عبد الوهاب الدر فوف / بنيونس شعبي يستدعى تلاميذ السوادس كل سنة لاجتياز الامتحان، يعانون في ذلك مشقة زائدة، كان بالإمكان تفاديها أو التخفيف من وطأتها لو أن كل طرف قام بمسؤوليته، فغالبا ما يستيقظ التلاميذ ذلك اليوم بعد الفجر ليلتحقوا بمراكز الامتحان. هذه الأخيرة تحدد بالوحدة المركزية، حيث توجد الإدارة، وأكثر الدواوير التي توجد بها الفرعيات، تبعد عن الوحدة المركزية بثلاثة كيلومترات فما فوق؛ وقد تصل إلى أربعين كيلومترا، بسبب سوء التقطيع الإداري، ولكم أن تتصوروا تلميذا لا يزيد عمره عن اثنتي عشرة سنة، يقطع مسافة بضع كيلومترات في صبيحة الامتحان، كيف ستكون حالته الفزيولوجية من الجوع والإرهاق، فضلا عن الخوف والقلق،لأنه تم نقله من دواره؟ إن محطة الامتحان بهذه الظروف، تشجع على الهدر المدرسي، فنسبة كبيرة من التلاميذ وخصوصا الإناث لا يلتحقن أصلا بالامتحان لظروف أمنية، وقد يكون منهن النجيبات، فما فائدة إعداد الداخليات، وبناء دار الطالبات إذا لم تجد من يلتحق بها بسبب تخلف التلميذات، خصوصا عن اجتياز الامتحان. إن الوزارة الوصية، يجب أن تلتفت لخطورة الأمر في السنوات المقبلة، وتشرك معها بقية الأطراف، لأن التعليم قضية المجتمع كله. إن أكثر التلاميذ في العالم القروي، يترقبون يوم الامتحان وكأنه يوم القيامة من شدة المعاناة التي يقاسونها جوعا: حيث يظلون اليوم بعيدين عن ديارهم، وللقلق: حيث شكل الامتحان والإجراءات المصاحبة له لم يعتادوها خلال السنة، وبالرغم من كل هذه الجعجعة، يتم تنقيل التلاميذ بمعدلات جد متدنية؛ لأن الخريطة المدرسية فرضت عددا معينا.. إن الأستاذ الذي لازمهم طيلة السنة، بإمكانه أن يحدد الذين يستحقون النجاح من غيرهم، إذا كانت الأطراف المسؤولة عاجزة عن التصدي لهذه الصعوبات التي أشرنا إليها، وخصوصا الجماعات القروية، والسلطات المحلية، وجمعيات الآباء؛ دون أن ننسى الوزارة الوصية؛ وإلا يجب أن يعطى ليوم الامتحان الاهتمام الذي يستحقه، فتخصص ميزانية لضمان تنقل التلاميذ إلى مراكز الامتحان، أو تعبأ الجهود من قبل السلطات المحلية، والجماعات القروية، كما تفعل يوم الانتخابات، لاعتبار أن التعليم دعامة أساسية لتحقيق التنمية البشرية.