عين بني مطهر : عبد القادر كترة أتت النيران التي شبّت، مساء يوم الأربعاء 20 ماي الجاري، بالمحطة الحرارية الشمسية ذات الدارة المندمجة بجماعة عين بني مطهر الواقعة تحت نفوذ إقليم جرادة على إحدى الوحدتين الانتاجية المشكلة للمحطة. وقد اندلع الحريق حوالي الساعة السادسة مساء حيث تصاعدت ألسنة النيران عشرات الأمتار ساعدتها في ذلك الحرارة المرتفعة التي اشتعلت هي كذلك بالمنطقة في نفس اليوم. ولم تتمكن عناصر الوقاية المدينة لعين بني مطهر من السيطرة على الحريق إلا في حدود الساعة التاسعة مساء بعد أن تضررت مصفاة الوحدة عن آخرها، بحضور عدد كبير من سكان المنطقة وعامل إقليم جرادة وباشا مدينة عين بني مطهر ورجال الأمن وعناصر الدرك الملكي...وفي انتظار تقييم الخسائر الفادحة التي قدرت في أول الأمر، حسب بعض المصادر من بعين المكان، بحوالي 20 مليون دراهم ، تم فتح تحقيق لتحديد أسباب الكارثة، مع العلم أن بعض التساؤلات تطرح حول وسائل الوقاية الضرورية وطرق التدخل السريع في مثل هذه الحالات بعين المكان ...ولحدّ الساعة ترابض بعين المكان عناصر الوقاية المدنية من مدينة جرادة وبلدة عين بني مطهر تحسبا لأي طارئ مع اشتداد حرارة فصل الصيف. وتعتبر هذه المحطة الحرارة الشمسية ذات الدارة المندمجة الأولى من هذا النوع في العالم كلف بنائها 4 ملايير و600 مليون درهم.وتم تمويل هذا المشروع الضخم، الذي عهد بإنجازه إلى المجموعة الإسبانية "أبينكو"، بفضل هبة من الصندوق العالمي للبيئة قدرت ب44 مليون دولار وبدعم من البنك الإفريقي للتنمية، علاوة على موارد أخرى منها اعتمادات خاصة بالمكتب الوطني للكهرباء. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أشرف ، يوم الجمعة 28 مارس من سنة 2008 على وضع الحجر الأساس لبناء المحطة التي تقع بجماعة بني مطهر، على بعد 86 كلم جنوب مدينة وجدة، على مساحة إجمالية تقدر ب160 هكتارا، يغطي منها الحقل الشمسي مساحة 88 هكتارا. وتبلغ قدرة هذه المحطة 472 ميغاواء تمثل منها الطاقة الشمسية 20 ميغاواط بفضل إدماج الطاقة الشمسية، وستساهم بنسبة8,5 بالمائة في الإنتاج الوطني، وبما قدره 10 في المائة من طلب ذروة المساء. وكانت المحطة مصممة في البداية لإنتاج 230 ميغاواط من الطاقة فقط إلا أنه تم في يوليوز2006 ، بتشاور مع مقدمي العروض والممولين، رفع هذه القدرة إلى472 ميغاواط بهدف الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة، ولضرورة ترشيد استعمال غاز الإتاوة على مستوى مرور أنبوب الغاز الطبيعي المغرب العربي-أوروبا الذي سيزود هذه المحطة. وتضم هذه المحطة ثلاث وحدات بطاقة إنتاجية تقدر ب165 ميغاواط وتساهم بنسبة خمسة في المائة في الإنتاج الوطني. وستمكن أشغال تهيئة وعصرنة هذه المحطة، والتي ستنتهي سنة 2010 ، من الرفع من طاقتها إلى500 ميغاواط. وسيتم تشغيل وحدات الإنتاج بالمحطة ابتداء من النصف الثاني من سنة 2009 ، ومع إدماج الطاقة الشمسية ستمكن هذه المنشأة من اقتصاد12 ألف طن من الفيول سنويا ومن تقليص مستوى انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون في الهواء ب33 ألفا و500 طن سنويا. وبإنجاز المحطة الحرارية الشمسية ذات الدارة المندمجة ببني مطهر ستتوفر الجهة الشرقية على قدرة فائضة تقدر ب300 ميغاواط ستساهم في تزويد باقي مناطق المملكة، وذلك بعدما كانت منشآت إنتاج الطاقة بالجهة الشرقية لا تغطي حتى الآن سوى60 في المائة من حاجيات المنطقة. ويندرج مشروع المحطة الحرارية الشمسية ذات الدارة المندمجة في إطار مخطط مندمج يشرف عليه المكتب الوطني للكهرباء، ويرمي إلى تعزيز حظيرة إنتاج الطاقة الكهربائية بالمنطقة الشرقية، وتشجيع استعمال الطاقات البديلة والمتجددة...