تعرفنا على الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف من خلال أستاذنا الدكتور محمد الراوندي حفظه الله ونحن يومئذ طلبة بالسلك الثالث بدار الحديث الحسنة للدراسات الإسلامية العليا بالرباط، سنة 1990، حيث كنا ندرس مادة البحث والمكتبة، ومن بين المؤلفات التي وقفنا عندها، كتاب" تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للإمام جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي؛ الذي حققه، وقدم له الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، وقد صدر في 35 مجلدا، سنة 1983، حيث رجعنا إلى تلك المقدمة النفيسة التي أنشأها الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، وهي مقدمة عظيمة الشأن، تشتمل على فوائد جمة، وإشارات دقيقة في علم الجرح والتعديل. والأستاذ الدكتور بشار عواد معروف بالمناسبة جميع مقدماته هي عبارة عن أبحاث مستقلة، وقد أنبأني بأن جميع أبحاثه التي كتبها، تتضمنها تلك المقدمات العظيمة التي يضعها للمؤلفات التي يحققها. لازلنا ونحن في الجامعات المغربية، نسمع بالعلامة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، من خلال إصداراته العلمية الوافرة التي فاقت مائتي مجلد، جزء مهم منها يتعلق بتراث الغرب الإسلامي، وأذكر أنني كنت قد اقتنيت منذ مدة كتاب" جُنَّةُ الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى؛لأبي يحيى محمد بن عاصم الغرناطي، المتوفى سنة 857 ه ، بتحقيق الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، والأستاذ صلاح محمد جرار، وشاء الله تعالى أن يتفضل الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف بأن يضع توقيعه على هذا الكتاب، تأريخا لذكرى لقائنا في مدينة وجدة المحروسة. وسوف يظهر للأستاذ الدكتور بشار عواد معروف في الشهور القليلة المقبلة أعظم مصنف في الحديث النبوي الشريف، سماه:" المسند الجامع المصنف المعلل"، وهو يقع في 41 مجلدا، وقد تففن العلامة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف في ترتيبه، وتبويبه، بما أوتي من خبرة علمية واسعة في هذا الشأن. ومن الأمور المهمة التي يخالف فيها العلامة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف بعض العلماء المعاصرين، هي مسألة صحيح بعض الأحاديث وتضعيفها، وهو شديد التمسك في هذا الباب بما درج عليه علماء الحديث قديما، وفي معرض حديث عن هذه المسألة - مسألة التصحيح والتضعيف - في محاضرة له في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، يوم السبت 20 أبريل 2013، فقد أشار فضيلته إلى أن بعض الأحاديث التي لا تصح، والتي ألقى بها علماء الحديث قديما في القمامة – حاشا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقد عمد بعض المعاصرين إلى التقاطها وتقديمها للناس على أنها أحاديث صحيحة، كما عمد هؤلاء إلى تضعيف بعض الأحاديث التي صححها أهل هذا الشأن قديما... وهو أمر غير مسلم لهم، بل يمكن أن ينتقد عليهم بأكثر من وجه، بل، يذهب العلامة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف في هذا المجال إلى أن أقوال القدماء في مجال التصحيح والتضعيف تقدم على أقوال المعاصرين، فإذا قال لك الإمام الترمذي: هذا حديث صحيح، فعض عليه بالنواجذ، ولا تلفت إلى قول غيره... لقد وصف العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف؛ أثناء حفل تكريم الأستاذ الدكتور محمد بنشريفة حفظه الله بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، يوم الخميس 18 أبريل 2013، قبل أن يتفضل الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف بتقديم شهادته في حق المحتفى به، بأنه قامة في العلم. ولقد سألني أحد العلماء الفضلاء عن مبلغ علم الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف في علم الحديث، خصوصا وأنه سمعه ينتقد علماء المصطلح في بعض المسائل، منها ما يتعلق بالتعليل، ومنها ما يتعلق بمصطلح الشاذ وغيره، فقلت له: إن الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، بحر هائج في علم الحديث، فلا تقترب منه حتى يهدأ. لقد سعدت حقا بالتعرف على العلامة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف خلال زيارته لمدينة وجدة المحروسة، والتي يرجع الفضل فيها إلى أستاذنا العلامة الدكتور محمد الراوندي حفظه الله وشاء الله جلت قدرته أن تكون هذه الزيارة الكريمة سببا في اللقاء بهما، والاستفادة من علمهما، وأن أحظى بإجازة علمية من فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، حفظه الله تعالى ونفع به. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.