احتضنت قاعة الاجتماعات بالجماعة القروية لتالسينت دائرة بني تجيت عمالة إقليم فجيج وبتنسيق مع الجماعات القروية التابعة لنفس الدائرة إضافة إلى البرلمانين وفعاليات المجتمع المدني والأعيان ومهتمين بالشأن المحلي بتنظيم لقاءا تواصليا تحت شعار : أفاق التنمية بالإقليم –يوم الأحد 16 يونيو2013. ويأتي هذا اللقاء كثمرة مجهودان في إطار لجنة تحضيرية سهرت على تجاوز الخلافات والمعيقات التي كانت إلى عهد قريب تساهم في تراجع التنمية وإعطاء الفرص لجماعات ترابية من اجل الظفر بمشاريع تنموية لتبقى الدائرة حبيسة التنافر والاختلافات السياسية التي لم تزد المنطقة إلا تخلفا وأزمة وتراجع على جميع المستويات ولقد استهل اللقاء السيد حسن أحدجي رئيس جماعة تالسينت والذي سهر كعادته على توفير كل الشروط المناسبة لهذا الحدث بهدف إنجاح هذا اللقاء بكلمة رحب بالحضور الكريم مهنئه في نفس الوقت على هذا التلاحم واللحظة التاريخية، هي الأولى من نوعها. ليتطرق فيما بعد إلى مفهوم التنمية في إطارها الشامل والمعاصر والذي يعتبر عملية تخص جميع مستويات الحياة ومجالاتها مذكرا أيضا بتاريخ نشأتها وتعدد المفاهيم والتي تأرجحت بين عملية معقدة شاملة تضم جوانب الحياة والشكل المعقد من الإجراءات والعمليات المتتالية والتي يكون فيها الإنسان هو المتحكم في سرعة التغيير من أجل إشباع حاجياته ليتنقل إلى التنمية المحلية، التي تعتبر سلسلة من العمليات تهدف إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للجميع وهدا يتطلب التفكير الايجابي لدى مكونات المجتمع من أجل تحقيق التقدم والازدهار. ليحيل الخط مباشرة إلى السيد حديوي عبد الله رئيس جماعة بوعنان، الذي اعتبر اللقاء كلحظة تاريخية مبرزا أنه لأول مرة تلتقي فيها جميع ساكنة الدائرة من برلمانيين ورؤساء جماعات ومجتمع مدني وأعيان المدنية من أجل دراسة واحدة من الإشكالات التي أرقت الجميع إلى و هي التنمية. كما ذكر بأن المنظمة والتي تعرف بحوض كير وهي جزء من حوض ملوية وامتداد للأطلس الكبير، عاشت لفترات كبيرة التهميش بفعل مجموعة من العوامل لأسباب يعرفها الجميع. فالمنطقة يضيف المتدخل، تزخر بإمكانيات هائلة تتجلى في وفرة المياه وخصوبة الأراضي وشساعة المراعي والواحات حيت تبلغ مساحتها 56000 كيلومتر مربع إلى جانب هذه المعطيات، يتواجد بالمنطقة عنصر بشري مكافح، الكل في مجاله بكل جدية وخبرة حيث تدل جميع الدراسات التي أنجزت على الإقليم، أن المنطقة تزخر بإمكانيات تجعل منها ملاذا مناسبا للتنمية. ليطرح السؤال عن الأسباب التي حالت دون أن تحضى المنطقة بحصتها من التنمية: هل المنطقة طاردة بمعنى أنها تساهم في طرد أهلها؟ وهذا ما يفسره معدل الهجرة والفقر وتدني البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية .وهنا طرح المتدخل تساؤلات عريضة حول الوضعية الهشة بالرغم من توفر جميع إمكانيات التنمية بالإقليم حيث أضاف على أن الأسباب ربما تعود إلى سياسات متبعة أو إلى عدم التسيير العقلاني للشأن المحلي للموارد أو ضعف المجتمع المدني ليخلص في الأخير إلى ضعف التنسيق بين جميع مكونات المنطقة حيث يتطلب الأمر الالتفاف حول الهم اليومي بالترافع عبر تكوين ملف واحد ووحيد لدى السلطات بالإدارة المركزية والتنسيق والمقاربة التشاركية وتجاوز العمل الفر داني حتى يتحقق مستقبل مشرف من اجل فك العزلة عن المنطقة وضمان خدمات اجتماعية وتنمية في المستوى المطلوب ،كما طالب الحضور أن يثمر اللقاء بتأسيس لجنة من اجل المرافعة و ربح الرهان عبر إحداث نواة إدارية بالمنطقة الغربية لإقليم فجيج.
