نتوفر على عرض سياسي يختلف عن الطروحات التي تتشابه كلّها في إطار القطبية السياسية، من الممكن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة لا أعتقد أن يكون هناك تغيير حكومي في الأفق لأنه غير مُجدٍ عبد القادر كترة هل صحة حزب التجمع الوطني للأحرار بخير بعد نجاح الحركة التصحيحية؟ استمرارا للدينامية والحركية التي أعطتها الحركة التصحيحية وبعد اللقاء التاريخي بمراكش بحيث تم تحديد أولويات للاستمرار في نفس المنطق ونفس الالتزام التي التزمت به الحركة تجاه المناضلين وتجاه الرأي العام والمواطنين. أولا على مستوى كلّ ما هو مرتبط بهيكلة الحزب وتنظيمه، أعطينا الأولوية للتنظيم الجهوي لأن لدينا قناعة حيث يجب أن نخرج من منطق المركز إلى منطق مركز الجهة بحكم قربها من المواطنين وقدرتها على استيعاب الأولويات والإشكالات الأولية التي تسمح لنا في بلورة عمل ومنظور يتماشى مع الانتظارات الموضوعية لكلّ منطقة ولكلّ جهة. بماذا يتميز حزب التجمع عن باقي الأحزاب الأخرى في المشهد السياسي المغربي؟ الجانب المرتبط بالهوية ، وهو ما يدخل في التمييز، إذ يجب أن نتوفر على عرض سياسي يختلف عن الطروحات التي تتشابه كلّها، ولهذا اخترنا لنفسنا مفهوم أو منطق الليبرالية الاجتماعية لما لها من حمولات مرتبطة بما نسميه خلق "المواطن المبادر"، المواطن الذي يتحمل المسؤولية في البناء، المواطن الذي يساهم ويشارك وينخرط، وكذلك دور الدولة في التقنين، في التوزيع في دعم كلّ المبادرات التنموية، وكذلك العمل على التوزيع العادل للخيرات في إطار مقاربة متوازنة ما بين دور الدولة ودور الفرد ودور الجماعات. هذا هو التمييز السياسي الذي جئنا به على مستوى هوية الحزب والذي نُراهِن عليه لأن من ورائه منظور يختلف عن المنظورات الكلاسيكية ، وهو منظور يدفع بالمواطن لتحمل المسؤولية المرتبطة ببناء المستقبل. كما أن هناك كلّ ما هو مرتبط بالجهوية بمفهومها العملي، وكذلك خلق الأقطاب، وهذه كلها توجهات وأولويات، وكلّ ما هو مرتبط بسياسة الدولة بالطبع، بالدور الذي يجب على الحزب أن يقوم به في إنجاح هذه المبادرة، مفهوم القطبية السياسية، لعقلنة المشهد الحزبي السياسيي وإعطاء صورة واضحة للمواطن للاختيار ولإعطاء للتناوب المفهوم الحقيقي. كيف يستعد الحزب للدخول غمار استحقاقات 2012؟ في هذا الإطار، هدفنا على مستوى أفق 2012 هو الذهاب إلى المواطن ببرنامج عملي قابل للتطبيق وقابل للتفعيل قبل الانتخابات وليس بعدها، وهو ما يفرض أن يكون هناك مكونات سياسية داخل العائلة الواحدة، خلافا للوعود التي تعطى، نقترح برنامجا عمليا قابلا للتفعيل حتى إذا ما تحملنا المسؤولية، يكون للمواطن وضوحا فيما يخص الالتزامات التي أخذناها على عاتقنا، ولنا قدرة على تفعيلها، وهذا هو التمييز الذي نريد أن نخلقه، لأننا نعتبر أنه حان الوقت للخروج من منطق الانتقال الديمقراطي إلى منطق التطبيع الديمقراطي والسياسي وهذا هو المنحى الذي يجب على بلادنا سلوكه اليوم لخلق تلك التراكمات الإيجابية التي تمنح للأفق، بالنسبة للوضوح وللعمل الحزبي والعمل السياسي، دورا فعالا. 