جرح الخيانة يكون أعمق حينما تأتي الطعنة من صديق تحقيق: محمد فلالي(صحفي/ بعين بني مطهر)
اهتزت مدينة عين بني مطهر بحر أسابيع ماضية وبالضبط يوم الثلاثاء24/05/2011 على وقع جريمة قتل مفجعة، طابعها الخيانة الزوجية.. ذلك أنه دفاعا عن العرض والشرف، أقدم المدعو( أ/ ع- 48 سنة) على تنفيذ ما اعتبره قصاصا بقتل زوجته( ر/ ع-42 سنة)، التي كانت قيد حياتها على علاقة غير شرعية مع خليلها الذي يعرف نفسه جيدا، قيل إنه، موظف بإحدى المصالح البلدية بعين بني مطهر، بحسب رواية أقارب الجاني، وكذا تصريحات أبناء الضحية الثلاثة الذين أفصحوا عن خيط العلاقة التي كان يربط والدتهم بعشيقها من خلال تنازل مصادق عليه ببلدية عين بني مطهر تحت عدد:588/11 بتاريخ:06/06/2011.. كيف بدأت العلاقة التي كانت تربط العاشق بالضحية( العرافة) بحسب ما أكدته مصادر موثوقة، فمنذ نحو 05 سنوات، كان العاشق قد تعرف على عشيقته من خلال تبادل لزيارات رتب لها بعد تعرفه بالجاني، وتوطيده لعلاقة صداقة بينهما تجاوزت دائرة أعراف الصداقة المتعارف عليها إلى درجة الأخوة المتبادلة المشوبة بالثقة البالغة.. المصادر عينها أردفت بأن الغياب المتكرر للجاني عن البيت طلبا للعيش كان يمارس مهنة البناء، وغالبا ما كان يقضي معظم وقته خارج البلدة لتشييد أو إصلاح منزل أو مدشر هنا وهناك ساهم بشكل كبير في ترسخ علاقة حب بين العاشق( الموظف) والضحية.. استمرت إلى حدود مصرعها.. لكن بعد الوعكة الصحية التي ألمت بالجاني، أقعدته عن العمل، لم تجد الضحية بدا من ممارسة طقوس الشعوذة كعرافة لتقوم بزمام المبادرة في تدبير عيش أطفالها.. وضع جعل الرجل يستشعر نوعا من الإهانه الزائدة، كلما حاول عتاب أو توبيخ زوجته بسبب خروجها غير المبرر من البيت، أو حتى ثنيها عن مواصلة طقوس الشعوذة( عرافة) داخل بيت الزوجية؛ لأنه كان يجد حرجا في ذلك بعدما أضحى لا يقوى عن كسب العيش.. فكان يرى في نفسه عالة على زوجته وأطفاله.. ما شجع الزوجة الضحية على التحرك والمناورة بكل حرية، ودونما اكتراث بأي نوع من المحاسبة قد تأتي من جانب زوجها الفاشل والخامل في نظرها.. الأخير أبلغ غير ما مرة من طرف قريب أو صديق عن وجود علاقة مشبوهة بين زوجته وشخص أجنبي.. فكانت الصدمة مزدوجة جثمت على أنفاس الزوج الجاني، خاصة حينما اهتدى إلى معرفة هوية العاشق الذي خطف منه أعز ما يملك... و.بين خيانة الزوجة وخيانة الصديق الذي قاسمه رغيف الطاولة.. أحس الزوج الجاني بالغبن والهوان.. وضع دفع به لهجر فراش الزوجية منذ أن كشف الخيط الرفيع الذي كان يلف الخيانة.. كما أن ذلك لم يثنه عن التفكير وعلى مضض في حتمية الانتقام.. من أجل استعادة شرفه، وكي يثبت للآخرين رجولته كزوج انتهكت حرمته واستبيحت كرامته.. من تقفي الخطى و الترصد إلى التخطيط لتنفيذ الجريمة: كان وقع الخيانة بمثابة الصعقة على نفسية الزوج الذي لم يصدق لحظتها ما تناهى إلى سمعه من أن صديقه الموظف هو من كان يضاجع زوجته.. في الآن ذاته كانت تساوره شكوك في كون صديقه الذي كان يضعه بمنزلة أخيه، نال من شرفه ودنس عرضه.. فغالب جانب التريث على الارتجال في أي خطوة يقدم عليها قد تفقده الزوجة والصديق في آن واحد وهو بصدد ارتكابه لأي حماقة.. المصادر ذاتها المستقاة من المحيط