يعتبر المرصد البيئي للمجتمع العربي "موارد" تطبيقاً جديداً يهدف إلى ربط عدد ضخم من المواطنين العرب لتفعيل مشاركة الجمهور العام في عملية صناعة القرار التي تتعلق بالشؤون البيئية. ويسخّر النظام الطفرة الثورية التي شهدتها منصات الإعلام الاجتماعي لنشر التحديثات الآنية حول التطوّرات البيئية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، في شتى أنحاء الوطن العربي. وستمنح بوابة "موارد" - التى ترمز حروفها الإنجليزية إلى : تعبئة العمل من أجل بيانات بيئية موثوق بها في نطاق المنطقة العربية- الحكومات وواضعي السياسات والمواطنين نفاذاً سهلاً للبيانات الشاملة والواضحة وفي أقرب وقت حقيقي. وستوفر المعلومات حول المسائل البيئية الناشئة - من وجهة نظر عالمية إلى منظور من الشارع - وذلك بمستويات تفصيلية لم نشهدها من قبل. وأوضحت الدكتورة نادية مكرم عبيد، المدير التنفيذي لسيداري أن "موارد" هي مبادرة خاصة بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) . فالغرض الرئيسي من "موارد" يتسق تماما مع أسمها ألا وهو تعبئة جهود العالم العربي للوصول إلى بيانات بيئية يمكن الاعتماد عليها. وأضافت معاليها أن البيانات اليوم هي شئ في غاية الأهمية ، فعلى أساس البيانات المتاحة يتم اتخاذ القرارات التي يمكنها في بعض الأحيان أن تغيير التاريخ في أي دولة " مضيفةً أن البيانات يجب أن تكون، كما هو مبين في اسم مبادرة " موارد" ، مسئولة، مبنية على حقائق وأسس علمية مما يجعلها أكثر مصداقية. كما أكدت، خلال جلسة إطلاق هذا المشروع ضمن فعاليات الدورة الثانية لقمة عين على الأرض 2015 بأبو ظبي اليوم الأربعاء 7 أكتوبر الجاري، أن "موارد" تتضمن عناصر تفاعلية مثيرة للإهتمام من شأنها أن تجمع المواطنين، آخر رجل وآخر امرأة على وجه الأرض، يمكن لموارد أن تصبح دافعاً لهم للإلتزام وتبادل وجهات النظر ومن ثم يصبحون جزءاً من عملية صنع القرار. فمن خلال "موارد" يستطيع المواطنون الإبلاغ عن أية مشكلات بيئية أو فرص جيدة أو قصص نجاح. وأنهت معالي الدكتورة نادية مكرم عبيد حديثها قائلة : "أنا شخصياً مؤمنة أن النجاح يقود إلى النجاح، إن له تأثيرات صحية ومُعدية بالمعنى الإيجابي، لذا دعونا معاً نعمم النجاح ونحاول تنفيذه عملياً لنجعل من "موارد" واقعاً يومياً في منطقتنا العربية! ويقول الدكتور أحمد عبد الرحيم، المدير الإقليمي لبرنامج إدارة المعرفة بسيداري : "لقد شعرنا أن "موارد" هو بالضبط النظام الذي نحتاجه في المنطقة العربية. فهو يسمح لجميع المواطنين العرب حتى المتواجدين منهم في القرى النائية ، بإرسال آرائهم ومقترحاتهم حول بيئتهم الطبيعية عن طريق تقديم شكواهم مباشرةً إلى السلطات المعنية من خلال "موارد" متخطيين بذلك الأنظمة البيروقراطية القديمة. ونظام "موارد" يسمح للجميع بالحصول على المعلومات في أي وقت فيما يتعلق بحالة البيئة المحيطة بهم" . وأضاف الدكتور أحمد عبد الرحيم أن نظام "موارد" يحقق أكبر إستفادة من الثورة الحالية في مجال شبكات التواصل الإجتماعي والاتجاه لإستخدام الهواتف الذكية بطريقة إيجابية لتعزيز الوعي العام وتشجيع المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار البيئي. إن المعلومات الدقيقة التي تدعمها الشراكات الجيدة والمشاركة المدنية والإدراك المميز للبيئة، تشكل المحور الكامن وراء هذه المبادرة. ومن ثم ستقوم "موارد" بتوفير ما تحتاجه المنطقة من البيانات البيئية الدقيقة والمحدَثة، وفي نفس الوقت تشرك عددا كبيرا من المواطنين، وخاصة الشباب، في دعم القرار البيئي . ويوضح الدكتور أيمن سليمان، خبير نظم المعلومات الجغرافية بسيداري أن الهدف الرئيسي ل "موارد" هو سد الفجوة فيما يخص البيانات، والكشف عن مجالات عدم توفر البيانات وتحليل التناقض في البيانات المتاحة على المستويات الوطنية ودون الإقليمية والعالمية مما سيؤدي إلى فهم أفضل للتناقضات في البيانات ثم لتمهيد الطريق لاتخاذ إجراءات تصحيحية. وأضاف أن "موارد" ستساعد الدول العربية في عملية إعداد "التقارير الوطنية لحالة البيئة" والتي كانت تتطلب سنوات لجمع البيانات وتحليلها من قبل أهم الخبراء كل في مجاله، للوصول إلى تقييم إقليمي يمكن الإعتماد عليه في التوقعات البيئية المستقبلية. ويختتم الدكتور أيمن سليمان حديثه قائلاً: "سوف تشكل "موارد" منصة للتطوير المستمر لعملية إعداد تقارير الحالة البيئية، والتي تستند إلى التقييمات الوطنية الموجودة في المنطقة. وسوف توفر البيانات المطلوبة لملف الموارد البيئية في المنطقة العربية، سواء من حيث الأصول أو التحديات من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. يذكر أن مبادرة موارد ستستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ذات التأثير القوي لتتحدى جمود الفكر ولتمكن الجمهور من المشاركة في عملية صنع القرار البيئي، وعلى هذا النحو، ستتمكن الجماهير من المشاركة في رسم مستقبلها. وتستقى المعلومات من خلال تطبيق يتم حفظه على أجهزة الهواتف أو الأجهزة اللوحية سواء كانت تعمل بنظام IOS أو Android وذلك لتحفيز المشاركة المدنية في عملية صنع القرار البيئي، وبالتالي تعزيز الشعور بالوصاية على البيئة.