تائهون ومتسخون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء عبد القادر كترة يصاب المرء بالدهشة وهو يتجول بين أرجاء مدينة وجدة أو وهو يزور «مستشفى الرازي» للأمراض العقلية والنفسية، حيث يقع نظره على شبان تائهين في عالم خاص بهم، فاقدين قدراتهم العقلية ووعيهم، حفاةً، عراةً، متشردين وسط مجتمع لفظهم ، بعد أن نبذتهم أسرهم وتنكر لهم في أغلب الأحيان أقرب الأقرباء إليهم... شبان يخوضون في أحاديث مع أشخاص آخرين مفترَضين، وسط الشوارع والطرقات والأزقة، بأعلى صوتهم.. بخطاب غريب التراكيب، عديم المنطق، يجسدون أقوالهم بحركات عبثية مثيرة للانتباه والشفقة، وقد ترعب المارة وتفزعهم... شبان تعاطوا لأنواع المخدرات، والأقراص المهلوسة، بكل أنواعها، فذهبت بعقولهم وبمستقبلهم ورهنت راحة أسرهم التي أحست بالذل والمهانة، بعد أن صُنِّف أبناؤها في خانة «الحمقى» (المختلين عقليا) حتى إن بعض هذه الأسر تتمنى موت هؤلاء الأبناء، آملة في خلاصهم وخلاص عائلاتهم... «ابن زيدون» (Hypnosedon) و«كوادا لوبي» (Clonopin) و«البولة الحمراء» (Rivotril) و«روش» (Valium).. ألقاب مختلفة لنفس الأقراص المهلوسة، القاتلة أو لأنواع من «القرقوبي».. أمراض عقلية ونفسية أصابت شبانا من مختلف الأعمار، بسبب تعاطي هذه الأقراص الطبية المهلوسة ومختلف أنواع المخدرات السامة، من «الديليون» و«الديسولسيون» وغيرهما.. انعقد، يوم السبت 24 أبريل الماضي، مؤتمر الجمعية المغربية للأطباء النفسانيين للصحة العمومية في طنجة، حول موضوع «الطب النفسي وعلاقته بالجريمة». من خلال مداخلاتهم، أجمع الأطباء على وجود علاقة وطيدة بين استهلاك المخدرات وارتكاب الجريمة... وهي من بين العوامل التي أدت إلى تنامي الجريمة في البلاد، إضافة إلى العديد من الأمراض النفسية والعقلية... «للمدمن على أقراص الهلوسة أحد المآلات الثلاثة، فإما مستشفى الأمراض العقلية وإما السجن وإما القبر...»، يؤكد أحد الأطباء خلال الحملات التحسيسية التي اعتادت القيامَ بها جمعية الصيادلة لمحاربة المخدرات بين تلاميذ المؤسسات التعليمية. أقراص طبية مهلوسة «لا أعرف متى وكيف بدأ يتعاطى هذه السموم... ولا أعرف من ناوله إياها، أول مرة، ولا أين أو متى تعلم استهلاكها حتى أصبح مدمنا؟... فقدت الابن وفقدت المستقبل وفقدت الأمل في الحياة»... هكذا يحكي الوالد الموظف في إحدى الإدارات العمومية في وجدة -بألم وحزن عميقين- بعد أن اضطر إلى إيداع ابنه البالغ من العمر 17 ربيعا «مستشفى الرازي» للأمراض العقلية والنفسية، قبل أن يضيف، بعبارات متقطعة وزفرات تخنقها الدموع والحجرشة، لصعوبة اجترار نفس الآلام والمعاناة: «كان على وشك اجتياز شهادة الباكلوريا هذه السنة لكنْ... ضاع كلّ شيء: ضاع الأمل وضاعت حياته»!... اضطر الوالد المكلوم في ابنه «جلال» إلى إدخاله المستشفى، بعد أن أصبح عنيفا وعدوانيا تجاه كلّ من يقترب منه.. لقد تحول إلى «ثور هائج» يرغي ويزبد، كلما كان في حاجة إلى كمية من الأقراص المهلوسة التي تعوّد على استهلاكها في الوقت الذي يتعذر عليه تلبية طلباته من تلك المواد