ربما كان أخطأ حلف (الناتو) الهدف في غاراته على سكان القرى والبلدات الليبية صبيحة يوم الثلاثاء 19/07/2011، وكأنه قصف عشوائيا ودون تمييز ساكنة مداشر أولاد قدور، مسخسخة و أولاد اعلي بعين بني مطهر ظنا منه أن هذه الدواوير مخازن لأسلحة وعتاد كتائب القذافي أو ملاجىء للثوار لا بل من يقع بصره ومنذ الوهلة الأولى على حجم الكارثة المأساوية التي حلت بالدواوير المذكورة يتذكر مآسي الشعب الفلسطيني جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.. وهو حال لسان كل من وقف على أنقاض بنايات آهلة بسكانها وقد تهاوت على حين غفلة من رجالها.. فقط النساء والأطفال هم من كانوا وقتها يكابدون هول دهم آلة الهدم والتدمير الهمجي الذي شنته جرافات قائد قيادة بني مطهر وقواته المخزنية والإدارية من أعوان السلطة وموظف بالمقاطعة القروية المذكورة.. العديد من المنازل سويت بالأرض وحتى ما كان بداخلها من أمتعة وأثاث لم يسلم بدوره من عبث الآلة الرهيبة.. أحداث تراجيدية أعقبتها وقفة احتجاجية قام بها المواطنون المتضررون أمام باشوية عين بني مطهر وأخرى بساحة مقر عمالة جرادة نددوا من خلالها بما وصفوه بالانتهاكات الجسيمة التي طالتهم من طرف السلطة المحلية في غمرة الانتشاء بنفحات الدستور الجديد.. صرخة هؤلاء جاءت ضمن شكوى وجهت إلى عامل صاحب الجلالة على إقليم جرادة هذا نصها : .." يشرفنا نحن مجموعة مواطنين من قبيلة بني كيل عين بني مطهر، أغلبنا يقطن بدوار امسخسخة ، أن نخبركم أننا قمنا بتشييد منازلنا على مرأى و مسمع من السلطة المحلية بقيادة بني مطهر ما قبل و خلال العام 2008 وفي واضحة النهار.. لكن اليوم وبالضبط في صبيحة يوم: 19/07/2011، حيث عمد قائد قيادة بني مطهر ومن خلال استعمال القوة المفرطة من جرافة وآليات أخرى بمعية خليفته وعناصر من القوات المساعدة وأعوان السلطة مدججين بالعصي والهراوات الذين هاجموا مساكننا بينما كان أغلبنا غائبين طلبا للعيش فاقتحموا منازلنا بالقوة، باعتماد الترهيب والتخويف، و أفزعوا النساء والأطفال و أخرجوهم جميعا من الديار، و نهبوا العديد من ممتلكاتنا وحاجياتنا.. وتركوا الجميع في العراء. و أمام هذا الوضع المأساوي، وفي ظل ما آلت إليه أوضاعنا الإنسانية من تشريد لأطفالنا الصغار، ونهب وسلب لممتلكاتنا في رابعة النهار، وخلال هذا التدخل العنيف للسلطة المحلية بقيادة قائد بني مطهر وقواته المستبسلة في استعمال القوة المفرطة، أصيب خلالها الأطفال باضطرابات نفسية كما أن امرأة حاملة أصيبت بمضاعفات جانبية حرجة، كما أصيبت امرأة أخرى بدوار أولاد قدور بجروح خطيرة خلال قيام قائد المقاطعة شخصيا بخنقها بكلتا يديه لحظة اقتحامه لمنزلها هناك.. بمعية القوة المرافقة له، كما قاموا بسرقة مبلغ مالي قدره: 8000.00 درهم (ثمانية آلاف درهم) في ملكية المواطن: البركي الميلود، كما أصيبت زوجته المعاقة: خضرة الحمراوي، الحاملة لبطاقة التعريف الوطنية عدد: FD17402 بجروح وكدمات على مستوى رجلها اليمنى.. نلتمس من سيادتكم المحترم ، التدخل العاجل بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق والبحث والتقصي في أكبر جريمة ترتكب بحق مواطنين مغاربة استقر أغلبنا بجماعة بني مطهر منذ أزيد من 15 سنة، متزوجين وآباء لأطفال، فقراء ومعوزين، فسويت منازل نحو 12 مواطن بدون موجب حق على الرغم من أن هذه المساكن شيدت منذ العام :2008 .. و السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: لماذا لم يعمد السيد القائد إلى توقيف البناء في بدايته وخلال أولى مراحل تقلده للسلطة على قيادة بني مطهر؟ ولماذا لم يتم توقيف البناء ما قبل العام:2008 وبنحو 12 سنة تقريبا؟.. أين كانت السلطة لحظتها ؟.. وعليه فإننا نطالب الجهات المسؤولة ومن خلالكم التعويض عن المنازل التي هدمت بمنازل أخرى وباستعادة ممتلكاتنا وحاجياتنا التي نهبت وسلبت من أغلبنا.." تفضلوا بقبول بالغ احترامنا انتهى نص الشكاية. وعلى إثر هذه الكارثة الإنسانية استنكر الرأي العام المحلي بشدة ما اعتبروه تدخلا مفرطا للقوة من قبل السلطة المحلية بقيادة بني مطهر محملة المسؤولية في ذلك للأجهزة ذاتها وبعض الأيادي المغرضة الخفية التي سعت وفي محاولة يائسة للسباحة في المياه العكرة واللعب على حبل معاناة المواطنين الفقراء من أجل تحقيق مكاسب سياسية وانتخابوية ضيقة.. ويرى هؤلاء أن العقلاء من أحرار قبيلة بني مطهر لا يد لهم في ما وقع لا من قريب ولا من بعيد بإعطائهم دائما الصورة الحقيقية في كيف يكون التعايش بين القبائل وقد برهنت قبيلة بني مطهر بأنها من بين القبائل النادرة على الصعيد الوطني التي توصف بالكرم والضيافة والتعايش مع باقي القبائل الأخرى دون أي خلفيات إثنية قبلية.. بحسب هؤلاء الذين أضافوا بأن بني مطهر كانت ولا تزال الحاضنة لكل الأطياف من القبائل الأخرى، باعتراف الجميع.. ساهمت وبشكل كبير في خلق تركيبة سكانية سوسيو/ ثقافية فسيفسائية من مختلف القبائل بانصهارها داخل مجتمع الوطن الواحد، بعيدا عن الحزازات العنصرية لبعض المتطرفين المتعصبين وهم قلة لا تمثل إلا نفسها شرذمة تحاول بين الفينة والأخرى الظهور بمظهر المدافع عن القبيلة لدغدغة مشاعر أبناء جلدتها بإذكاء نار الفتنة في أتون صراع قبائلي لا طائلة منه قد ينشب لا قدر الله بين قبيلتين تربطهما أواصر الدين والوطنية والمصالح المشتركة ..