موسى الموسوي الحسيني أستاذ متقاعد عرفت مدينة وجدة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات فتح اوراش كبيرة ومهمة، غيرت نسبيا وجه المدينة وأضفت عليها مسحة جمالية وان كانت على حساب البيئة والطبيعة التي دمرت وحل محلها الحديد والاسمنت ومهما حاولنا أن نعوض ما ضاع في هذا المجال فلن يرقى إلى المستوى المطلوب، لان وجدة كانت كلها بساتين وضيعات وأشجار لكن زحف الاسمنت وجشع المجزئين وتهافتهم على العقار وتقاعس المسئولين كان وراء تقلص المساحات الخضراء بشكل مخيف، فهم يسعون وراء الربح السريع دون مراعاة للبيئة ولحق المواطن في المساحات الخضراء –وبالقدر الكافي- والتي يجب أن تتوسط كل تجزئة. فلا يعقل أن يجزئ المجزئ عشرات الهكتارات من الأراضي يخصص اغلبها للبناء، فإذا تعلق الأمر بالطبيعة وبمحيط الإنسان ترك بعض الأمتار المربعة وكان الإنسان عند هؤلاء ارخص ثمنا وأحط قيمة من الاسمنت والحديد والحجارة... وان غرس بعض الشجيرات هنا وهناك غير كاف وهو مجرد تمويه وتزييف ومراوغة وادعاء بالاهتمام بالمجال الأخضر، يريد المواطن أن يرى المساحات الخضراء وسط المدينة طاغية على الاسمنت والأجور والحديد، الشيء الذي يستدعي تحويل عدد مهم من الهكتارات إلى مجال اخضر لتعويض ما ضاع في هذا المجال إرضاء لنزوات طائشة وطمعا في الاغتناء السريع لبعض المجزئين ومعهم بعض المسئولين الذين يتهافتون على المال على حساب المصلحة العامة للبلاد. إن الجمال الحقيقي للمدينة يوجد في الطبيعة مع الاعتناء بها والسهر على حمايتها من المفسدين والعابثين وليس في العمران والبنايات الشاهقة فلا يعقل أن تتحول المدينة كلها إلى بنايات وطرقات تعمرها سيارات تتسابق فيها بينها وهي تنفث سمومها في الهواء، ناهيك عن الحافلات المتآكلة والشاحنات المهترئة التي تلوث المدينة بدخانها الكثيف، فهن أية بيئة ستتحدث بعد ذلك انه اغتيال للطبيعة وتدميرها وتآمر عليها.. إن الذي يتفحص مدننا يجد أن البيئة هي آخر ما يهتم به عندنا، فإضافة إلى ما قلناه عن البيئة الطبيعية في مدينتنا نضيف إليه الحدي عن نظافة أحياء مدينتنا وشوارعها وأزقتها... ونحن نتحدث عن النظافة نحمل المسؤولية كل المسؤولية إلى الشركة المكلفة بهاذ المجال والتي تعتمد في أشغالها على الانتقالية والتمييز بين الأحياء والشوارع فشوارع الواجهة وبعض الأحياء تحظى بالعناية الكافية من كنس وجمع للنفايات والازبال في حين تبقى شوارع وأحياء أخرى مهمشة عن قصد لا تشملها عملية النظافة، فإذا لم تتول ربة البيت / المرأة كنس الأوساخ والازبال المتراكمة والمحاذية للأرصفة والتي تراكمت أمام المنازل بفعل الرياح والسيول فلا أحد يقوم بهذه المهمة، لان مستخدمي شركة النظافة تنحصر مهمتهم فقط في النقاط أكياس البلاستيك المملوءة بالا زبال ورميها فوق الحافلة، فمن الذين يتحمل مسؤولية كنس الأزقة وإزالة الازبال المحاذية للأرصفة؟ وإذا كان المواطن يؤدي ضريبة النظافة فان النظافة مغيبة ولا وجود لها وأمرها موكول للمواطن.؟ وبعد كل هذا يأتي من يرشح نفسه لينوب عن الحي بل عن ساكنة المدينة ويتشدق بان لدى حزبه برامج يسعى إلى تطبيقها تخدم مصلحة المواطن. كثيرا ما يتحدث المجلس عن تواصله مع الساكنة وقيامه بمهمته أحسن قيام في إطار خدمة المواطن منوها بالانجازات التي حظيت بها الجماعة : مشاريع، مخططات تنموية... والحقيقة، فان الحكم الأول والأخير يبقى الساكنة جماعة وجدة وليس لمرشحيهم، وتقويم هذه "الانجازات" يبقى للمواطن هو وحده الذي له الحق في اصدرا الحكم / التنقيط ولا احد غيره لأنه هو الذي يحيا مشاكل مدينته يوميا وهو الذي يخوض المعارك النضالية ضد أوجه الفساد والتجاوزات خصوصا ضد المسئولين المقصرين في أداء واجبهم والمثل يقول : "لسان الحال أبين من لسان المقال"، و"من رأى ليس كمن سمع" فماذا يبقى للمجلس من انجازات قام بها خلال مدة انتدابه؟ لاشيء ذا قيمة يذكر... ضحالة وهزالة في أداء المجلس البلدي لوجده... باستثناء مشروع المطرح الجديد ومشروع السوق المغطى (مفخرة وجدة) وان اغلب المتتبعين والمهتمين والعارفين حكموا على فشل هذين المشروعين لتكاليفهما الباهضة مع انتقاء مردودية حقيقية. كمواطن غيور على مدينته ويحب الخير لها من كل أعماقه أثير انتباه منتخبي مجلس جماعة وجدة إلى ما يلي : إن المواطن الوجدي لا يطلب المستحيل من جماعته بل يطلب أشياء بسيطة ومألوفة ومعروفة لدى العقلاء: - نظافة يومية وحقيقية لكل شوارع المدينة وأزقتها ودروبها وأحيائها وأسواقها بدون تمييز - إصلاح الطرقات وقنوات الوادي الحار - تنظيم البيع والشراء وسط المدينة مع احترام الحق العام. - الإكثار من المساحات الخضراء والتشجير مع تخصيص حديقة لكل حي نلزم بها المجزئين قبل الشروع في بيع البقع الأرضية للمواطنين. - توفير امن حقيقي للمواطنين - إن نجعل لكل حي مكتبة عمومية تابعة للمجلس لغرس حب القراءة والمطالعة في أنفس المواطنين كبارا وصغارا، شبانا ومسنين ، نساءا ورجالا... - تشييد ملعب لكل حي لممارسة الرياضة إذ العقل السليم في الجسم السليم. - خلق منتزه كبير يستوعب ساكنة وجدة على غرار منتزه للاعائشة (Parc) هذه هي بعض الانجازات والخدمات على سبيل المثال التي تهم المواطن في حياته اليومية وتلبي احتياجاته المختلفة كانسان متحضر ومتمدن... وهذه هي البرامج الحقيقية التي يجب أن يجعلها المرشح نصب عينين لينفذها ويطبقها فيما بعد كل ارض الواقع فهل أنجز شيء من هذا، لا أظن ذلك ! إنني عندما أتحدث عن المواطن فانا لا أتحدث عن أي مواطن، بل أتحدث عن المواطن الواعي الذي يعرف حقوقه وواجباته، فلا يبيع ولا يشتري ولا يعطي صوته وصوت أهله مقابل منصب أو نفع مادي... أنا أتحدث عن المواطن الذي لا يعرف سوى طريق الحق مسلكا ولا يصوت إلا على الكفاءات التي تحفظ الأمانة وتصون الحقوق وتخدم المصلحة العامة... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.