مر اليوم الأول من امتحانات الباكلوريا في أجواء عادية بكل من فاس والدار البيضاءوالصويرة وغيرها من المدن بمجموع التراب الوطني بالرغم من حدوث بعض حالات الغش ومنع تلاميذ من اجتياز الامتحانات بطنجة، وحدوث اصطدامات بين بعض التلاميذ بعد خروجهم من القاعات بمدينة مراكش. وهكذا شهد اليوم الأول من امتحانات الباكلوريا، على مستوى مدينة طنجة، تسجيل عدد من حالات الغش، لم تتسن معرفة عددها الحقيقي، وذلك حسب ما أكده النائب التعليمي لمدينة طنجة. وقال المسؤول التعليمي، سعيد بودرا، إن الأساتذة المراقبين سيرفعون تقاريرهم عن كل حالة إلى اللجنة الجهوية التابعة للأكاديمية مرفوقة بالإثباتات، من أجل اتخاذ القرارات المناسبة في حق التلاميذ الذين تم ضبطهم متلبسين بالغش. وأضاف المسؤول نفسه أنه تم منع 4 تلاميذ من اجتياز الامتحانات، بعدما وصلوا متأخرين إلى مركز الامتحان الذي انطلق على الساعة الثامنة صباحا، في حين لم يصل التلاميذ إلا بعد مرور نصف ساعة على التوقيت الرسمي. من جهة أخرى، يقدر عدد التلاميذ المرشحين لاجتياز امتحانات الباكلوريا على صعيد مدينة طنجة ب9328 تلميذا موزعين على 21 مركزا، بما فيها السجن المحلي لطنجة الذي يمتحن فيه 8 مرشحين. ويبلغ عدد التلاميذ الأحرار المرشحين ما مجموعه 7303 تلاميذ، أي بزيادة نسبتها 12 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية. وتشهد ثانوية علال الفاسي أكبر نسبة من المرشحين الرسميين، حيث بلغ عدد الممتحنين داخل هذه المؤسسة 1068 تلميذا. ومن جهتها، عرفت ثانوية العودة السعدية بمدينة مراكش أحداثا متفرقا، منها في نشوب خلاف بين تلميذين كانا يجتازان امتحان الباكلوريا داخل القسم نفسه، حيث انتفض أحدهما في وجه الآخر عندما طلب منه إمداده بجواب عن سؤال في المادة المقررة في صباح يوم أمس الثلاثاء. وكاد الأمر يتطور إلى تشابك بالأيدي خارج القسم لولا تدخل أحد الأساتذة الذي عمل على تهدئة الأجواء، حسب مصدر من المؤسسة. وفي ثانوية ابن عباد بمراكش دائما، كان الخلاف بين التلاميذ الحدث الوحيد الذي شهدته المؤسسة، لكن هذه المرة سيتدخل التلاميذ في ما بينهم من أجل فض الخلاف بعيدا عن تعقيدات الإدارة، فقد نشب شجار بين تلميذتين تدرسان بالثانوية نفسها بمجرد علم التلميذة «ح» بأنها كتبت جوابا خطأ أمدتها به زميلتها في القسم، ذلك أنها لما علمت بأن الجواب الذي دونته في ورقة الامتحان خاطىء، خصوصا وأن زميلاتها كتبن الجواب الصحيح على ورقة الامتحان، لم تتقبل «الخدعة التي تعرضت لها لتصب جام غضبها على زميلتها، وتنهال عليها بالسب والشتم، قبل أن تحاول الاعتداء عليها لولا تدخل بعض التلاميذ الذين حالوا دون تطور الحادث إلى ما لا تحمد عقباه. أما في مدينة الصويرة، فالأجواء التي تمر فيها امتحانات الباكلوريا وصفتها مصادر من أسرة التعليم الثانوي ب»العادية»، نظرا إلى الحراسة المشددة التي يفرضها الأطر والمدرسون على التلاميذ. والأمر نفسه ينطبق على مدينة آسفي، حيث كانت الأجواء «عادية» في ظل حراسة أمنية مشددة على بعض المؤسسات الثانوية. وينطبق هذا الأمر أيضا على نواحي المدينة الحمراء حسب إفادات بعض الأساتذة في اتصال أجرته معم «المساء». ووصل عدد التلاميذ المسجلين بالقطاع العام بجهة فاس بولمان إلى 17659 تلميذا وبلغ عدد المرشحين للامتحانات بالتعليم الخاص 1608 مرشحين. أما عدد المرشحين الأحرار بمدينة فاس فوصل إلى 3877، وبصفرو إلى 323، وببولمان إلى 699. وحسب أكاديمية الجهة، فإنه لم تسجل أية حالات شاذة في اليوم الأول من الامتحانات. وأشار المصدر ذاته إلى أن الأكاديمية اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية للحؤول دون وقوع أية حالة غش أو غيرها، إذ تم اعتماد غلاف لكل مادة بلون معين، وتم تغيير أساتذة المؤسسات وتخصيص حوالي 67 مركزا للامتحانات، أما تصحيح أوراق الامتحانات فسيتم بمراكز خاصة. غير أن الملاحظ أن بعض الأحياء بمدينة فاس، التي تكثر فيها الوراقات أو محلات النسخ، فقد عرفت رواجا كبيرا قبيل انطلاق الامتحانات، مثلما هو حال حي الليدو المجاور للحي الجامعي الذي يحتضن محلات للنسخ «تخصصت» خلال هذه الفترة في صناعة «الحروزة» بطريقة مبتكرة تمكن من جمع الدورس الخاصة بالامتحانات في «حرز» واحد. كما نشطت محلات شراء الهواتف المحمولة وتقنيات الكيت في أوساط التلاميذ، بما في ذلك المرشحون الأحرار بالرغم من كبر سن بعضهم. ونظمت امتحانات الباكلويا بجهة سوس ماسة في أجواء خيمت عليها الإضرابات والمحطات التصعيدية التي شهدتها الجهة مؤخرا على خلفية العديد من الملفات الشائكة التي تناولتها مختلف وسائل الإعلام والتي جاء على إثرها العديد من قرارات الإعفاء. إلا أن اليوم الأول من الامتحانات شهد حالة هدوء ولم تسجل فيه أي حوادث مقاطعة، بل وصفت بعض النقابات الأجواء بالمنضبطة. كما أن مصدرا من الأكاديمية أقر بالأجواء الإيجابية التي تمر فيها امتحانات الباكلوريا.