تدخل السادة البرلمانيين 1 سعيد بليلي:
استهل اللقاء بالترحيب بالجميع حيث اعتبر اللقاء التواصلي فرصة تاريخية من اجل تحديد المشاكل التي تعترض آفاق التنمية وان تكون الصراحة هي اللغة المتداولة بين جميع المتدخلين.وعلى أن العنصر البشري هو مدخل لكل تنمية اجتماعية واقتصادية وثقافية مستندا على التجربة الرائدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،المشروع الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة. ولعل النتائج المتوصل إليها لخير دليل على مدى دور العنصر البشري في التنمية. وهذا ليس بالسهل حيث يستوجب الأمر الانخراط الكلي في التنمية مركز أيضا على مبدأ التنسيق و الوحدة والتوحيد وترك كل ما يعرقل التنمية والتوجه نحو الآفاق حيث ضرب مثال لمنطقة فجيج الذي بفضل تضافر جهود ساكنتها وترك الخلافات جانبا استطاعت الساكنة بفضل التلاحم أن تجلب مليارين من المشاريع كما ألح على تكوين ملف لمخطط مندمج للدائرة من أجل الظفر بإحداث وحدة إدارية لضمان سياسة القرب لحل جميع المشاكل التي تعاني منها المنطقة وربح مستقبل الأجيال اللاحقة. 2 الحسين أحليس. بعد ترحيبه وشكره للحضور على سعة صدره وعلى تلبية الدعوة، تطرق السيد البرلماني إلى تشخيصه للوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة المعروفة بشساعتها والتي يصعب تدبير المجال في ظروف اقتصادية على أن 80% من الساكنة تعتمد على تربية الماشية واقتصاد المعادن الذي يمر عبر المد والجزر مما يعكس سلبا على وضعية المستخدمين ناهيك عن الأمية والفقر التي تضرب أطنابها حيث وصلت 80 % .بمعنى إجمالي اقتصاد هش لا يساعد على التنمية. ومن الحلول التي اقترحها هو إعطاء الكلمة للقاعة من أجل الاستماع إلى المشاكل تم مسألة التوحيد والتوحد والتنسيق بين جميع الفاعلين حيث ركز على دور البرلماني في اللحظة الحالية التي تختلف عن سابقتها حيث تغيرت ظروف المغرب من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل دستور جديد يوضح اختصاص كل المؤسسات. كما ذكر بالتهميش الذي شمل المنطقة بفعل ممارسات سياسية مست بالبلاد. و أنه مند إحداث إقليم فجيج سخرت جميع المجهودات لصالح بوعرفة و فجيج وبقيت منطقة عين شعير حتى آخر منطقة حدودية مع الراشدية معزولة. وبفضل ناضلتنا يضيف المتدخل استطعنا رد الاعتبار للمنطقة حيث أصبحت تتمثل ببرلمانيين وبمقعد لرئيس المجلس الإقليمي .كما ألح على نكران الذات والعمل الجماعي والتشاركي من اجل تكوين ملف قوي يحتوي على جميع الحاجيات وذلك من اجل المرافعة بهدف تحقيق مبتغى المنطقة المتمثل في إحداث وحدة إدارية تضمن التنمية المستدامة في إطار الجهوية الموسعة والتدبير المجالي وفق سياسة القرب والحكامة الجيدة كما ألح على ادراج المنطقة ضمن ملف جبر الضرر. 3كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي:
بعد تحية الحضور تقدم بالشكر إلى اللجنة التحضيرية على كل ما بذلته من مجهودات جبارة لتهيئ اللقاء التواصلي الذي جمع جميع الفعاليات بالرغم من الاختلافات و الانتماءات السياسية من اجل تدارس نقطة آفاق التنمية بالإقليم والذي اعتبرها رهينة بالتشبث بإحداث وحدة إدارية لهذه المنطقة الذي أراد لها الله أن تكون في الشرق الجنوبي للأطلس الكبير حيث شاءت الأقدار مضيفا : أنها عانت وتعاني ساكنتها من عناء قطع مسافة طويلة لقضاء حاجاتها الإدارية ، وذكر أيضا انه منذ كانت المنطقة تابعة ترابيا إلى الراشدية، كانت نفس المعاناة .