مات زوجها، وأورثها معاشا هزيلا من شركة مفاحم جرادة سابقا. معاش لا تتعدى قيمته المالية ألف درهم. اقترب يوم عيد الأضحى. تسلمت السيدة الأرملة المبلغ. نادت على أحمد، وهو كبير أبنائها.. سلمته الألف درهم على أن يتولى تدبير أمر الأضحية.. قبّل رأسها، وغادر جدران المسكن العائلي إلى حيث لم يكن أحد من أفراد العائلة يتوقع.. انتظرت العائلة اليوم ساعاته الطويلة.. لم يعد أحمد المطلّق/ الأب لأربعة أطفال إلا في حدود فجر ثلاثاء 22 من هذا الشتنبر. طرق الباب.. لم يتأخر فتحه بحكم أن كل العائلة كانت تقبض على أنفاسها بكثير من الشك.. شك لم يدم سوى ثوان معدودات، إذ وشت رائحة الخمرة بنوايا أحمد. البشير/ الشقيق الأصغر لأحمد، بادر أخاه يسأله عن الألف درهم. يستفسره مضطربا عن مصير أضحية عيد العائلة الحالمة؟. اشتد النقاش. تأكد البشير أن إمكانية شراء الأضحية أصبحت مجرد سراب.. ثار غاضبا. بادله أخوه أحمد ردّاً فيه من الحدة الشيء الكثير... وفي عز فورة الردود الهائجة، عمد البشير إلى الخنجر الذي كان تم شحذه لذبح أضحية العيد المأمولة، فشق به بطن أخيه أحمد، وأخمد أنفاسه إلى الأبد، ثم اختفى عن الأنظار. مات أحمد، ويبقى أخوه/ قاتله هاربا إلى حين تطويقه من الدوائر الأمنية، وهو الذي لم يمر على خروجه من السجن سوى زمن قصير. شقيقان قال عارفوهما إنهما من ذوي السوابق العدلية. سبق إدانتهما قضائيا لعلاقتهما بعالم المخدرات، والاعتداء بالضرب والجرح، وتورطهما في السرقات الموصوفة... يعيشان ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، في ظل عائلة تغالب الزمن متكئة على عائد مالي لمعاش من مخلفات والد راحل. الأحداث المغربية جرادة: محمد عثماني