في ظل تداعيات الوضع الفلاحي و الكسبي المزري بالمنطقة الشرقية و الذي ألقى بظلاله على قطاع الأغنام
نظمت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام و الماعز ANOC ، "اليوم الجهوي لانتقاء و وشم الأغنام من فصيلة بني جيل بعين بني مطهر" يوم الثلاثاء :20/03/2012 قيل بحضور وفود مغاربية من الجزائر ، تونس ، ليبيا و موريتانيا بغرض الاطلاع على المنهجية المعتمدة من طرف المهتمين المغاربة بشأن تربية الماشية في صنف بني جيل بالجهة الشرقية .. و اللافت في الأمر أن صفوة القوم بالمنطقة خاصة قبيلة بني مطهر ، شاركوا في عرض الماشية وصف بالباهت و الرديء .. قلة قليلة من أغنياء الكسابين جاؤوا بقطعان صغيرة محسوبة على رؤوس الأصابع لاستعراض عضلاتهم على الكسابين الصغار الذين لم يكن لهم مكان بين هؤلاء لرسم صورة مزيفة عن وضع القطيع بالمنطقة الذي يشكو العجف نظرا لتوالي سنوات الجفاف و استشراء الأمراض و الأوبئة المتمثلة في اللسان الأزرق ، الجذري و الحمى القلاعية فضلا عن الأدوية البيطرية المهربة من الجزائر التي تشكل خطرا على الماشية المغربية.. إلى جانب قلة الدعم في هذا الإطار من قبل الحكومة و الوزارة الوصية و كالعادة ، حاول المنظمون إضفاء طابع مغاير للوضع الحقيقي الذي يتخبط فيه الغالبية العظمى من الكسابين بمنطقة النجود العليا خاصة .. لكن ما لم يكن في الحسبان أن أحد الكسابين الصغار صرح لأحد الضيوف الوافدين من المنطقة المغاربية و هو يحاوره" بأن النسل ببني جيل في طريقه للانقراض في ظل الظروف الراهنة نتيجة استحواذ فئة قليلة من كبار الكسابين على الشعير المدعم و غيره ، خاصة و أن عشرات الكسابين الصغار المنتجين لذات السلالة أعلنوا إفلاسهم و تركوا خلفهم الأرض بعد أن ضاقوا ذرعا من الظروف المجالية القاسية ، فغيروا وجهتهم شطر القرى و المدن المجاورة ، فعن أي تحسين نسل يتحدث هؤلاء .." أردف هذا الكساب .. و في سياق ذي صلة ، استشاط كسابون صغار بالمنطقة غضبا لما اعتبروه بالتصريح المنافي للحقيقة الذي ورد على لسان أحد أعضاء الغرفة الفلاحية للمنطقة الشرقية للقناة الأولى مفاده: "إن الإمكانيات و الطاقات متوفرة و الأمور على ما يرام.." في وقت أن واقع الحال يفند ذلك يردف هؤلاء الذين أضافوا على أن في حال لم تتدخل الحكومة و الوزارة الوصية عاجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء الحالة المتردية التي أضحى يكابدها الكساب الصغير نتيجة الجفاف و الأمراض و قلة الاهتمام و الدعم بالقطاع خاصة و أن عشرات الكسابين بإقليمي جرادة و فيجيج و كذا كسابين من داخل المملكة لصنفي الصردي و تيمحضيت آثروا تهريب ما تبقى لديهم من قطعان إلى الجزائر بحيث أكد شهود عيان بأنه بين الفينة و الأخرى عشرات الشاحنات محملة بالأغنام المغربية بمختلف أصنافها تجوب معابر الشط ، حبارة و الدغمانية بإقليم جرادة و الصوان، المنكوب ، لكريكرة و إيش إقليم فيجيج باتجاه الجزائر لتنقلب الآية في سياق تهريب عكسي للماشية ما ينذر بتهديد القطيع المغربي من الأغنام بالانقراض خاصة نسل بني جيل المعروف عالميا بجودة لحومه .. و أخيرا و ليس آخرا ، دق مهتمون و مراقبون نواقيس الخطر جراء الأوضاع المزرية التي يعاني منها كساب الجهة الشرقية عموما و إقليمي جرادة/فيجيج خصوصا نتيجة لما وصفوه ليس فقط لقلة الاهتمام و الدعم و إنما لسوء توزيع الشعير المدعم القليل على الكسابين باعتماد معايير غير منضبطة في هذا المجال في ظل دخول سماسرة لا يمتون بصلة للقطاع على خط الاستفادة من هذا الدعم الذي يصل إلى سقف 160 درهما للكيس الواحد ليبيعه هؤلاء الوسطاء للكسابين الصغار بأثمان خيالية قد تفوق 200 درهم مما يتنافى و المساطر القانونية المعتمدة في هذا الصدد ، مما حذا ببعض الكسابين إلى الارتماء في أحضان التهريب بغرض عرض ماشيتهم على المهربين الجزائريين كالمستجير بالرمضاء من لهيب النار..