العائلي للزوج، أوضحت أيضا أن الأخير نهج أسلوب التقفي والترصد في مراقبة تحركات زوجته كي يتحقق من خيانتها أو من عدمها، وبالتالي معرفة هوية الشخص الذي كان من المفترض أن يكون غير ذاك الصديق بمكانة الأخ.. شخص آخر غير من وضع فيه الثقة الكاملة ولمس فيه دفء الأخوة الذي يكون قد افتقده يوما ما في أخ حقيقي أو صديق عابر.. لكان الأمر أهون، بما يخفف من هول الكارثة و يقلص من حدة الصدمة.. التثبت من الخيانة وعقد العزم على تنفيذ الجريمة. بعد تأكده من أن زوجته على علاقة غير شرعية مع صديقه الموظف( متزوج وأب لأربعة أبناء)لا بل توصله إلى معرفة المكان الذي كان يتم فيه اللقاء والتواصل بينهما، عمد الزوج إلى ترصد الموقع، وهو عبارة عن منزل معد للقوادة والدعارة السرية بحي الزياني، بحسب ما أوردته المصادر ذاتها.. سارع الزوج وفي سباق مع الزمن للتثبت بأم عينيه مما عجزت عن تصديقه كلتا أذنيه، فضبط زوجته وهي تخرج مسرعة من بيت القوادة والدعارة السرية، غير أن العاشق لاذ بالفرار، بينما أوضحت مصادر أخرى بأن الجاني ضبط زوجته متلبسة بالخيانة داخل بيت الزوجية، في الوقت الذي لم يفلح في القبض على الصديق الذي أخذ منه قلبه وانتهك عرضه.. فلم يجد الزوج بدا من تنفيذ جريمته بأعصاب منهارة ومتوثرة.. بعد منتصف يوم الثلاثاء24/05/2011، بينما كان الجو حارا لكنه أقل بكثير من لهيب المشادات الكلامية التي دارت رحاها داخل الغرف المغلقة.. خناق لم يعمر طويلا حتى أقدم الزوج على خنق زوجته داخل المنزل بواسطة منديلها الذي كان يعتلي رأسها؛ بعدما لفه على عنقها واسترسل في عملية الخنق إلى أن تأكد من أن زوجته لفظت أنفاسها الأخيرة..لأنه كان يرى في ذلك السبيل الأنجع لإزالة أدران العار من على رأسه.. بينما كان الأطفال يلعبون في الزقاق المحاذي لمنزلهم دون أن يعلموا ما كان يجري بالداخل.. ثوان معدودة سلم خلالها الزوج نفسه للمصالح الأمنية بعين بني مطهر، التي أوقفته بتهمة القتل العمد، في سياق البحث التمهدي، وبعد انقضاء مدة الحراسة النظرية جرت إحالة القاتل إلى محكمة الاستئناف يوم الخميس 26/05/2011 ، وتم دفن جثة الضحية مباشرة عقب اكتمال إجراءات التشريح الطبي الذي أكد من أن الزوجة لقيت مصرعها عن طريق خنق الأنفاس انطلاقا من العنق والحنجرة بواسطة قطعة قماش. ملحوظة : للوهلة الأولى قد يبدو للقارىء والمتتبع أن الخبر آخذ في التقادم وأصبح من ماضي الأرشيف الإعلامي، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن فحوى التأخير في نشر وقائع هاته الجريمة حتى اللحظة.. فعلى غير العادة تعمدت الإطالة في إبلاغ الرأي العام وجمهور القراء عن حيثيات قضية شائكة من هذا الحجم، وهذا ما استوجب مني جهدا كبيرا استنفذ الشيء الكثير من وقتي وطاقتي الفكرية من أجل الوصول إلى الحقيقة.. بعد تريث دام لأيام، لا، بل لأسابيع من أجل جمع المعلومات الكافية حول الدوافع الحقيقية الكامنة خلف الجريمة؛ بالاعتماد على مصادر موثوق بها لتفاذي أي انزلاق خلال الخوض في سرد مجريات حادث من هذا القبيل يندرج في سياق النبش على سطح جلمود العرض العائلي.. أو إلقاء حصى في البركة الآسنة.. كما ان ذلك تطلب مني الدقة الفائقة والمتابعة الحثيثة بما يتماشى وأخلاقيات المهنة وميثاق الشرف الصحفي..