القاتلة... لاحظ بعض المختصين وبعض المسؤولين الأمنيين أن الشريحة الكبرى من المجتمع التي تتعاطى المخدرات تنحصر أعمارها ما بين 15 و25 سنة من بين تلاميذ الإعدادي، إلى طلبة الجامعة، وتقل النسبة كثيرا كلما كانت السن متقدمة، حيث قليلا ما يتعاطى الأقراصَ الطبية الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين. ولوحظ كذلك ارتفاع عدد الحالات التي تزور المستشفى بشكل كبير ومخيف خلال أشهر الصيف، نظرا إلى تواجد أبناء المهاجرين وكثرة الأعراس والمناسبات والليالي الحمراء... «إن أغلب المصابين بالأمراض الذهانية شبان تتراوح أعمارهم ما بين 15 و20 سنة، وأسباب إصاباتهم مختلفة، منها ما هو وراثي وأخرى عضوية ومنها ما هو اجتماعي وعائلي ومنها ما هو ناتج عن تناول أنواع من المخدرات»، يقول الدكتور أحمد بن الرقيق، الطبيب الاختصاصي في الأمراض النفسية والعقلية، مدير «مستشفى الرازي» للأمراض النفسية والعقلية. لقد تم حصر بعض الدوافع التي تجعل الشخص يقدم على تعاطي الأقراص الطبية في الشخصية الهشة أمام الأصدقاء أو إحدى الصدمات، كالفشل الدراسي والتفكك الأسري، كطلاق الوالدين أو موت أحدهما، أو الرغبة في الهروب من واقع مثخن بالمشاكل.. وعدم الإلمام بالمخاطر أو التقليد أو التحدّي، لإظهار «الرجولة» وإثبات الشخصية أو ارتياد بعض قاعات الألعاب غير المراقَبة والتي يكثر فيها الانحلال والتفسخ... وتمت ملاحظة ارتفاع مهول في الحالات المرضية، يتزامن مع انتعاش ترويج المخدرات، وخصوصا منها الأقراص الطبية الآتية، بشكل كبير، من الجزائر، والتي أصبح المدمنون والمروجون يطلقون عليها أسماء غريبة ك«ابن زيدون «(Hypnosedon) و«كوادا لوبي» (Clonopin) و«البولة الحمراء» (Rivotril) و«روش» (Valium).. ألقاب مختلفة لنفس الأقراص المهلوسة القاتلة أو ل«القرقوبي»، ومنهم من يتعاطى –خصوصاً في منطقة الناظور- الكوكايين والهيروين... الأمراض التي تصيب العديد من هؤلاء الشبان -الضحايا لديها علاقة وطيدة بتناول الأقراص الطبية المهلوسة، التي تباع في الأسواق، بشكل فوضوي، دون خضوعها للمراقبة الطبية، ويستهلكونها، بدل الخمر أو الكيف أو الحشيش أو مخدرات أخرى، إضافة إلى عشرات الآلاف من الأقراص الطبية المهلوسة التي تدخل من الجزائر، على يد شبكات من المروجين والمتاجرين يسهِّلون استهلاكها ويشجعون على ذلك، بإيصالها إلى أبعد المدن المغربية.. دون الحديث عن ترويجها أمام أبواب المؤسسات التعليمية، من إعداديات وثانويات وفي مختلف كليات الجامعة. وهناك نوع آخر من المدمنين: فئة المتشردين المتعاطين ل«الديليون» و«السيراج» والكحول و«الديسوليسيون» والذين لا يقل خطرهم -ما عدا في فترة بداية الإدمان- وبعد ذلك يصيبهم الضعف والوهن ويفقدون قواهم الجسمانية، قبل العقلية، ليتحولوا –تدريجيا- إلى «حمقى» مشردين ولا يقدرون على العنف إلا إذا كانوا جماعة ضد شخص واحد وأعزل.. ومنهم من ينتظر نهايته المحتومة في ركن من أركان الشوارع والأزقة أو تحت حائط بيت مهجور أو عند صخرة في الخلاء... أشارت بعض الإحصائيات إلى أن المتعاطين الشباب لتلك السموم