بمدينة وجدة، وطيلة الأيام الممتدة من 20 ماي إلى 25 منه، أثثت جمعية سيزام بفرنسا والتي يرأسها الإطار الأستاذ محمد المراكشي المنحدر من مدينة وجدة لتظاهرة رياضية في كرة القدم، خاصة بالأطفال، شارك فيها أطفال فرنسيون، وبلجيكيون ومغاربة... ولتقريب القراء من هذا الفعل الرياضي والإنساني، والوطني الرائع، تحدثت الجريدة إلى رئيس الجمعية محمد المراكشي ، فقال:" جمعية سيزام" هي مختصر( ثقافة، تبادل، رياضة، تنشيط، ومظاهرات رياضية).. هدفنا يقول الرئيس أننا نخلق أنشطة، تتيح فرص التلاقي، وتبادل الأفكار، ووجهات النظر بين مختلف المكونات البشرية العالمية.. ومن خلالها يلتقي الأطفال بمختلف النجوم على المستوى العالمي.. وهكذا... فمثلا حين اصطحبنا اللاعب المغربي الدولي كريسيان بصير إلى هنا بمدينة وجدة، فهو لم يأت ليلتصق بالمنصة، وإنما ليتصل بالأطفال، ويتحدث إليهم، ويحصل تبادل الارتسامات والتوجيهات... ومثل هذه الأجواء هي التي تمنح الأطفال الرغبة في أن يمارسوا الرياضة لأجل التألق، وتقديم المثال في القدوة الحسنة.. واللاعب بصير أعرفه منذ أن كان صغيرا، ويتميز بالاستقامة في سلوكه، وهو نفسه يعترف بأن الفضل يرجع لكرة القدم التي منحته تربية عالية، وهو الآن يريد أن يوصل هذه الرسالة التربوية الرياضية للأطفال الذين يلتقي بهم هنا بوجدة في إطار هذا النشاط الذي نقوم به".. محمد المراكشي، يربط أيضا بين نشاط الجمعية المحمول من فرنسا، ودعم مدينة وجدة:" نحن هنا أيضا نستهدف تنشيط مدينة وجدة، المدينة التي كانت سابقا تعيش نوعا من الخصاص، وهي حاليا والحمد لله تشهد نهضة تنموية مهمة، وبها مجموعة من المنشآت الرياضية التي لم تكن موجودة سابقا، كما بها أطر ذوو رغبة كبرى في العمل الجاد والمسؤول... وبحكم أنني ابن وجدة، فكلما جئت بجديد، فهو في صالح المدينة، ويخدم الشباب بشكل خاص.. فالشبان هم بحاجة لمثل هذه التظاهرات النموذجية.. وقد لاحظتم خلال المقابلات الكروية غياب البطاقات الحمراء، إذ أن اللاعب الطفل حين يسقط، يسارع منافسه إلى استنهاضه بروح رياضية عالية، وهذا مهم جدا في العلاقات الرياضية والإنسانية بصفة عامة". وعن طبيعة الاستقبال الذي لاقاه القادمون في وجدة في إطار الجمعية، عبر محمد المراكشي عن فيض اعتزازه، وقال:" ناس وجدة حمرو لي وجهي".. وأضاف:" رافقني 70 شخصا، من ضمنهم ثلاثة رؤساء مقاطعات، وكلهم عبروا عن ارتياحهم لحفاوة الاستقبال، وعن شكرهم وتقديرهم للاهتمام وكرم الضيافة.. ولهذا فأنا أعتز كثيرا بكوني وجديا اعتمادا على علو هذا الاستقبال الذي تم تخصيصه لضيوفي...". محمد المراكشي رئيس الجمعية، وجه الشكر للأطراف التي شرفت الوفد، ومنهم رئيس الجماعة الحضرية عمر حجيرة:" قدموا لنا دعما كبيرا، وهذا في الواقع يشجع كثيرا على التفكير أكثر في الاستثمار بوجدة بأكال متنوعة تخدم المدينة، وشباب المدينة...". الرئيس تحدث للجريدة أيضا عن باعث الفكرة، وقال في هذا الاتجاه:" بمناسبة كأس العالم، طرح علينا الحاج سباعي رئيس اللجنة المنظمة، فكرة أنه بهذه المناسبة الكونية، سيكون مفيدا جدا أن نقوم بتجمع كبير، نشحنه بدينامية المجموعة في إطار ما هو رياضي، وثقافي... وفعلا تبلورت الفكرة، فاتصلنا باللاعب بصير في فرنسا، وعبر عن إعجابه بالمقترح، وعن استعداده للمشاركة.. وبوجدة، حصل التفاعل، فكانت التظاهرة المتميزة التي نعيشها جميعا في هذه الأيام الخالدة..". وعمَّ إذا كانت شروط إنجاح التظاهرة متوفرة، قال محمد المراكشي:" كان اسم الملتقى في البداية هو موندياليتو ، وبعد ذلك ارتأينا ألا يكون الفكر التنافسي متقدما أكثر من اللازم، فغيرنا الاسم إلى أميكال كوب ، وهذا يدل على الصداقة، أي يفسر أن الجميع هنا لأجل كسب صداقات، وبالتالي فإن المجموعة هي مجموعة صديقة.. ثم إن أميكال كوب هي الأولى من نوعها في العالم، وهذا مهم لنا على المستوى التاريخي". الملاحظ أيضا أن الفتيان يشاركن في لعبة كرة القدم ضمن صفوف الذكور.. وعن هذه الظاهرة، قال محمد المراكشي:" نعم، يلاحظ المتتبع أن الفتيات يلعبن مع الذكور، ويبحثن عن ربح مقابلة ضد الذكور، وهذا مهم، وفي هذا تدليل على أن كرة القدم ليست حكرا على الذكور، خاصة في بلادنا... وهذا أعتقد واحد من المعطيات الدالة على أن التظاهرة ناجحة".