أمن واستقرار المغرب مهدد من مافيا التهجير البشري وتهريب المخذرات تمكنت دورية تابعة لسرية الدرك الملكي بجرادة نهاية الأسبوع المنصرم من وضع اليد على شاحنة صغيرة مرقمة بالتسجيل الأوروبي؛ على الطريق الوطنية رقم 17 الرابط بين وجدة/ فيجيج، محملة بحوالي طنين من الحشيش المعالج، بينما لاذ السائق بالفرار. البضاعة المهربة قيل إنها كانت متجهة صوب الجزائر، ومن ثمة إلى مصر، فالخليج. ساعات معدودة، ذكرت مصادر إعلامية بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لمحاربة الشبكات الإجرامية المتخصصة في التهريب، والاتجار الدولي في المخدرات بمنطقة الدارالبيضاء، ألقت القبض على عناصر إجرامية في تهريب المخدرات ،قد تكون جزء من المافيا الدولية التي تنشط ما بين المغرب وشمال إفريقيا، خاصة ليبيا و مصر؛ منها خمسة مواطنين يحملون الجنسية المغربية، وأربعة مواطنين من جنسية ليبية، كما جرى حجز مجموعة من الآليات الفاخرة، وشاحنة واحدة، إلى جانب مبالغ مالية باهضة، فاقت قيمتها المليار والنصف مليار سنتيم، فضلا عن عملة أجنبية تقدر قيمتها بما يناهز 7000 أورو، وعينات من مخدر الشيرا، وذكر أن المدعو عبد الرحيم، الليبي الجنسية ،هو من يتزعم الشبكة في سياق التوزيع الدولي لمادة الحشيش، بتنسيق مع أباطرة للمخدرات، وصيارفة من جنسيات مختلفة، مصرية، ليبية، وجزائرية، إلى جانب مواطنين عرب من جنسيات خليجية متخصصين في تزوير بطائق الإقامة لأكثر من دولة، حيث يطلع بداخلها كل عنصر بمهمة محددة لإنجاح عملية تهريب المخدرات انطلاقا من المغرب، وذلك بالإشراف على خفر أسطولها البري ونقلها وتأمين تهريبها بعيدا عن الحواجز الأمنية المضروبة على الحدود المغربية / الجزائرية بالمناطق الشرقية للمملكة على وجه الخصوص كدائرة عين بني مطهر التي تعتبر معقلا لنشاط بارونات المخدرات الذين يتخذون من غابة سد الربط 20 كلمتر إلى الغرب من عين بني مطهر المركز منطلقا لعملياتهم عبر المنافذ الحدودية الدغمانية، الشط، حبارة إقليم جرادة، وكريكرة، والمنكوب بتندرارة إقليم فيجيج، إلى جانب مدن من الجنوب الشرقي من المملكة، كالراشيدية والريصاني، تمهيدا لمرورها عبر الحدود الجزائرية المالية، والحدود الجزائرية النيجرية، إلى أن تصل إلى إحدى المناطق المتاخمة للحدود المصرية الليبية، ومنها إلى مصر، فدول الخليج، سوريا، تركيا، فأوروبا.. وقد أكدت ذات المصادر أن أحد بلدوزيرات تهريب المخدرات بعين بني مطهر، جرى القبض عليه من طرف الدورية الأمنية المذكورة، كما تم القبض على زوجنه بينما كانت بصدد نقل المبالغ المالية المقدرة بنحو المليار والنصف مليار سنتيم لمدها إلى أحد الوسطاء بمدينة وجدة.. ولا زال البحث جاريا عن عناصر إجرامية أخرى متخصصة في تهريب المخدرات بعين بني مطهر؛ التي دأبت على تبييض الأموال وغسيلها بشراء العقارات، وإنشاء المقاولات دون حسيب ولا رقيب، وعلى مرأى ومسمع من السلطات والأجهزة المعنية التي تستبسل وتستعرض عضلاتها فقط في تتبع الشارع المحلي، وما يشهده من حراك شعبي من أجل مطالب اجتماعية بحتة لها علاقة بالصحة والرغيف اليومي للمواطن المغلوب على أمره، بينما غضت الطرف عن عورة الحدود العارية والمكشوفة أمام التهريب على حد وصف مهتمين ومراقبين .. وكإعلاميين وصحفيين، كنا قد نبهنا في أكثر من مقال الأجهزة المعنية أن تناسل الشبكات الإجرامية في تهريب المخدرات بمنطقتي جرادة وفيجيج، خاصة عين بني مطهر، سيساهم و بشكل كبير في ضرب أمن واستقرار الوطن بعدما تأكد أن تنظيمي البوليساريو والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ينشطان بدورهما على قدم وساق في ترويج وتهريب المخدرات؛ بغرض تأمين تدفق المال والسلاح؛ كوسيلة لاستمرار العمل المسلح ضد الأهداف التي يرونها معادية. وفي سياق متصل، وفي أعقاب تشديد الخناق على ممرات تهريب المخدرات من الضفة الجنوبية للمتوسط التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي خلال النصف عقد الأخير لبداية الألفية الثالثة غيرت المافيا الدولية لتهريب المخدرات استيراتجيتها وأجندتها، وذلك بتحويل الوجهة شطر دول الساحل والصحراء الكبرى عبر الحدود المغربية/ الجزائرية؛ لكون هذه المناطق تبقى غير محروسة ومعقدة المعابر، سهل إلى حد ما عملية عبور قوافل المافيا على الرغم من قساوة الطبيعة. .. إلى ذلك، يتساءل الرأي العام بإقليمي جرادة وفيجيج، عما آلت إليه الأوضاع الأمنية بمدن بعينها في شرق المملكة، خاصة عين بني مطهر، وتندرارة التي تأوي مافيات تهريب المخدرات، والعملة الصعبة؛ على ضوء ما يجري من تناغم وود بين المافيا الدولية لتهريب المخدرات، والتهجير البشري، من جانب، وتنظيمي البوليساريو والقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من جانب آخر.. وتعتبر جريمة قتل المواطن عبد الجبار عزاوي بعين بني مطهر في نهاية العام 2007 بواسطة سلاح ناري أحد مظاهر وأوجه الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة الحدودية؛ في ظل فشل الأجهزة المعنية في وضع يدها على المجرم المحترف الذي استعمل سلاحا أوتوماتيكيا باحترافية كبيرة عجز الطب الشرعي عن كشف نوع الخرتوشة و صنف العيار المستعمل إلى يومنا هذا.. ألا يبدو أن حادث مصرع المرحوم عبد الجبار عزاوي رميا بالرصاص له علاقة وارتباط بالمافيا الدولية لتهريب المخدرات؛ انطلاقا من شرق المملكة، من بينهم أمراء من قطر كانوا لحظة الحادث في رحلة صيد بمنطقة الدغمانية يتساؤل الرأي العام المحلي بعين بني مطهر..