يفارقون الحياة في سن تتراوح ما بين 36 و42 سنة... يمر المدمن على الأقراص المهلوسة ب«حالات» متدرجة، حسب توضيحات الطبيب الاختصاصي مدير المستشفى، والتي تبدأ بحالة هدوء وسكون، مع إحساس بسعادة.. ثم حالة توتر، مع قلق وهيجان، فحالة اختلاط ذهني معجز عن التمييز بين عناصر محيطه، مع سهولة في ارتكاب أفعال غير مسيطَر عليها، ثم تنتهي بحالة غيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة (Over dose) أي عندما يتجاوز المستهلك الكمية التي يستطيع جسده تحمُّلَها، ويتطلب الأمر وضعه في قسم العناية المركزة... آدميون يتحولون إلى «وحوش» وهناك العديد من المجرمين مم أودِعوا المستشفى لمتابعة العلاج في حالة اعتقال، بعد أن ارتكبوا جرائم قتل، غالبا ما ينكرون علاقتهم بها و«يستغربون» التهمة الموجَّهة إليهم، لأن فعل الجريمة قد يُرتكَب وهم في حالة هيجان قصوى، بعد استهلاك كمية من الأقراص المهلوسة. «لأ أستطيع أن أتمالك نفسي ولا أقدر على السيطرة على نفسي.. أتآكل من الداخل ويكاد رأسي ينفجر وأفقد وعيي و«يطير» عقلي وأتحول إلى آلة تتحكم فيها هواجس لا حدود لها، لا في الواقع ولا في الخيال، ولا أعترف بالآخر، ولو كان أقرب الأقربين إلي، بل يصبح الكلّ عدوا لي، خاصة إن اعترض على رغبتي في إشباع وإطفاء نزعاتي التي تتأجج في دواخلي... لا أحد يمكنه أن يوقفني.. والمستحيل يتحول إلى ممكن... إلى قالْ ليا راسي نْفوتْ من ثقبة الإبرة يْخصني نفوت منها!... إلى بانْ لي نخرج للسوق ونْكريسي عبادْ اللهْ نْكريسيهومْ»... هكذا حاول أحد المدمنين على استهلاك «القرقوبي» وصف حالة من حالاته التي يمر بها أو يشعر بها عند تناوله حباتٍ من الأقراص المهلوسة... ومن الأعراض التي تظهر عند الشخص الواقع تحت تأثير المخدر: الارتباك العقلي La confusion mentale والهذيان الحاد، ويترتب عن ذلك فقدان الوعي وينتج عنه عنف يكون ضحيتَه الشخص نفسه أو أقرب الأقربين إليه أو الأشخاص المتواجدون في محيطه، وهذه حالة خطيرة... وفي حالة الخصاص، ينتاب المدمنَ توتر عصبي شديد وأرق وعدوانية، حيث يبحث -بجميع الوسائل- عن جرعته اليومية من المخدر.. ولا يعترف بالحواجز ويعمَد إلى السرقة واعتراض السبيل والاعتداء والقتل... قد يتحول ذلك «الآدمي» إلى «وحش» من الوحوش المفترسة: كاسر يَعضُّ بأنيابه ويغرس مخالبه في أي شخص اقترب منه.. ولا تستطع مجموعة من الأشخاص السيطرة عليه.. وقد يستعين الممرضون ببعضهم البعض، لحقنه بمسكنات قوية، قبل إخضاعه لفحوصات وعلاجات... وقد يتناول الشخص من قرص واحد إلى 20 قرصا في يوم واحد.. كلّ حسب تحملّ قواه الجسمانية، وكلما تعمق إدمانه، كما طلب الجسد المزيد، ولا يمكنه أن يعيش إلا إذا استهلك الكمية المعتادة والكافية، قبل أن يفقد عقله وينسلخ، في لحظة، من إنسانيته... أما في الحالات الأقل خطورة، فيشعر الشخص بالقلق الحاد، مع الخوف والانزواء والانطواء. والعديد من الحالات قد تؤدي إلى الانتحار. وهناك حالات يرتكب صاحبها جريمة قتل، دون حتى أن يشعر بما اقترفت يداه.. ويستقبل المستشفى أصحاب مثل هذه الأفعال، بعد إنجاز