منذ أن التحق عمال ديماغاز ببوعرفة بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وإدارة الشركة تعمل جاهدة من أجل اجتثاث العمل النقابي بالمعمل بكل الأساليب؛ فتارة تعتمد أسلوب الترغيب، وتمني العمال بالترسيم والاستجابة لكل المطالب، كما تعدهم ببحبوحة من النعيم.. ولما لم يرضخ العمال لذلك، فإن الإدارة أصبحت تلجأ لأسلوب الوعيد والترهيب( توقيفات عن العمل – تنقيلات تعسفية – الامتناع عن تعليق السبورة النقابية – الامتناع عن توقيع محضر اللجنة الإقليمية للبحت والمصالحة...) وأمام هذه الخروقات الفظيعة للقوانين المغربية على علاتها، فإن العمال وللدفاع عن الذات قرروا الاعتصام أمام المعمل، فقد نصبوا خيمة صغيرة منذ يوم السبت الماضي 25 ابريل 2009 أمام المعمل، يبيتون فيها لتحصين معركتهم . ورغم أن إدارة الشركة استقدمت 14 عاملا من الراشدية، لتكسير المعركة البطولية للعمال، فإن ذلك لم ينل من المعركة ولو قيد أنملة، لأن العمال يداومون أمام أبواب المعمل رغم الظروف القاسية، وكلهم إصرار على الاستعداد لكل التضحيات لحماية حق الممارسة النقابية . وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الكونفدرالي عقد اجتماعا هذا المساء في إطار التحضير لفاتح ماي 2009، وبعد انتهاء أشغال المجلس، تنقل كل الأعضاء جماعيا إلى مكان اعتصام العمال(2 كلم عن بوعرفة ) للتعبير عن تضامن كل القطاعات الكونفدرالية (17 قطاعا مهيكلا). وسيخوض المجلس أيضا وقفة احتجاجية إنذارية وتضامنية مع عمال ديماغاز ببوعرفة، يوم الثلاثاء 28 أبريل 2009، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، أمام معمل ديماغاز . وتعتبر هذه الخطوة أول حلقة في المسلسل التضامني مع العمال إلى غاية إحقاق كل حقوقهم . إضافة إلى معاناة عمال ديماغاز ببوعرفة، فهناك احتقان كبير حاليا ببوعرفة، عنوانه العريض، تردي أوضاع الساكنة الاقتصادية والاجتماعية بشكل خطير وفظيع، وما رافق ذلك من إغلاق كل أبواب الحوار، وهو ما يزيد في رفع درجة التوتر . لكل هذا، من المتوقع أن يكون فاتح ماي ببوعرفة ساخنا جدا؛ لأنه لا شيء تحقق في الحوار مركزيا، ومعاناة الكادحين والمقهورين تتعمق يوميا على الصعيد المحلي .