دخل 100 من عمال وعاملات «شركة تازة المغرب للخياطة بجرسيف»، في إضراب عن العمل مصحوب باعتصام مفتوح داخل الشركة ابتداء من يوم السبت 26 يونيو الجاري، وذلك بعد استنفاد كل المساعي التي تنص عليها مدونة الشغل لاحتواء ملف المكتب النقابي المطرود، وباقي المنخرطات لأسباب نقابية، كما اعتصم خارج المعمل عدد من الفعاليات من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والمجتمع المدني، على رأسهم الاتحاد المحلي ل«ك.د.ش.» بجرسيف مساندة ودعما لهؤلاء العمال والعاملات. «لم نتخذ هذا القرار إلا بعد أن استنفدنا كل المساعي والسبل الحميدة، من حوار وجلسات تفاوضية عسيرة، تبين من خلالها أن أرباب العمل يكرهون العمل النقابي الصادق، ولا يريدون من المسؤولين النقابيين إلا من يستطيعون التحكم فيه، طبعا بواسطة إرشائه والانتهاء من - حريق الراس- كما يعتقدون» يوضح في تصريح ل«المساء» محمد البهيج، الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل جرسيف. وأشار إلى أنه تم طرد المكتب النقابي مباشرة بعد تأسيس النقابة داخل شركة تازة المغرب للخياطة بجرسيف، يوم 18ماي الماضي، لتتلو عملية الطرد أساليب الاستفزاز والضغط اليومي دون حسيب أو رقيب، رغم تقديم المكتب النقابي لمجموعة من الشكايات الشفوية والمكتوبة إلى مندوب الشغل وكذا إلى السلطات المحلية بالإقليم، وتهربت إدارة الشركة من الجلوس مع النقابة مرتين أمام مندوب الشغل، يوم 25 ماي الماضي و2 يونيو الجاري، كما تحجج بكونه في عطلة عند استدعائه للحضور في إطار الجلسة الإقليمية للبحث والمصالحة يوم 23 يونيو 2010، ليستمر أسلوب الطرد والتهديد للعاملات المنخرطات داخل المعمل، خصوصا وأن المعمل مقبل، في غضون الأيام القليلة المقبلة، على عملية البيع، ما دفع العمال للانتظام داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل للتأكد من ضمان كامل حقوقهم في إطار المادة 19 من مدونة الشغل. «رغم كل هذه المساعي السلمية، إلا أن رب العمل لا زال متعنتا في إرجاع كافة المطرودين إلى عملهم، ولا زال متعنتا في حضور اللقاءات التي يتم استدعاؤه إليها رسميا دون أي مبرر مقبول...». ويؤكد محمد البهيج، الكاتب العام للاتحاد المحلي للكدش جرسيف، أن إيقاف الإضراب عن العمل ورفع الاعتصام المفتوح مرهون بعودة كافة المطرودين دون قيد أو شرط، واحترام العمل النقابي وضمان حرية مزاولته، وتعويض العاملات المطرودات عن الأيام المخصومة بسبب الطرد التعسفي، وفي المقابل، تشترط النقابة توفير سلم اجتماعي إلى حين استكمال عملية البيع وهي مطالب عادية وعادلة لا تسبب أي إحراج لرب العمل. وعبّر المكتب النقابي المحلي، في بيان أصدره، عشية يوم الخميس 24 يونيو 2010 بمركز التكوين الكونفدرالي، عن إدانته القوية لاستمرار الطرد التعسفي لأعضاء المكتب النقابي وباقي المنخرطين، ويؤكد استعداده النضالي للدفاع عن الحريات النقابية والمطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة، وتنديده الشديد بما وصفه بعملية تسخير العصابات داخل مقر الشركة للاعتداء الجسدي على العاملة فاطمة الشايب الطالبي محملا مسؤولية هذا الاعتداء غير المحسوب العواقب لإدارة الشركة.وأبدى العاملون بالشركة، خلال الاجتماع، استياءهم العام من سياسة التسويف والمماطلة التي تقوم بها إدارة الشركة، ابتداء من جلسة المصالحة بمندوبية التشغيل يوم 02 يونيو الجاري، مرورا بتهربها من جلسة اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة ليوم 23 يونيو الحالي، وبعد وقوف الاجتماع على الاعتداء الشنيع والمدبر ضد العاملة فاطمة الشايب الطالبي، داخل مقر الشركة يوم 19 يونيو الجاري وكذا الضغوطات والاستفزازات الممارسة على العاملات الكونفدراليات، وبعد استعراض كل الخطوات التي قام بها الاتحاد المحلي وكذا المكتب النقابي للنسيج، في اتجاه تغليب منطق الحوار والحكمة وبناء عنصر الثقة لمعالجة كل القضايا الخلافية داخل شركة تازة المغرب، وبعد التأكد من مسؤولية الإدارة في التسويف والمماطلة والتهرب من الحوار الجاد والمسؤول، قرر تنفيذه الفعلي لبرنامجه النضالي النوعي التصاعدي بكل الصيغ والأشكال المشروعة، ابتداء من يوم السبت 26 يونيو 2010 تحت شعار «نضال مستمر من أجل الكرامة والحقوق المشروعة» تضامنا مع كافة العاملات والعمال المطرودين لأسباب نقابية.