2012 محطة من بين المحطات، ومسارنا يسير في هذا الاتجاه وحزب التجمع الوطني للأحرار يهيكل وينظم نفسه، وينفتح على كلّ مكونات المجتمع. ومنذ لقاء مراكش ونحن نجدد اللقاءات سواء مع الشباب أو مع النساء، مع الأطر أو مع المهنيين. ما دور الجامعات الجهوية التي ينشطها الحزب؟ الجامعات الجهوية هي فرصة للتداول، وفرصة للانفتاح وفرصة كذلك لبلورة اقتراحات عملية لهذه المقاربة المرتبطة ببلورة رؤيا واضحة بالنسبة لمستقبل البلاد، وهذا هو التوجه الذي نحن سائرون فيه. يعيش التجمع دينامية خاصة، دينامية تاريخية تعيد بناء الذات والعمل الجدي بالنسبة للأحزاب الجادة، وهناك تفاعل داخل الحزب وتفاعل بين الحزب ومكونات المجتمع، وهذا هو الرهان الكبير الذي رسمناه اليوم. هل نجح الحزب في استقطاب الشباب بعد التغييرات التي شهدها؟ نحن اخترنا لغة الشفافية والصراحة مع الشباب ولغة المسؤولية، والعلاقة ليست علاقة أبوية ولكنها علاقة تدخل في إطار الانخراط في مشروع مجتمعي للشباب بحكم موقعه الطبيعي، يتحمل مسؤوليات مرتبطة ببناء مستقبله، وهذه العلاقة تكون متجددة ومنفتحة تعطي المبادرة للشباب لأنهم يتوفرن على طاقات يجب تفعيلها في الاتجاه الإيجابي والصحيح. نحن لسنا في إطار علاقات بُنِيت، مع الأسف، على أساس مصالح، يعني إغراءات، ولهذا نحن نريد بناء علاقات صحية ومسؤولة مبنية على الأمل وعلى الطموح وعلى الانخراط حتى نشجع هذا الشباب في إطار فاعل لتقدم المجتمع وتغييره. هناك اكتساح كبير لحزب الأصالة والمعاصرة، واستقطاب لعدد من الفاعلين السياسيين لهم ويرتقب تغيير جذري في المشهد السياسي خلال الاستحقاقات المقبلة...ألا يتخوف حزب التجمع الوطني للأحرار من هذا الحزب، وما هو موقفه من تحركاته؟ أكيد أن حزب الأصالة والمعاصرة خلق رجّة داخل المشهد السياسي لأنه جاء بمقاربة أخذت بعين الاعتبار واقع انتخابات 2007 وابتعاد المواطن عن السياسة. لا يمكن أن نبني ديمقراطية بالعزوف، لا يمكن أن نبني دولة المؤسسات بدون انخراط المواطن في أحزاب قادرة على التفاعل معه. أكيد أنهم خلقوا رجّة وخلقوا نقاشا ونوعا من العراك السياسي، ولم يعد المشهد السياسي الحزبي في بلادنا مشهدا روتينيا، مشهد تتراكم فيه نفس الخطابات وتتكرر. خلق حزب الأصالة والمعاصرة رجّة، وهو الأمر الذي دفع مجموعة من الأحزاب تأخذ بعين الاعتبار هذا التحول، هذا الجديد... ما هو موقع التجمع الوطني للأحرار في هذا المشهد الحزبي الجديد؟ بالنسبة للتجمع الوطني للأحرار، نحن انطلقنا من منطلق مبني على قناعات، والقناعة الأساسية هو أن هذا الحزب مُكوِّن من المكونات الأساسية للمشهد الحزبي المغربي، وإذا أراد أن يؤدي دوره عليه أن يجدد نفسه، وإذا أراد أن يكون أداة فاعلة في البناء الديمقراطي يجب أن يكون قادرا على تغيير نفسه وإقناع المواطنين بأنه حزب جادّ وحزب طموح وحزب قادر على الانفتاح وقادر على العمل، وهذا هو المحرك الأساسي لحزبنا. هذا يدفع إلى المنافسة وهو جانب صحي إذا كان مرتكزا على مبادئ وقناعات وتغيير إيجابي. نحن نتعامل مع المكونات الحزبية الأخرى، ليس من منطلق "هذا غادي يأخذ من عندي أو ما غاديش يأخذ من عندي، أو غادي يأكلني أو ما غاديش يأكلني"، نحن نتعامل من منطق قوة الحزب وموقع الحزب، وقدرته على الاستمرارية والوجود لكن في تجدد مستمر حتى يحافظ على ثقة المواطنين، وهذا هو التحدي الذي نحن رفعناه، وأظن أننا، مع الإخوان في الأصالة والمعاصرة، لا أعتقد أنه سيكون فيما بيننا، اليوم أو غدا، علاقة مبنية على التنافر. هل يمكن للتجمع أن يدخل في تحالفات مع الأصالة والمعاصرة؟ نحن نعمل في اتجاه خلق قطب ونعتبر أنه في إطار هذه القطبية السياسية، من بين الأحزاب السياسية التي يمكن أن نتحالف معها، حزب الأصالة والمعاصرة الذي نقتسم معه نفس القناعات ونفس التقييم الموضوعي للمشهد الحزبي والمشهد السياسي وما تنتظره بلادنا بالنسبة للمستقبل، على قدم المساواة بالطبع، وبدون مساواة لا يمكن أن تكون هناك علاقات جدّية... ألا يتخوف حزب التجمع من أن يبتلعه حزب البام؟ نحن لسنا في هذا المنطق. التجمع الوطني للأحرار في مسلسل قوة. أولا مع الاتحاد الدستوري، هناك مرحلة بناء جديدة، لكن في إطار هذه المرحلة من البناء، هناك انفتاح على أحزاب أخرى، وفتح نقاش مع أحزاب أخرى، لأننا نؤمن بأنه قبل انتخابات 2012، علينا أن نذهب إلى المواطن باقتراحات واقعية، حتى إذا وضع فينا الثقة نؤكد له ما يمكن أن نقوم به. وهذا هو المنظور الذي يحركنا في تثبيت التحالفات والانفتاح على الأحزاب الأخرى والتقاسم في إطار تقاسم منطقي. تؤمن الأحزاب بأنه لا يمكن أن تكون تحالفات قبلية، ولا يمكن أن يكون هناك برنامج مشترك قبل الانتخابات، بمعنى أن المنطق السائد لا زال يقول بخوض الانتخابات، كلّ حزب على حدة وتأتي التحالفات بعد الانتخابات من منطق قوة...وهذا يعني أن الثقافة السياسية في بلادنا والوعي بتحديات المرحلة، لم تدفع بالأحزاب السياسية إلى أن تفهم بأنه في مصلحة البلد قبل مصلحة الأحزاب أن تكون هناك تحالفات قبلية. كيف يرى حزب التجمع الاستحقاقات المقبلة في ظلّ بروز قوة حزبية جديدة؟ طموحنا في 2012 هو أن تكون هناك نتائج انتخابية وكفاءات قادرة على رفع التحدي بأساليب جديدة تتماشى مع تحولات المحيط العالمي والتحولات التي يشهدها المجتمع المغربي، إذن طموحنا كبير في سنة 2012. ولا أعتقد أن نفس الأساليب المستعملة اليوم ستصلح غدا ولهذا سنعمل بقوة من أجل التغيير وسندفع مع الأحزاب التي ستطمح إلى نفس التوجه، إلى خلق جيل جديد بالنسبة لبلادنا. تروج أخبار حول تغيير حكومي. هل سيعزز حزب التجمع تواجده داخل الحكومة؟ ليس في علمي ذلك بشكل رسمي كرئيس حزب، ولا أعتقد ذلك كذلك. نحن على بعد سنة أو سنة ونصف من الاستحقاقات ولا أعتقد بأن تغييرا جزئيا سيؤدي إلى أي نتائج من شأنها أن تُغير. هناك معطى، جانب الاستقرار هو جانب أساسي ومكونات الأحزاب هي مكونات أخذت على عاتقها أن تنفذ برنامجا وأن توصله إلى نهاية المطاف. وما أتمناه هو أن يطغى النضج السياسي في هذه المرحلة، وتتحلى كلّ الأحزاب بالمسؤولية السياسية الجادة خدمة للوطن وبعيدا عن كلّ الحسابات الضيقة. ما موقف حزب التجمع الوطني للأحرار من مدونة السير؟ هي مدونة أساسية من ناحية حياة المواطن وأمانه، لكن يجب أن يمر التطبيق العملي عبر الإقناع باستمرار، والاستمرار في تفسير الإيجابيات والضروريات لتحسين علاقة المواطن مع محيطه ومع مجتمعه، لأن هذا ليس مسؤولية قانون بل مسؤولية أفراد، لأنه في آخر المطاف يرجع الأمر إلى الفرد، "هل طبق أو لم يطبق؟". ولهذا التوجه إلى الأفراد وتوعيتهم أهم مما تتضمنه مدونة السير.