تعيش المحطة الطرقية لسلا وضعية جد مزرية من جراء مشاكل لا تحصى... مشاكل تتعلق بالأساس بضعف بنيات وتجهيزات المحطة، ولامبالاة إدارييها اتجاه السلوكات المنحرفة للمتسكعين الشبه مقيمين بممراتها ، و ألاعيب الكوارتية ... ، و مطعم المحطة الذي ظل مغلقا ل 15 سنة من الزمن و محلات المحطة التجارية المهملة ; و عدم التزام رجال مركز أمن المحطة بواجبهم الأمني حيال التجاوزات التي ظلت لسنوات تعتبر هي السمة المميزة لمحطة مدينة سلا المليونية تعرف المحطة الطرقية بسلا بشارع الحسن الثاني بتلوين؛ مشاكل كثيرة تتعدد أشكالها و مظاهرها وجوانب النقاش في تجلياتها، وذلك بدء من الحديث عن حديقتها المهمشة وعشرات الأكشاك والمكاتب المغلقة بداخلها و مراحيضها المتسخة المنعزلة عن أنظار المسافرين، إلى لفت النظر لواقع محلاتها التجارية المهمشة ومطعمها الذي ظل مغلقا لما يناهز العقد والنصف من الزمن... ف 20 سنة مرت على مشروع تأسيس محطة جديدة لمدينة سلا سنة 1990، بعد أن كان مقصد المسافرين عبر الحافلات هو الساحة المجاورة لسرية الدرك الملكي بباب الخميس؛ توجت بغياب النظام واستمرار واقع الأزمة التي يتحمل مسؤوليتها أكثر من طرف.. فبالمحطة 22 محلا تجاريا مهملا، يتواجدون بالواجهة المطلة على شارع للا عيشة، يرتادها أطفال الشوارع الذي ينامون بجانبها و بداخلها، بعد عدم تمكن استغلال هذه المحلات من طرف إدارة المحطة في التجارة وكذا اتخاذ قرار إغلاقها، كما حال مطعم المحطة الطرقية بسلا؛ فبعد مرور 15 سنة على إغلاقه رغم أولوية فتحه للمسافرين فواقع حاله يقول أنه أصبح مكانا لوضع قمامات الكوكاكولا والنفايات... و عند ولوج محطة سلا الطرقية، أول ما يلفت الإنتباه هو أمر المتسولين والمتسكعين الذين يستقرون بحديقة المحطة بشكل يومي، الحديقة التي لا يعتنى بها و لا تسقى شجيراتها البتة، ويثير الأنظار أيضا واقع العشرات من المكاتب في الطابق الثاني، المتمثل في زجاج نوافذها المكسر وأبوابها المختفاة!، وعدم استعمال الوسائل المتطورة - كالحواسيب - من طرف موظفي المحطة داخلها... و يثير الأنظار أيضا تواجد الكوارتية بكثافة وعرضهم تذاكر السفر للمسافرين بأثمنة مرتفعة على أثمنة الشبابيك بدرهم أو درهمين، رغم اللافتة التي اعتزمت إدارة المحطة تتبيثها مؤخرا بمدخل المحطة المحذرة من أخذ التذاكر سوى من الشبابيك. ولعل بيع تذاكر السفر بأثمنة مرتفعة من طرف الكوارتية، والتسول و التبزنيس داخل المحطة الطرقية لسلا، لمشاهد تظل ترى باستمرار أمام غياب واضح للأمن داخل المحطة؛ هذا في الوقت الذي يتواجد فيه رجال الأمن المكلفون بأمن المحطة وحمايتها، خارج المحطة!، بل الأدهى من ذلك هو خروجهم لشارع الحسن الثاني وعمدهم لتوقيف السيارات والشاحنات من أجل مراقبتها، هذا في الوقت الذي يلزم عليهم فترات ساعات عملهم حماية محيط وداخل المحطة، أو بالأحرى حماية المسافرين من ألاعيب الكوارتية وحماقات المتسكعين اتجاههم وليس مصاحبتهم وغض البصر عنهم. المحطة الطرقية لسلا.. صورة من صور التخلف الذي ينخر جسم بنيات مدينتنا، ورمز للبؤس واللانظام لواقع تعيشه المحطة؛ يستدعي طرح أكثر من سؤال وعلى جهات متنوعة: مجلس المدينة، وزارة النقل، العمالة، الولاية، برلمانيو سلا، الحكومة.. و الذي لا يؤشر إلا لتراكم أعوام من الفشل في السياسات المحلية و ضرورة مساءلة فقهاء التنمية البشرية عما يجري في محطة تلوين .