كما اقترح على انه كبديل لهذا التذمر وقطع الصلة بالماضي هو المطالبة بتقريب الإدارة من المواطن وبدونها لا يمكن لتنمية شاملة أن تتحقق ، كما نوه انه رغم كل هذه المشاكل يضيف المتدخل : لابد من الإشارة إلى المجهودات التي قامت بها الدولة في جميع المجالات – التعليم، الصحة، تعبيد الطرق، التغطية الشاملة للهاتف في ظل حكم عاهل البلاد الملك محمد السادس ومنذ إحداث وكالة تنمية الأقاليم الشرقية. كما تمنى أن يحقق الحلم في أقرب الآجال حتى يضع حدا للأسفار والتنقلات الشاقة. كما قاطعت الساكنة سابقا مع ركوب الشاحنات واستعمال المواد الفلاحية للطهي والإنارة بالشموع وشرب مياه السواقي والوديان ومتابعة الدراسة في الشتات حيت اختتم كلمته بآية من الذكر الحكيم {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105]. 4كلمة البرلماني السابق رئيس جماعة بومريم السيد دريس قمني : بعد الترحيب استهل مداخلته لتذكير الحضور على أنه لم يهيئ آية كلمة بهذه المناسبة ولكن حرارة الفضاء والتدخلات أزكى حماسه ليدلي بدلوه في هذا إلقاء التواصلي. ومن خلاله عبر عن إحقاق الحق ليقف عند كلمة توحيد الجهود التي يجب أن تنبني على الشق الأساسي وليس السياسي لان هذا الأخير سيبقى فيه الاختلاف شئنا أم لم نشأ يضيف المتدخل. كما وضح على أنه لا توجد أية حزازات مع أهل فجيج على اعتبار أنهم إخوان لنا فقط جاء الكلام عنهم في سياق التنمية .كما ركز على تهيئ ملف شامل يحتوي على شقين شق سبق أن تكلم عنه المتدخلين ويتعلق الأمر بإحداث عمالة والشق الثاني المتعلق بالتنمية القطاعية للمنطقة .كما صحح القول على أن هذا اللقاء التواصلي ليس هو الوحيد بل كانت هناك لقاءات أخرى ومنها لقاء هام أعطى أكله بحيث استقبلت السيدة وزيرة الصحة برلمانيي الإقليم ورؤساء الجماعات من اجل بناء مستشفى بتالسينت ، كما اقترح تكوين لجنة موسعة تعتمد على النوع وليس الكثرة وعلى أن اللقاء التواصلي يمكن الارتقاء به إلى ورشة عمل من اجل تنمية شاملة للإقليم. وبعد الانتهاء من التدخلات فتح باب المناقشة حيث تدخلت مجموعة من الفعاليات سنحاول تقريب القراء ولو بشكل مختصر عن مضمونها . 5المداخلات : أجمعت كل التدخلات على مباركة هذا اللقاء حيث ركزت على استمرار التلاحم والتنسيق والوحدة والتوحيد وفق مقاربة تشاركية في إطار ملف كامل يتضمن الحاجيات الأساسية داخل مخطط ترابي بدائرة بني تجيت يراعى فيه إمكانيات وخصوصيات المنطقة ضمن إستراتيجية واضحة المعالم وذلك من اجل انتزاع حق إحداث الوحدة الترابية الإدارية (العمالة) والتي اعتبرها المتدخلون مدخلا أساسيا لتنمية حقيقية ومستدامة . 6 الردود: وفي إطار الردود تدخل السيد حميد الشاية رئيس جماعة عين الشواطر حيث أشاد بكل ما جاء على لسان المتدخلين وعلى علو كعبهم من حيث الإحساس بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم والمساهمة الفعالة في تنمية حقيقية للمنطقة. كما ركز على مبدأ التشاور المتعدد الفاعلين حيث يسمح للساكنة الولوج إلى المعلومة حتى تكون على نفس الفهم والمنظور لحل المشاكل في إطار الثقة المتبادلة بين الساكنة والمنتخبين من اجل مرافعة مؤسسة على مبادئ صلبة . 7التوصيات : - الترافع من اجل إحداث وحدة ترابية إدارية (عمالة) بالمنطقة الغربية لإقليم فجيج - تشكيل لجنة لمتابعة هذه المهمة - تمثيلية للجان محلية بكل جماعة للترافع مهمتها رسم اللبنات الأولى لأولويات التنمية بالمنطقة
8الختام : برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله بهذه المناسبة تلاها السيد حسن أحدجي رئيس جماعة تالسينت نيابة عن المشاركين في اللقاء التواصلي 9وجبة غذاء: أقيمت وجبة غذاء على شرف المشاركين بدار الطالب بتالسينت تحمل مصاريفها السادة البرلمانيين