أصدرت ابتدائية وجدة، صباح يوم الجمعة 29 يناير 2010، حكمها القاضي بتبرئة التلميذ المتهم بالاعتداء على أستاذه داخل الفصل، وهو الحكم الذي اعتبره الأستاذ الضحية وزوجته صدمة قوية وسابقة خطيرة بالنسبة لأسرة نساء ورجال التعليم وظلم في حقّ الأستاذ. كما عبرا للجريدة عن استيائهما وتذمرهما العميقين، من سلوك محامي الأستاذ الضحية الذي التزم الصمت طيلة المحاكمة ولم يدل بالوثائق التي سلمت له، وهي الوثائق التي تتعلق بسوابق تلميذ وشهادته في نفس الموضوع، ولم يدافع عن موكله الأستاذ الضحية الذي تم إذلاله من طرف دفاع التلميذ المتهم وذلك باتهام الأستاذ ب"تأليف مسرحية" بوضعه ضمادة على الكتف بدون سبب ...، وأخبر زوجة الأستاذ أنه سينسحب من الدفاع عن موكله الأستاذ الصايم بمجرد النطق بالحكم وهو ما فعل. وخضع الأستاذ نورالدين الصايم لعملية جراحية معقدة على يده اليمنى بعد تعرضه لكسور جراء ضربة وجهها له أحد تلامذته قوي البنية ، داخل الفصل بالثانوية التأهيلية القاضي ابن العربي بوجدة ،حسب تصريح الأستاذ الصايم، حصل على إثرها على شهادة طبية حددث العجز في أربعة أشهر أي 120 يوما، من 11 دجنبر 2009 إلى غاية يوم 10 أبريل 2010، وتؤكد ذات الشهادة أن الضحية تعرض لكسر معقد على مستوى الذراع الأيمن، أجبر على إخضاعه لعملية جراحية في اليوم الموالي. وسبق أن وضعت مصالح الأمن الولائي التلميذ المتهم بالاعتداء على أستاذه نورالدين صايم رهن الاعتقال الاحتياطي بقسم الأحداث بإصلاحية وجدة يوم الخميس 31 دجنبر الماضي، وباشرت معه بحثا وتحقيقا في الواقعة، وذلك نتيجة تقديم الأستاذ الضحية شهادة عجز طبية لمدة أربعة أشهر، ليطلق سراحه بعد ثلاثة أسابيع من ذلك بأمر من المحكمة وهو التلميذ الذي نفى التهمة الموجهة إليه بأن يكون قد قام بالاعتداء على أستاذه مدعما تصريحاته بشهادات بعض التلاميذ. وتساءل الأستاذ وزوجته الأستاذة عن سبب غياب المسؤولين عن الحقلين التعليمي والتربوي أو ممثلين عنهم لمؤازرة أحد أفراد أسرتهم في محنته، كما لم يخفيا امتعاضهما من غياب النقابات التي واعدت بمآزرتهما بعد أن تخلى الجميع عنهما في الوقت الذي كانت أسرة التلميذ المتهم تهددهما وما زالت، "أيُعقل أن يبرأ التلميذ المعتدي بعد كل ما قام به، وبعد العملية الجراحية التي خضع لها زوجي وسلمت له شهادة طبية؟ أيُعقل أن تعترف أسرة التلميذ بواقع الاعتداء بحكم محاولتها طلب الصلح وبتدخل من بعض الأسرة التعليمية ؟ أين هؤلاء اليوم للدفاع عن الحق وحماية حقوق رجال التعليم؟ لم نعد نفهم شيئا في كلّ ما يجري، ولكن الله فوق الجميع وقضاؤه أقوى وأعدل"، تشتكي الأستاذة زوجة الأستاذ الصايم. سبق أن أصدرت النقابات التعليمية الخمس بوجدة، النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية لموظفي التعليم والجامعة الحرة للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم بيانا تؤكد فيه على تنديدها واستنكارها الشديدين لهذا الإعتداء الشنيع وتعتبره اعتداء على كل الأساتذة، وعلى تضامنها المطلق مع الأستاذ الصايم ووقوفها الى جانبه حتى تأخذ العدالة مجراها الطبيعي، ودعوتها النائب الإقليمي للوزارة القيام بجميع الإجراءات الإدارية و القانونية اللاّزمة لضمان حقوق الأستاذ نور الدين الصايم، ومطالبتها الوزارة توفير الشروط المادية و المعنوية ليقوم الأستاذ بمهمته النبيلة. كما دعت كافة رجال ونساء التعليم بالإقليم التحلي بروح التضامن والتآزر والتصدي لكل المظاهر التي تسعى للحط من كرامة الأستاذ ، كما تدعوهم للاستعداد لخوض جميع الأشكال النضالية حتى ينصف الأستاذ نور الدين الصايم . يشار إلى أن أحد مستشاري أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر منع، صباح يوم الاثنين 18 يناير 2010 بأمر من مسؤول نيابي، الأستاذة زوجة نورالدين الصايم من الاتصال بالوزير وتسليمه ملفا كاملا حول قضيته والتحدث إليه لطلب الدعم والمساندة بعد شرح حيثيات الاعتداء الذي تعرض له زوجها من طرف تلميذه، لكن بعد انتباهه إلى تواجد بعض الصحافيين تدارك الأمر وتسلم الملف ووعد بتسليمه للوزير وإطلاعه على القضية قبل نهاية أشغال الدورة... ولا أحد يعلم إن وفى هذا المستشار بما عاهد به الأستاذة الصايم التي سبق أن عبرت عن تخوفها وزوجها الضحية والأسرة التعليمية من أن تعرف القضية منحى آخر وغير منصف ولا عادل...كما توقعت أن يتم توقيت النطق بالحكم، بعد إرجائه، يوم بداية عطلة قطاع التعليم حتى يضمن عدم القيام بالاحتجاجات أو أي ردّ فعل من النقابات. وسيعمل الأستاذ الصايم على تنصيب محامي آخر للدفاع عنه واسئتناف الحكم والمطالبة بحقوقه، داعيا في ذات الوقت الأسرة التعليمية والمسؤولين إلى دعمه والتحرك من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل.