سنة بعد سنة، يلاحظ تراجع كبير لمنذقة بني تجيت على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي ويتجلى ذلك في الركود التام الذي يعرفه القطاع المعدني، والأسباب كثيرة ومتنوعة.. والجفاف الذي عرفته المنطقة أثر أيضا بشكل كبير على الماشية والمزروعات، أما البطالة فهي بنيوية، فالمجموعات المعطلة دخلت في اعتصام مفتوح مند شهر يناير المنصرم، ولم تجد من يحاورها، أو يعانق مشاكلها. وأمام هدا الوضع المأزوم، نجد انتشار المخدرات بشتى أنواعها وأشكالها.. تنتشر وسط الشباب والأطفال بشكل علني، في غياب فضاءات تأوي هذا الشباب المنحرف. إنها الفضيحة.. كل هذا، و شعارات المسؤولين تلوح بالتنمية المستدامة، والاهتمام بالعالم القروي.. فعن أي تغيير نتحدث؟. عن البنية التحتية الهشة؟، والبطالة المنتشرة؟، والفقر المذقع الذي أرهق الساكنة؟.. الشيء الذي دفع الكثير من سكان بني تجيت للهجرة إلى مناطق أخرى للبحث عن لقمة العيش. إنها الحقيقة المرة، وأتمنى أن تجد هده الكتابة آذانا صاغية، وينزل المسؤولون إلى الأرض للقيام بالتحريات اللازمة، ومعالجة هذا الواقع قبل فوات الأوان ويرجع بنا الحديث إلى التهم الملفقة، والمحاكمات الصورية فالمنطقة تزخر بثرواتها المعدنية، بغنى فرشتها المائية، إذ تعتبر أغنى فرشة مائية على مستوى الوطن العربي؛ لاعتبار المنطقة امتدادا لجبال الأطلس الكبير.. فالمطلوب، إرادة سياسية واضحة، والقضاء على ناهبي هذه الثروات، خاصة منها المعدنية.. فمتى تستفيد المنطقة من الأطنان المعدنية المستخرجة منها؟. وهل يتم التفكير في استغلال مياه وادي ايت عيسى التي لا تستفيد منها المنطقة، وذلك ببناء سد كبير بمنطقة بدوار مدرار؟؛ أما بناء السواقي، والسدود التلية، فهذا ضياع للأموال، ومجرد حلول ترقيعية.