غول الغلاء ببوعرفة يقام السوق الأسبوعي بمدينة بوعرفة يوم الأحد على غرار أغلب المدن المغربية ، ويعتبر محجا بالنسبة للطبقة الكادحة والمتوسطة اللتين تقصدانه للتبضع نظرا لانخفاض أثمان الخضر والفواكه والسلع به.. إلا أن هذا السوق الأسبوعي لم يعد ملاذا بالنسبة للفقراء والطبقة المتوسطة، فالأثمان وصلت إلى حد لا يطاق: الطماطم( بين 15 و20 درهما ) البطاطس( 4.50 دراهم )، البصل(4 دراهم )، الجزر( 7 دراهم)، اللفت( 12 درهما)، الموز( 15 درهما)، التفاح(14 درهما )... الخ أثناء التواجد بالسوق، لا تسمع إلا عبارات التذمر والشكوى والسخط على الوضع الأوضاع القاتمة، فالكل يردد أن السكين بلغ العظم، والسيل وصل الزبا.. لقد استقيت تصريحات بعض المواطنين بالسوق الأسبوعي ببوعرفة يوم الأحد 27 شتنبر 2009 .. فقد علقت امرأة على هذا الغلاء قائلة: لقد أصبحت الأثمان بهذا السوق مثل الأسواق الأوربية، مع فارق كبير هو أنه ليست لدينا القدرة الشرائية مثل المواطن الأوروبي . أما الموظف( ك. ع.) فقد صرح بأن الأسعار مرشحة للمزيد من الارتفاع في الأيام القادمة بشكل كبير؛ لأن الدولة أصبحت تعودنا قبل أي زيادة بالحملات الإعلامية لامتصاص الغضب الشعبي.. فلجعل المواطن مثلا يتكيف مع أسعار الطماطم الملتهبة، أخذ الإعلام الرسمي يعزف سيمفونية ارتفاع الحرارة، وضياع محصول الطماطم بفعل الاجتياح الكاسح لحشرة توتا ابسولوتا. ويضيف نفس الموظف أن البطاطس ستشهد هي الأخرى نفس الارتفاع لكون الحكومة تشن الآن حربا إعلامية استباقية، بترويجها كون محصول البطاطس المخزن بطرق تقليدية، قد ضاع بفعل فراشة البطاطس . وتساءل نفس الموظف عما إذا كان المغرب فعلا بلدا فلاحيا، يعتمد في اقتصاده بالدرجة الأولى على الفلاحة؟ إن الغلاء أصبح لا يطاق ببوعرفة، وجشع المتلاعبين بالقوت اليومي للجماهير المسحوقة أصبح لا حد له، ومع ذلك نسجل باستياء عميق الغياب المطلق للجنة مراقبة الأسعار على مستوى العمالة، والتي استقلت من مهامها نهائيا، وتركت المواطن أعزل أمام غول الغلاء.. يؤكد مناضل بالتنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية ببوعرفة .
كفى من الشعارات يا وزير التعليم لم يتوصل تلاميذ الأقسام الأولى بمدارس بوعرفة باللوازم المدرسية بعد، ويعزى الأمر إلى عدم التزام الممونين بدفاتر التحملات، خاصة النقطة المتعلقة باحترام الموعد المحدد، حسب مصادر من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لفجيج ببوعرفة . وقد صرح بعض أطر التدريس ببوعرفة أن هذا التأخير لا يستقيم بتاتا، والشعارات التي شنف بها أسماعنا وزير التربية الوطنية؛ الذي اعتبر التلاميذ المتمدرسين بالمستوى الأول هذا الموسم، يشكلون جيل مدرسة النجاح الذي وعد بإعطائه عناية قصوى في عملية إصلاح المنظومة التربوية والنهوض بالتعليم . إن الدراسة لم تنطلق فعليا بمدارس بوعرفة، وبغيرها من المؤسسات التعليمية بنيابة فجيج حتى إشعار آخر، والغاية طبعا هو دفع الآباء والأولياء إلى التذمر والسخط من المدرسة العمومية، والالتجاء إلى التعليم الخصوصي حسب مصادر نقابية . لقد أصبحت المدرسة العمومية ببوعرفة كما في باقي مدن المغرب تعاني من اختلالات عديدة، ومن الأكيد أنه لن يتسنى تجاوزها – أي الاختلالات – ما لم تتغير نظرة المسؤولين للقطاع واعتباره قطاعا أساسيا ومنتجا في عملية التنمية . السلطات ببوعرفة ترغم الرحل على الهجرة نحو المدينة
شارك أزيد من 30 فردا من الرحل، أغلبهم ينحدرون من قبيلة أولاد شعيب، في وقفة احتجاجية يوم الجمعة26 شتنبر 2009 أمام مقر العمالة، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا؛ للاحتجاج على ما أسموه باستفحال ظاهرة الحرث العشوائي. فقد أفادنا المشاركون في الوقفة أنهم عقدوا لقاء مع عامل الإقليم في السنة الماضية لعرض هذا المشكل، ووعد هم آنذاك بإعطاء تعليمات صارمة لوقف الحرث العشوائي، إلا أنه لا شيء تحقق: فالظاهرة تزيد يوما عن اليوم في الاستفحال ، وبإيعاز من رئيس الدائرة وقائد الجماعة يضيف المحتجون . وفي نفس السياق، صرح بلحلومي عبد الناصر المستشار بجماعة بني كيل؛ أن الرحل متذمرون من الحرث العشوائي ، وأغلبهم يفكرون في الهجرة إلى المدينة، خاصة أن الحرث العشوائي لم يترك لهم ممرات للوصول إلى مصادر المياه بالسد التلي المسمى( الشبير ) وبئر الجيوب، وهو ما يحرم الرحل وماشيتهم من الماء . وأضاف السيد بلحلومي عبد الناصر أنهم لجأوا مرارا لقائد جماعة بني كيل الذي عبر عن عجزه، وعدم قدرته على حل هذا المشكل، وحثهم على اللجوء إلى القضاء . وحذر السيد عبد الناصر بإمكانية لجوء القبيلة إلى جميع الأساليب، وطرق كل الأبواب بما فيها وزير الداخلية، والديوان الملكي قصد رفع الظلم عن الرحل. إن أعداد الرحل أصبحت تتناقص باستمرار في المغرب، وبدل أن تعمل الدولة على توفير البنيات التحتية، وكل شروط الاستقرار لهم، فإنها تدفع بهم للهجرة القسرية نحو المدينة للاستقرار في الأحياء الهامشية، حيث البؤس والحرمان حسب باحث مهتم بالرحل .