في موضوع الأستاذ نور الدين صايم مع تلميذه... ذ. محمد العثماني/ العدالة والتنمية لو كانت النقابات تصرفت بانفعالية وحماسية، لدعت إلى وقفات احتجاجية بجميع المؤسسات، وإلى الحضور المكثف إلى المحكمة بهدف التأثير على مجريات المحاكمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " التأني من الرحمان و العجلة من الشيطان " . أصبت بالدهشة وأنا أقرأ مقال ذ. محمد حومين" لماذا لجأتم إلى القضاء ما دمتم تشككون في نزاهته" لما ورد فيه من اتهامات مجانية للتنظيمات النقابية من مثل" الإجماع المنافق" و" يقابل بعضهم البعض بوجه أبي بكر الصديق، وبقلب أبي لهب" و" إنهم يستأسدون علينا، ويتأرنبون أمام المسؤولين" و" إنهم يأكلون مع الذئب، ويبكون مع الراعي"... وغيرها كثير. • أولا: اتهام النقابات بأنها وراء لجوء الأستاذ للقضاء هو محض افتراء، إذ أن الأستاذ صايم قدم دعوى قضائية بمحض إرادته، وهو أمر طبيعي، إذ أن أي شخص تعرض لاعتداء من أي شخص كان وحمل إلى المستشفى، فإن أول ما يفكر فيه، هو اللجوء إلى القضاء لإنصافه، فكيف بأستاذ تكسر ذراعه بالقسم، ويحمل إلى المصحة بشهادة إدارة المؤسسة؟! • ثانيا: اتهام النقابات بأن مقاربتها كانت حماسية وانفعالية أكثر منها مقاربة قانونية، مع ارتكاب العديد من الأخطاء الإجرائية... إلا أن الإخوان فضلوا اللجوء إلى القضاء، وهذا من حقهم، ونسوا المثل القائل" أن الرابح في الشرع خاسر"... ياسي حومين؛ إن النقابات لو كانت تصرفت بانفعالية وحماسية، لدعت إلى وقفات احتجاجية بجميع المؤسسات، وإلى الحضور المكثف إلى المحكمة بهدف التأثير على مجريات المحاكمة، ثم أكثر من ذلك فهناك من عاتب النقابات لأنها لم تفعل أكثر من إصدار بيان موحد، والذي اعتبرته الحد الأدنى للتضامن مع الأستاذ، في انتظار إنصاف العدالة للأستاذ . • ثالثا: يتعدى سي حومين اتهامه للنقابات إلى اتهام الأسرة التعليمية كاملة، حيث يصفها بالتالي" إننا نأسف أن يكون وضع أسرتنا التعليمية بهذا المستوى من التخلف والانحطاط..." وهو يناقض نفسه في نفس المقال، حيث نسي أن يده قد سطرت قبل ذلك بقليل، ما يلي" فليعلم الإخوة والأخوات أن أسرة التعليم لازالت محترمة ومقدرة، ولا زال رجل التعليم رقما صعبا في أي معادلة..." وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أنه كتب بانفعالية وعاطفية، وفي عجلة من أمره( العجلة من الشيطان) إن النقابات ومنها النقابة التي أمثلها لما زارت الأستاذ، وجدته قد رفع مظلمته إلى القضاء، فلما حكى لها ما حدث له لم يكن من بد إلا التضامن معه ومساندته ، خاصة أنه اعتبر الاعتداء عليه، إنما هو اعتداء على الأسرة التعليمية كاملة. أضف إلى ذلك، ما هي مصلحة الأستاذ في اتهام تلميذ بعينه بأنه كسر ذراعه ؟ و الآن أعود إلى قرار المحكمة الذي برأ التلميذ، صحيح أن القاضي يصدر حكمه على القرائن التي بين يديه، ومنها شهادة الشهود، فهلا تساءل القاضي: إذا لم يكن المتهم هو الذي كسر ذراع الأستاذ، فمن يا ترى قد فعل ذلك؟! ثم لماذا لم يطلب التقرير الذي أنجزته الإدارة، والذي يثبت أن الأستاذ كسرت يده داخل القسم؟ و أخيرا، ومن أجل إعطاء الضمانات الكاملة للمحاكمة العادلة، لماذا لم يستدع بقية التلاميذ للشهادة؛ لأنهم كانوا حاضرين أثناء وقوع الحادثة؟ وأخيرا، بدل الطعن في النقابات التي لازالت رغم الضعف الذي أصابها( وهذه ظاهرة عالمية) تدافع على مصالح الأسرة التعليمية، و لولاها لكانت وضعيتها في حالة يرثى لها، ولا أدل على ذلك ما تعانيه مجموعة من القطاعات التي ليس لها نقابات في قوة النقابات التعليمية.. كان عليك السي حومين بصفتك مسؤولا في هيئة تجمع مجموعة من جمعيات الآباء، الاتصال بجمعية الثانوية التي وقع فيها الاعتداء لتقوم بدورها، والمتمثل في الدفاع عن السير العادي لتعليم أبنائهم، لأن الاعتداء على أستاذ يدرس أبنائهم، هو اعتداء على حقهم في التعلم، وذلك بحث أبنائهم على قول شهادة الحق؛ لأنهم هم الشهود الذين حضروا الواقعة، فهم وحدهم الذين سيدلون الجميع بما فيهم العدالة على الحقيقة التي إما أن تبرىء التلميذ أو تدينه.