ضد طول أشغال خندق مشروع التطهير السائل وأخطاره وأضراره بوجدة وجدة: عبد القادر كترة أصيب مواطن يتجاوز عمره الستين سنة من حي كولوش فجر يوم الأحد الماضي بكسر على مستوى الكتف بعد وقوعه بالخندق المنجز على طول الشارع الرئيسي الذي يخترق حي كولوش بوجدة، مباشرة بعد خروجه من المسجد بساحة "الجردة" بعد أن زلت قدمه ليجد نفسه في قعر الخندق لينقل بعد ذلك إلى المستشفى بمدينة وجدة. كما سقط في الخندق المجاور له في نفس الأسبوع طفل لا يتجاوز عمره 12 سنة وشخص في الأربعين من عمره بمعية دراجته الهوائية دون أن يصابا بأذى بعد أن سقطا على أكوام من التراب. لكن أخطر حادثة عرفها الشارع المخندق على طوله هو سقوط طفل في ربيعه التاسع مساء يوم الجمعة 21 نونبر الماضي حيث نقل على وجه السرعة في حالة حرجة إلى مستعجلات مستشفى الفارابي بمدينة وجدة. وقد ضاق سكان الحي الحسني بحي كولوش ذرعا بهذا الخندق الذي يبلغ عمقه حوالي 10 أمتار وطوله يتجاوز ال300 متر تم حفره في إطار مشروع إنجاز الشطر الأولوي للتطهير السائل بوضع قنوات الصرف الصحي للمياه العادمة لمدينة وجدة. "لسنا ضد هذه المشاريع التي كنا نتمناها ولكن ما لم نستطع تحمله هو طول هذه الأشغال التي فاقت الأشهر والسنة مع العلم أن التاريخ المحدد لها كان شهر أبريل الجاري لكن يبدو أن الأمر سيطول لأشهر أخرى إذ بقي أكثر من 50 في المائة من الأشغال غير منجزة وهو ما يعني أننا سنعاني أشد المعاناة نحن وأطفالنا من جميع الأخطار " يشتكي أحد المواطنين التجار القاطنين قبالة الخندق. بالفعل وحسب جميع السكان المتضررين تجاوزت أشغال المشروع المدة المخصصة له بسبب قلة اليد العاملة بل ورفض العديد من العمال الاستمرار في العمل لأسباب عدة وقلة الآلات المستعملة ومنها الجرافة التي قعدت في مكانها وتلكؤ صاحب المشروع في التقدم بالأشغال وانعدام المراقبة وفرض احترام دفتر التحملات والتواريخ...رغم أن الخندق/القبر يخترق الحي على طوله وأغلب أطرافه غير غير محمية ولا محروسة وحتى الأسيجة المحيطة به فأغلبها غير ثابتة وبعضها من شريط بلاستيكي أو أسيجتها الواقية غير متينة لا تمنع حتى "ورقة شجرة تائهة" حملتها الرياح من التوقف،يقول تاجر بكل استهزاء وسخرية، "فما بالك بالأطفال الذين يتحدّون مخاطر الخندق وعرضه ويقفزون هنا وهناك ويتدافعون ويدفعون بعضهم البعض؟"، وهؤلاء الأطفال الصغار غير آبهين بما يمكن أن يقع لهم. لم تنج حتى الحيوانات من مخاطر تلك الخنادق العميقة وكان أولى ضحايها عدد من رؤوس الأغنام من أحد الإسطبلات المطلة عليه ثم تلاهم عجل تم ذبحه في الحين بعد أن وقع وعجز عن القيام. لقد استفحلت ظروف الحي وتزايدت الأضرار المتعلقة بالسكان وتنوعت بتقدم الأشغال وطولها حيث أصبحت تشكل هواجسهم ومصدر إزعاج وقلق بعد أن تحول الخندق إلى مستنقع من المياه العادمة التي تفرغ فيه بعد تدمير قنوات الواد الحار،زادتها الأمطار الأخيرة تعقدا وصعد براز مراحيض المنازل إلى السطح وملأت الأحياء روائح كريهة ومزكمة للأنوف مضرة للصحة خاصة أولائك الذين يعانون من أمراض التنفس والعيون،"أنا حلاق وشدتني الحساسية ...والله العظيم إلى مشيت عند الطبيب وعطاني شكارة نتاع الدواء...حسبي الله ونعم الوكيل...ندعيمهم لله...وإلى ظلمناهم ما يسمحوناش...". ويحكي ثان وثالث ورابع وأغلب السكان الذين قرروا أن يحتجوا بكل ما أوتوا من سلطة لدى المسؤولين للمطالبة برفع الضرر والأخطار المحدقة بهم. لقد أصاب تجارتهم الكساد حيث إن ساحة الحي المسمات ي"الجَّرْدا" التي هي بمثابة سوق يومي بالحي الآهل بالسكان بل هو من أكبر الأحياء بمدينة وجدة، وتراجع الرواج بأكثر من 50 في المائة بحكم تواجد وسط الساحة لخندق شلّ الحركة، كما حوّلت الأمطار الساحة والأزقة إلى بِرك من الأوحال وكثرت الانزلاقات، كما يتخوف السكان مع تكاثر الحشرات بتكاثر الأوساخ والقاذورات مع حلول فصل الحرّ إضافة إلى عرقلة حركة السير بها وخطر عبورها. لقد سبق أن وجه مجموعة من سكان الحي المتضررين شكاية إلى والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد مذيلة بتوقيعاتهم يطلبون فيها رفع الضرر الناجم عن مشروع قناة الصرف الصحي بالطريق رقم 115 باء 1 بحي الوفاق /كولوش بمدينة وجدة. ومما جاء في الشكاية الرسالة "نحيطكم عليما أن الأضرار الناتجة عن سوء التسيير والتوقف المستمر والمتكرر في الأشغال وكذا التأخير في الانجاز قد فاقت بشاعتها كل تصور...حيث لا يخفى على سيادتكم حساسية المشروع من حيث صحة المواطن ، فالطريق التي كانت بالأمس القريب طريقا رئيسية تجارية أصبحت اليوم مستنقعا بما في الكلمة من معنى...". --------------------------------------------------------------------------------