أمام المعاناة المستمرة لمرضى المدينة التي تتوفر على مستشفى كبير جدا؛ لا يتوفر على شيء، إلا على لافتات كبيرة مزركشة لمختلف ما يمكن أن تحتاجه الصحة بعث المجتمع المدني مجموعة من الشكايات إلى مختلف المسؤولين الإقليميين والوطنيين؛ لرفع الحيف الذي طال ساكنة هذه المدينة المناضلة الصامدة، وبالخصوص في المجال الصحي، وجاءت وزارة الصحة هذه السنة ببعض التخصصات التي سرعان ما أصبحت في مهب الريح، فالطبيب الجراح الذي كان مكتسبا صحيا قديما في المنطقة منذ حوالي عشرين سنة، قد توقف عن إجراء العمليات الجراحية منذ شهر يونيو الماضي، وطبيبة الأطفال لم تلتحق نهائيا بمقر عملها، أما طبيبة النساء والتوليد، فلا تلتحق بالمستشفى إلا نادرا، بينما طبيب الأسنان هو شبه معطل لانعدام أدوات العمل.
وفي ما يخص الأطر الطبية وشبه الطبية، فإن المستشفى يعرف خصاصا كبيرا، إذ يستحيل القيام بالمداومة وتغطية مختلف المصالح الاستشفائية، أما الأجهزة الطبية فإنها إما معطلة كجهاز الراديو، أو بدائية كأجهزة الفحص بالصدى (Ecographie)، أو غير مكتملة كأجهزة التحاليل... ولذلك، فإن الساكنة المغلوبة على أمرها تطالب وبإلحاح كبير بإعادة هيكلة هذا المستشفى الذي تعتبره قلبها النابض الذي يكاد يتوقف.. فمتى ستهتم وزارة الصحة بصحة مواطنيها، وتوفر الإمكانيات والوسائل اللازمة لمستشفى ساكنة تقارب 200 ألف نسمة، وتضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه التلاعب والاستخفاف بصحة المواطنين؟.