، أشار فيها إلى ضرورة قيام الجالية المغربية بالاعتماد على نفسها وتحمل مسؤوليتها؛ وأن اندماج ومشاركة المغاربة داخل المجتمع الهولندي، لا تمنع من الاعتزاز والافتخار بالهوية المغربية والإسلامية وحقهم في الاحتفاظ بهما. لقد تطرق لمسألة تدريس اللغة العربية التي كانت تعطى للتلاميذ خلال حصص الهولندية والحساب؛ حيث يضيع الطفل المغربي، وتساءل هل كانت سياسة مقصودة من أجل الاستغناء عن تدريسها داخل أوقات الدراسة، وهذا ما تم بالفعل في السنوات الأخيرة. إن المشاركة في الحياة السياسية ضرورية من أجل فرض تواجدنا، وفي نفس الوقت التأثير على السياسة العامة التي تنهجها الأحزاب الحاكمة. وفي مداخلتها حول وضعية المرأة المغربية، نوهت السيدة فاطمة طيحان( مستشارة في المجلس البلدي) بالنجاح الذي حققته الفتاة المغربية في ميدان التعليم؛ بحيث إن 70 % منهن يصلن إلى التعليم العالي والأكاديمي. وهن بهذا يتفوقن على الشباب المغربي الذي تغادر نسبة كبيرة منه مؤسسات التعليم مبكرا بدون شهادات. وبالمقابل، فإن هذا النجاح الذي حققته الفتاة المغربية، أصبحت له تأثيرات سلبية في ما يخص تكوين الأسرة. لقد أشارت إلى وصول المرأة المغربية إلى مناصب هامة، وحيث الآن أصبحنا نتوفر على إعلاميات في التلفزيون الهولندي من أصل مغربي. السيد الأستاذ أنس بنظريف( باحث إسلامي) تحدث عن الدين ودور المساجد المغربية في مشاركة الجالية المغربية داخل المجتمع الهولندي؛ حيث تطرق لدور المسجد عبر العصور، وعن الدور الذي لعبه ومازال يلعبه؛ حيث تساءل هل أوربا الآن بعد أحداث 11 سبتمبر وأحداث مدريد، تريد أن تجعل الإسلام يتماشى مع تطورها، وتحاول أن تخرج للوجود إسلاما أروبيا. استعرض إيجابيات التجربة التركية، وألح على أن يكون المسجد مفتوحا كمركز للتواصل داخل الحي، وأن تكون الهيئات التسييرية من ذوي الكفاءة، وألا يكون المسجد صورة منقولة من مساجد البوادي المغربية. نوه برزانة المواطن المغربي بعد بث شريط الفتنة من طرف البرلماني اليميني المتطرف فيلدرز؛ حيث لم تكن هناك أحداث شغب كما كان يتمناها اليمين المتطرف. السيد إيد كلوت مدير المؤسسة الإعلامية ميرا ميديا المشهورة، في مداخلته حول الإعلام الهولندي والجالية المغربية، أكد على انعدام الموضوعية من طرف الإعلام الهولندي تجاه الجالية المغربية والمسلمين عموما، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمر، واغتيال المخرج الهولندي فان خوخ. ونوه بالوعي والحكمة التي واجهت بها الجالية المغربية فيلم( فتنة) لخيرت فيلدرس؛ كما دعا إلى ضرورة تكوين أطر مغربية متخصصة في مجال الإعلام بمختلف أنواعه. وقد تلا المداخلات نقاش مع الحضور، تمحور حول الوضعية الحرجة التي تمر بها الجالية المغربية وسبل تجاوزها. وقد اتفقت آراء جل المتدخلين على أن الوقت قد حان لتوحد الجالية المغربية صفوفها؛ قصد مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها. هذا، وقد تقرر تنظيم ندوة مقبلة في منتصف شهر نوفمبر المقبل؛ سيتم خلالها مناقشة آليات توحيد الجالية المغربية بهولندا ضمن إطار يمثل مصالحها، ويكون الناطق الرسمي باسمها. برنامج ندوة أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج المغاربة في هولندا: لحظة من أجل المراجعة والترتيب أمستردام السبت: 07 يونيو 2008 18.00: الاستقبال والتسجيل 18.30: كلمة الترحيب من طرف جمال ريان رئيس أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين في الخارج، ويحي بوياف عضو المجلس الإسلامي الهولندي 18.45: المداخلة الأولى: المغاربة في هولندا والسياسة للأستاذ الدكتور دافيد بينتو( مدير معهد) 19.00: المداخلة الثانية: وضعية المرأة المغربية في هولندا للسيدة فاطمة طيحان( عضوالمجلس البلدي لخروننغن عن اليسار الأخضر) 19.15: المداخلة الثالثة: الدين ودور المساجد المغربية في مشاركة الجالية المغربية داخل المجتمع الهولندي للأستاذ أنس بنظريف( باحث لإسلامي) 19.30: المداخلة الرابعة: الإعلام الهولندي والجالية المغربية للسيد إيد كلوت( مدير معهد ميرا ميديا للإعلام) 19.45: استراحة 20.00: نقاش مفتوح بين المتدخلين والحاضرين بالقاعة، يديره السيد شعيب الخلوفي 21.00: تلاوة خلاصات الندوة 21.15: العشاء+ عرض مسرحي كوميدي من تشخيص شباب من الجيل الثاني