تمكنت الشرطة الإسبانية، الاثنين الماضي، في مدينة فالينسيا، من تفكيك شبكة دولية مختصة في الدعارة، واعتقال أربعة أشخاص، من بينهم مهاجر مغربي(30 سنة)، يشتبه في كونه زعيم الشبكة. ونقلت وسائل إعلام إسبانية، عن مصادر أمنية، قولها؛ إن العملية التي اصطلح على تسميتها" لونا"،( الهلال) انطلقت منذ شهر ونصف، بعد أن أثار شكوك رجال الأمن، تردد عدد من الأشخاص، أغلبهم من النساء، على محل تجاري في فالينسيا، ترجع ملكيته إلى المهاجر المغربي، الذي لم تذكر اسمه. فتيحة بجاج المغربية وأضافت المصادر ذاتها أن أفراد الأمن، ظلوا يراقبون المحل، إلى أن تأكد استغلاله كوكر للدعارة، ترغم فيه مهاجرات سريات على ممارسة الجنس لمدة غير محدودة، مقابل استخلاص الدين، الذي عليهن، ودفع مصاريف سفرهن وإيوائهن بإسبانيا. وأشارت المصادر إلى أنه بعد مراقبة دقيقة ومستمرة للمشتبه بهم، داهمت عناصر الأمن المكان، وعثرت فيه على 33 غراما من الكوكايين من النوع الممتاز، و07 آلاف أورو، وقرائن تؤكد تورط مالكه في ممارسة الدعارة، منها مذكرة تحمل أسماء العديد من المهاجرات من جنسيات مختلفة، وما يترتب عليهن من ديون تجاه الشبكة. وأبرزت المصادر أن العملية مكنت من اعتقال مالك المحل، ونساء في حالة تلبس، تتراوح أعمارهن ما بين 20 و45 سنة، من جنسيات مختلفة، بعضهن يتكلفن بمراقبة المومسات، وفي الوقت نفسه يمارسن الدعارة. وأفادت معلومات من استنتاجات بحث الشرطة، أن المهاجرات المرشحات لممارسة الدعارة لحساب الشبكة، يدفعن ألفي أورو، ثمن تذكرة الطائر، والفندق، وخدمات أخرى، إلا أنهن فور وصولهن إلى إسبانيا، وتحديدا إلى مدينة فالينسيا، تجري مطالبتهن بدفع مبلغ، تصل قيمته إلى 5 آلاف و500 أورو، إضافة إلى 40 أورو عن كل تأخير. كما ذكرت أن الدعارة مكنت الإسباني وعشيقته، من جمع مبالغ مالية مهمة، إضافة إلى امتلاك عدة شقق. وأوضحت مصادر من الرئاسة العليا للشرطة، أن عناصر فرقة مركز الأجانب والوثائق، ساهمت في الكشف عن وجود هذه الشبكة، من خلال المراقبة المكثفة، والتفتيش المستمر لضبط مهاجرين غير شرعيين. وذكرت أنه لا يستبعد اعتقال متورطين آخرين من داخل إسبانيا وخارجها، مضيفة أن الموقوفين يواجهون تهمة ممارسة الدعارة، وخرق حقوق العاملين، والمساهمة في تهريب الأشخاص، مضيفة أن المغربي، مالك وكر الدعارة، المتهم بتزعم الشبكة، يواجه، إضافة إلى ذلك، تهمة المساس بالصحة العمومية، بسبب كمية الكوكايين التي عثر عليها بمحله. وفي موضوع ذي صلة، اعتقلت الشرطة المحلية، أخيرا بمدينة قرطاجنة الإسبانية، 14 شخصا يشتبه في ممارستهم الدعارة، منهم 12 مهاجرة، من بينهن مغربيات، إضافة إلى مالكي بيت الدعارة، وهما تاجر إسباني، فرانسيسكو( ج.ر) وعشيقته الكولومبية. وذكرت مصادر أمنية أن المشتبه بهما، يتقاضيان يوميا 500 أورو من كل مومس، علما أن المبلغ يمكن أن يرتفع حسب جنسية الزبون، ومركزه الاجتماعي، إضافة إلى ثمن إيجار السكن، الذي على المومسات أداؤه إلى الإسباني والكولومبية. وأمام تفشي ظاهرة الدعارة في إسبانيا، خاصة بين العاملات المهاجرات في وضعية غير شرعية، طالبت جمعيات حقوقية بتدخل الجهات المسؤولة للحد من الآفة. وأفادت معلومات من معهد المرأة الباسكي، أن حوالي ألف و820 امرأة، يتعاطين الدعارة، فقط في منطقة الباسك، علما أن 90 في المائة منهن من المهاجرات، خاصة من جنوب الصحراء، والمغرب، وكولومبيا، وأن ثمن الخدمات التي تقدمها كل واحدة، يتراوح ما بين 60 و120 أورو.