أوضح الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو-، في تصريح لوكالة الأنباء الإسلامية (إينا) أن رفض بعض الدول الأوروبية استقبال لاجئين مسلمين، يعكس في الحقيقة، العنصرية َ تجاه المسلمين، والخوف من استقرار هؤلاء اللاجئين في تلك الدول، مما يشكل زيادة في عدد المسلمين فيها. وهو الأمر الذي طالما تخوفت منه الأحزاب اليمينية التي كانت دائمًا من دعاة الإسلاموفوبيا والمروجين لها في الغرب. وأوضح أن الدول التي عبرت عن موقفها العدائي الصريح تجاه الإسلام والمسلمين، ولم تراع القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية وفي مقدمتها احترام كرامة الإنسان والحفاظ على حقوقه التي كفلتها له المواثيق الدولية، لم تلتزم حتى بالتعاليم المسيحية باعتبار أنها دول ذات خلفية دينية، وإن ظهرت بالمظهر العلماني. وأكد الدكتور عبد العزيز التويجري أن الإيسيسكو ومن منطلق أهدافها ورسالتها الحضارية الإنسانية التي تنهض بها، تُدين بشدة هذا التمييزَ العنصريَّ اللأخلاقي الذي دفع بالدول التي تمارسه، إلى رفض استقبال اللاجئين من المسلمين، الذين غالبيتُهم من الشعب السوري الهارب من الحرب التي يشنها ضده نظام مستبد مدعوم من قوى دولية وإقليمية وميليشيات إرهابية. فهؤلاء اللاجئون مواطنون أبرياء يبحثون عن الملاذ الآمن والعيش بكرامة. وأشار إلى أن البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين الدائمين لمنظمة التعاون الإسلامي، جاء في الوقت المناسب للتأكيد على ضرورة اتخاذ الموقف الإسلامي المنسجم مع أهداف المنظمة، والمعبر عن التضامن الإسلامي الذي هو القاعدة الصلبة للعمل الإسلامي المشترك. مبرزا أهمية ما يمكن أن تقوم به المنظمات الإسلامية والعربية، سواء أكانت حكومية أم أهلية، من دور فاعل في الاتصال مع منظمات المجتمع المدني في الدول الأوروبية، من أجل نشر ثقافة العدل والسلام، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، وذلك من خلال التحرك على الصعيد الأوروبي، وعبر التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية التي تعمل في هذا المجال. وقال في هذا الصدد: " إن للإيسيسكو اهتمامًا متزايدًا ونشاطًا ملحوظًا في هذا المجال، فهي تنظم المؤتمرات والندوات الدولية والإقليمية، وتصدر الدراسات والكتب لمحاربة العنصرية، ولتوضيح الحقائق للرأي العام الأوروبي والدولي بصورة عامة، وللحدّ من موجات الكراهية للإسلام (الإسلاموفيا) التي تهيمن على بعض وسائل الإعلام ودوائر اتخاذ القرار في الدول الغربية." وأكد في ختام تصريحه على أنه لابد من توضيح أن الأصل في الأزمة الحالية، سواء على صعيد اللاجئين وما يتعرضون له من مضايقات وصعوبات في الحصول على اللجوء السياسي طبقًا لاتفاقية الأممالمتحدة اللاجئين لعام 1951، أو على صعيد تفاقم الأوضاع في سوريا بشكل شديد الخطورة على الأمن والسلم الدوليين، هو استمرار النظام المستبد في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه وقراه، حيث إنه هو الأصل في هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة بهذا القدر من الوحشية والدّموية. ودعا المدير العام للإيسيسكو إلى أن تنصرف الجهود في دول منظمة التعاون الإسلامي، إلى مواصلة دعم الشعب السوري، مشيرا إلى أنه لا مستقبل لسورية مع بقاء قيادة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق شعبها.