المسطرة القانونية في حقهم، حيث يخضعون للعلاج، قبل أن يحالوا على المحكمة... ويتعرض الأطباء والممرضون داخل «مستشفى الرازي»، يوميا، لاعتداءات جسدية ولفظية من المرضى، وحتى من عائلاتهم، في بعض الأحيان.. لكن الطاقم المعالج يُقدِّر ظروف المرضى ويعمل على حمايتهم من أنفسهم، وفي نفس الوقت اتخاذ الحيطة والحذر اللازمين من احتمال الأخطار، التي تدخل في صميم العمل... وهناك ممرضون ما زالوا يحتفظون بكسور على مستوى الأذرع والأنف والأيدي، ناهيك عن التهديدات من المرضى، والوعيد بالانتقام منهم، حالما يتعافَون، لكنْ غالبا ما ينسى المريض تهديداته بعد شفائه. شباب عاطل يتم إيقاف ما بين 20 و50 مروجا للمخدرات، شهريا، وتصل الأرقام إلى أوجها خلال أشهر الصيف، ابتداء من شهر يونيو وحتى شهر شتنبر، حيث تمتلئ المدينة بالشباب المغترب العائد لقضاء العطلة. وقد يصل عدد الموقوفين إلى ما يناهز 50 شخصا في الشهر. كما يسجل شهر يناير أدنى عدد من المروجين، بما بين 20 إلى 28 شخصا، ولو تراجع العدد خلال الأشهر الأخيرة، بفعل الأحكام القضائية الرادعة، خاصة في حالة العود بالنسبة إلى ذوي السوابق العدلية... وترتفع كمية استهلاك المخدرات خلال شهر رمضان، نظرا إلى إغلاق الحانات أبوابها وصعوبة استهلاك الخمور، وخلال فصل الصيف: فترة عودة أبناء العمال المهاجرين. ومن جهة أخرى، ينتمي جل مروجي المخدرات إلى الشباب العاطل وعديمي الشغل أو بعض المستخدَمين، وأغلبهم ذكور تتراوح أعمارهم ما بين 21 و45 سنة، يقطن أغلبهم في الأحياء الشعبية، في وسط المدينة أو في ضواحيها، ومن بينهم بعض النساء.. وتقوم شبكات تنطلق من الجزائر وتمتد جذورها إلى بعض المدن المغربية، بجلب هذه الأقراص المهلوسة وترويجها. أما بالنسبة إلى المتعاطين لهذه المخدرات، فإن أغلبهم من الشباب العاطل، وبدون مستوى تعليمي يُذكَر، وتتراوح أعمارهم ما بين 15 و40 سنة، وقد انخفض سنهم في السنوات الأخيرة إلى 12 سنة، كما بدأت الظاهرة تمس جميع الفئات المجتمعية... سجلت المصالح الأمنية الولائية في وجدة، خلال سنة 2009، في مجال مكافحة حيازة وترويج والاتجار في المخدرات 475 قضية، أحيل إثرها على العدالة 347 متورطا. وتمكنت المصالح ذاتها من حجز 33 كيلوغراما من مخدر «الشيرا» و81 كيلوغراما من «القنب الهندي»، و1150 قرصا مهلوسا و21 غراما من الكوكايين، إضافة إلى 5 سيارات و21 دراجة نارية استعملت في النشاط المحظور. ومن جهتها، ساهمت مختلف مصالح المنطقة الأمنية في الناظور، منذ أكتوبر 2009، في حجز ما يقارب 99 كيلوغراما من المخدرات، و30 كيلوغراما من المخدرات السائلة، موزعة بين مخدر «الكيف» و«طابا»، وتمكنت من حجز كمية مهمة من الكوكايين والهيروين وأقراص الهلوسة، إضافة إلى حجز أزيد من 29 سيارة كانت في وضعية غير قانونية... يحتضن مستشفى الرازي حاليا 60 مريضا من الذكور و10 نساء يعد مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية المستشفى الوحيدَ في الجهة الشرقية، التي يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة، ويستقبل المستشفى جميع مرضى الجهة