الانترنيت أو بالأحرى الشبح اليومي الذي أصبح يراود كل العالم، من المستحيل أن نجد بيت دون انترنيت سواء بالحاسوب أوالموبايل، حيث أصبح موضة جديدة في عصرنا الحالي، جعل الإنسان يغوص يوميا ولساعات طوال في عالم افتراضي لدرجة الإدمان، مشكلا تهديدا حقيقيا لمجتمعاتنا من الناحية الصحية ,الاجتماعية و المالية، كما أكدت دراسات ذلك بأنه في السنوات المقبلة ستكون الأجيال القادمة أكبر عرضة للإمراض و الإرهاق لكثرة استعمال هذا المنتوج الخطير، بالإضافة إلى تفكك العلاقات الأسرية وتلاشي العلاقات الاجتماعية و الإنسانية .. "أون مغاربية" فتحت قوسا حول الموضوع.. الإنترنت.. سبب طلاقي أمينة 25 سنة تتحدث بأسف شديد عن زواجها الفاشل "أدمنت استخدام الانترنيت حتى فرق بيني و بين زوجي، إذ كان سببا في طلاقي، هملت زوجي كثيرا، لا أعطيه حقوقه الزوجية، الانترنيت أصبح هو حياتي.. استعمله بكثرة ليل نهار دون توقف و أنا الآن جد نادمة". تضيف أمينة بحسرة كبيرة "أنصح كل شابة مقبلة على الزواج أن تتخلى عن هدا العالم الافتراضي لأنه مضيعة للوقت، و استخدامه فقط عند الحاجة و الاستفادة لكي لا تسقط في نفس مشكلتي". تفكك العلاقة الأسرية محمد 40 سنة موظف في شركة يقول" أصبحت مدمن على الانترنيت مند الصغر لدرجة الجنون حيث يوميا أنغلق في زاويتي معه (الانترنيت) دون ان أهتم لأحوال عائلتي و أطفالي الصغار الذين بدورهم أرى شغفهم بهذه الشبكة يزداد نموا يوما بعد يوم" .. ويضيف محمد "علاقتي بزوجتي أصبحت جد فاترة.. أولادي ربما أرى صورهم على الفايسبوك أكثر مما أراهم في الواقع.. لا أستطيع أن أخالط الناس". نقطي جد متدنية يقول زهير 18 سنة، وهو طالب بالتعليم الثانوي "منذ الصغر بدأت استخدام الانترنيت بالمقاهي في البحث عن المعلومة خاصة فيما يتعلق بواجبات الدراسة، لكن بعدما أدخل أبي الانترنيت إلى البيت أصبحت مدمنا عليه كثيرا، لدرجة أنه لم يكن يخلو يوم من صراخ والدتي عليا لأقوم من مكتب والدي.. دراستي أهملتها بشكل كبير، فأصبحت أحصل على نقط جد متدنية بعدما كنت من الأوائل في القسم". يضيف زهير "كثيرا ما أشرد أو أغفو في حصص الدراسة، شكايات كثيرة من الإدارة إلى والدي تنبه لحالة الكسل التي أصبحت عليها، بعدما كنت نشيطا يضرب بي المثل بالمؤسسة". بالإنترنت كلام معسول وأماني فقط إدمان الإنترنت لا يفرق بين غني وفقير، بين موظف وعاطل.. الكل في وعائه سواء، أحلام 27 سنة عاطلة عن العمل، تقول "أصبحت مدمنة على الانترنيت مذ أنهيت دراستي، بحكم أني لم أجد عمل، ملأت وقتي بالانترنيت طوال اليوم، كان الدافع تغيير روتين اليوم القاسي، والبحث عن فرص عمل في هذا العالم الأزرق.. فعلا حقق لي أشياء كثيرة، وأصبح لدي أصدقاء وصديقات من مختلف بقاع العالم وفي شتى المجالات.." وتستدرك أحلام "أحيانا أقرر المغادرة.. لأنه في الأخير كل ما يقال في هذه الشبكة هو مجرد كلام معسول وأماني .. لكن عندما ترغب في البحث عن من يؤازرك بجد ويمد لك يد المساعدة ويؤمن بكفاءتك تجد الأبواب تغلق في وجهك بضغطة زر". جنس واستغلال ليس كل مدمني الإنترنت نهاياتهم سعيدة، أو على الأقل أضراره عليهم متحكم في عواقبها، هناك من انغمسوا حتى القاع في متاهات جنسية إلكترونية، "منير" في الثلاثين من عمره يقول بخجل بعد أن أقنعناه بصعوبة للحديث عن تجربته باسم مستعار "أنا لازلت عازبا، و أقطن في بيت لوحدي بعيدا عن العائلة، الوحدة والانعزال جعلت مني شخصا بحياتين، من يلتقيني بالواقع لن يتخيل نهائيا ما افعله في الليل على شبكة الانترنت". وأضاف بعد إلحاح شديد منا لمزيد من التفاصيل قال:"كانت بدايتي مع إدمان الجنس الإلكتروني مجرد كبسة زر بالغلط من صديقة لي كان بها رابط موقع إباحي.. بمجرد ما فتحته حتى سارعت بإغلاقه في لمحة بصر.. ترددت كثيرا قبل أن أعاود فتحه.. ساعدني جرأة صديقتي التي شجعتني على الاستمرار.." يضيف "منير" :"اليوم أتحدث مع عدة فتيات عبر المواقع الاجتماعية بعدة اسماء مستعارة.. صنعت عالما كله كذب، منهن من تبعث لي فيديوهات في أوضاع جنسية خليعة .." خبراء و أطباء نصحوا بالتقليل من ساعات الإبحار في الانترنيت، ملء أوقات الفراغ بممارسة الرياضة، الانخراط في جمعيات و أندية، قراءة كتب و قصص، الخروج مع العائلة و الأصدقاء .. لكن في الواقع هل نستطيع تجاوز إدماننا بدون بوصلة أهدافنا الكبرى في هذا العالم؟؟ ------------ ** طالبة سنة أولى بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء