زهير مسلك / ... الخاسر الوحيد فيه، هو السائق الذي يفني زهرة شبابه في إغناء صاحب المأذونية، أو مكتريها في سابقة، وفي ظل الدستور الجديد، أقدمت سلطات جرادة على تجاوز القانون في ما يخص رخص الثقة التي تخص سائقي الطاكسيات الصغيرة، حيث رضخت لأرباب السيارات، غاضة الطرف عن المستضعفين من السائقين الذين استبشروا خيرا بالقانون الجديد لمنح رخص الثقة، الذي ينص على ضرورة مراعاة السن، وألا يكون للمعني بالأمر معاش، وليس له سوابق، وألا يقل مستواه الدراسي عن التاسعة أساسي، وأن يكون عمر رخصة السياقة يزيد عن خمس سنوات. أمام كل هذه الترسانة، غضت سلطات جرادة الطرف، ومررت حوالي 10 رخص جديدة للصنف الثاني، وتقريبا مثلها للصنف الثاني، ضاربة عرض الحائط كل تلك القوانين التي جاءت لتخليق القطاع، وتقطع الطريق على الريع بهذا القطاع الذي يبقى الخاسر الوحيد فيه، هو السائق الذي يفني زهرة شبابه في إغناء صاحب المأذونية، أو مكتريها، وهو الذي يظل بدون تقاعد، ولا تغطية صحية، أو اجتماعية... لهذا، نطالب المسؤولين جهويا، ووطنيا بفتح تحقيق في هذا التجاوز الخطير لقوانين المملكة.