الشرقية، من مدن وبوادي مختلف أقاليمها الستة، الناظوربركان، وجدة، تاوريرت، جرادة وفجيج ويعالجهم داخل وخارج المستشفى. وقد شرع «مستشفى الرازي» للأمراض العقلية والنفسية في الاشتغال سنة 1958، بطاقة استيعابية أربعين سريرا، وتم ترميمه مرتين سنة 1983، وسنة 1996، حيث أصبحت طاقته الاستيعابية اليوم 90 سريرا، 50 للذكور و40 للنساء. ورغم ذلك، يعرف المستشفى اكتظاظا على امتداد السنة. يسهر على التسيير والعلاج والمراقبة والمتابعة طاقم مختص وذو خبرة، بحكم التجربة التي اكتسبها من خلال ممارسته لسنوات عدة في نفس المستشفى، من بينهم مدير طبيب وطبيبان اختصاصيان في الأمراض العقلية والنفسية والمعالجة النفسية و37 ممرضة وممرضا، مجازين في الأمراض النفسية والمساعدة الاجتماعية، إلى جانب 3 موظفين إداريين ومقتصد و3 من مساعديه و9 أعوان مصلحة. أما الحراسة والتغذية والنظافة فقد أوكل أمرها إلى شركات خاصة. ويوجد «مستشفى الرازي» خلال هاتين السنتين 2010 /2011 في وضعية استثنائية، بعد أن انطلقت الأشغال سنة 2009، حيث يتم بناء مستشفى جديد وعصري، بطاقة استيعابية تصل إلى 110 أسِرّة، في جميع الاختصاصات، من الأمراض النفسية والعقلية، لجميع الفئات العمرية، مع قسم خاص لعلاج المدمنين ومرافق صحية موازية ترفيهية وسيكولوجية انتقالية من المستشفى إلى البيت، ومستشفى النهار، إضافة إلى مرافق للمطالعة والرسم والرياضة ومقهى.. بهدف توفير الظروف العادية للاستشفاء، إضافة إلى قاعات تابعة للمركز الاستشفائي لكلية الطب والبحث العلمي، وقاعات للعلاجات الأسرية والجماعات... وسيتوفر المستشفى المنتظَر على قسم خاص بالشيخوخة، وآخر خاص بالأطفال. كما سيتوفر قسم المستعجلات على ثلاثة مصالح، مصلحة مغلقة فيها معازل للمرضى الخطيرين، ومصلحة مفتوحة، ثم مصلحة للعلاج... يتواجد في «مستشفى الرازي» للأمراض العقلية، حاليا، حوالي 70 مريضا، منهم 60 من الذكور و10 نساء تتراوح أعمار 20 منهم ما بين 18 و20 سنة، أي بنسبة 30 في المائة، وتمثل الأمراض الذهانية .% 90 Psychose من الحالات الاستشفائية الحادة والخطيرة، بما فيها المخدرات، فيما تمثل الأمراض العصابية (Névrose) أو الناتجة عن أسباب عضوية، كالصرع، 10 %. «وفي ما يخص عملية العلاج، فإنها تتعلق بعوامل توقعية (Pronostic) تخص شخصية الشخص المتعاطي للمخدر، منها السبب المباشر لتناوله المادةَ المخدِّرة والمدة الزمنية للإدمان والكمية المستهلكة وموقف الأسرة من حالة مريضها»، يقول الدكتور أحمد بن الرقيق. ولهذا غالبا ما تبدأ المعالجة النفسية بتخصيص حصص نفسية وتحسيسية لمحيط المريض، أي أفراد الأسرة، حتى يكون العلاج فعالا بالنسبة إلى المريض. وتتراوح فترة العلاج، بالنسبة إلى الحالات المستعجَلة ما بين يومين و15 يوما، على أساس أن تكون هناك متابعة طبية، بمعية الأسرة، التي يجب أن تتحمل مسؤولياتها كاملةً، مع العلم بأن العلاج الذي يقدمه المستشفى مجاني 100 في المائة. كما أن المؤسسة تشتغل 24 على 24 ساعة، طيلة أيام الأسبوع، مع مساعدات عينية من الأغطية والأفرشة وبعض الأدوية من المحسنين...