المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    البطولة: نهضة بركان يبتعد في الصدارة بفوزه على المغرب الفاسي ويوسع الفارق مع أقرب ملاحقيه إلى تسع نقاط    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخاطر المرتبطة بجرائم الأنترنيت المحدقة بالطفل
نشر في التجديد يوم 02 - 05 - 2012

تعرف جرائم الأنترنيت المحدقة بالطفل، بكونها مجموع حالات الخروج عن القانون، ويمكن أن تستهدف الجريمة الأشخاص بالقتل أو الإهمال، أو الممتلكات بالسرقة وإضرام النار. وغالبا تعرف الجريمة في الأنترنيت بأنها الجريمة التي يكون الحاسوب فيها موضوعا أو وسيلة أصلية لاقتراف الجرم، وتنقسم إلى قسمين، الأول يكون فيه الحاسوب موضوعا للجريمة، ويدخل في هذا الباب القرصنة المعلوماتية أو ما يعرف بالاستخدام غير المشروع للأنظمة المعلوماتية، وكذا تخريب مواقع الأنترنيت أو تركيب وزرع الفيروسات المعلوماتية بغرض الإضرار بالآخر. أما الصنف الثاني فيكون فيه الحاسوب وسيلة لاقتراف الجرم، سواء تعلق الأمر بالمواد الخليعة للأطفال أو التحرش الإجرامي أو الغش أو خرق قانون حماية الملكية الفكرية أو الاتجار في المواد المحظورة.
وصدرت مؤخرا ضمن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، دراسة علمية بمثابة دليل عملي للمخاطر المرتبطة بجرائم الإنترنيت المحدقة بالطفل، لكاتبتها الدكتورة ليلى القجيري، الدراسة تشير إلى أن إخفاء الهوية التي يتيحها الفضاء الافتراضي، وسهولة التواصل في الأنترنيت، تغمران الشبان بإحساس جامح بالحرية والانعتاق من شأنه أن يعرضهم للخطر وهم عزل من أي وسيلة للتعرف عليه ودرئه والاحتماء منه، حيث تشكل الشريحة العمرية من 12 إلى 18 سنة أشد الفئات هشاشة من غيرها.وتعميما للفائدة، أعدت «التجديد» لقرائها هذا الملف، يضم أهم ما جاء في فصول الدراسة العلمية.
جرائم الأنترنيت والتأثير على صحة الأطفال
إذا كانت جرائم الأنترنيت يقصد بها عموما كل الجرائم التي ترتكب عبر الشبكات الحاسوبية وشبكات الاتصالات، فإن تطورالأعراف والتقنيات أصبح يتيح مجالا واسعا لأشكال جديدة من الجنوح، وأصبح من الممكن إشباع رغبة الإيذاء الكامنة لدى فئة من هؤلاء الجانحين، فبعض مستخدمي الأنترنيت من الشبان يقدمون على اقتراف المحظورات فيجدون أنفسهم في غمرة من المواقف التي لم يكونوا ليتصوروا حدوثها في سياقات أخرى من الحياة. ولجرائم الأنترنيت تأثيرات على صحة النشء، منها:
-انعدام الغيرية: إذ تنبني رغبة المراهقين في أن يكونوا «مع بعض» على اقتناعهم بمتعة مشتركة في تشارك قيم وأذواق متشابهة، ويتطلب هذا الأمر قدرة على إقامة الروابط الاجتماعية مع بقية الناس والاعتراف في ذات الوقت بالآخر، اتجاه البيئة الاجتماعية في تنوعها واختلاف مكوناتها، وخاصة بالنسبة للمراهق من منظورالعالم المحيط به ومن نظرة الراشدين إليه. وتشير الدراسة إلى أن انعدام الاعتراف بالآخر «الغيرية» في عالم الأنترنيت يتجلى في كون التكنولوجيا تتيح ربط الاتصال بالغير بيسر وعلى نحو غير مرهق، ثم من خلال إيلاء الأولوية للرغبة في تشارك البيانات حول هوية المستخدم، فرغبته في الانضمام إلى أحد المنتديات أو إحدى غرف الدردشة، تكتسي أهمية أقوى من مسألة الإفصاح أو عدم الإفصاح عن حقيقة اسمه أو سنه أو جنسه. وغالبا ما يعتبر إخفاء أو تغيير الهوية ضربا من اللهو واللعب قبل أن يكون في واقع الأمر ضربا من ضروب التقرب من الطرف الآخر.
- اختلال الإحساس بالزمن: فحينما يركب الطفل أو المراهق أمواج الإنترنيت، قد تحمله في لمحة من بصر لتبتعد به عن معالم المسار الزمني، ويصبح فقدانه لمفهوم المدة الزمنية وللرغبة في النوم أو الشهية، هي أكثر الأعراض وضوحا لهذه العلاقة الجديدة التي باتت تربطه بالزمان والمكان.
- التخفي يشجع على الضجر: من مميزات التواصل عبر الإنترنيت أنه بسيط في تنفيذه ويتيح التحرر من القواعد المعتادة في أي تبادل وتواصل مع الغير، فإخفاء أسماء مستخدمي الإنترنيت واللجوء إلى الأسماء المستعارة وغياب اللوم أو العقاب عند زلة اللسان، تلك هي خصائص هذا النمط الجديد من التواصل، ومما لا جدال فيه أن إخفاء الهوية وسهولة الاتصال عبر الإنترنيت، تشكلان خطرا على الطفل من حيث إمكانية اتصال شخص راشد به في عالم افتراضي أولا، ثم ربما لإيذائه على أرض الواقع الملموس ثانيا.
- سلوك المدمن:عدد الأشخاص الذين يعانون من أنواع التصرف الإدماني يبدو في تزايد مستمر، وينبغي الأخذ بعين الاعتبار الظروف المفضية إلى اختلال التوازن العقلي والبدني للاعبين ووقوعهم في الإدمان على الإنترنيت، وكذا الظروف التي تهدد وضعهم الاجتماعي. ومن المعايير المتعلقة بالإدمان على الإنترنيت نذكر «الزيادة التدريجية في المدة الزمنية المخصصة للإنترنيت قصد الحصول على المبتغى»، ثم «ضعف الإرادة وفشل الجهود للتحكم في مدة الاتصال»، بالإضافة إلى «إهمال الوقت المخصص للنوم وضعف الشهية»، ثم «تخصيص نسبة كبيرة من أنشطة الطفل أو المراهق لكل ما يتعلق بالإنترنيت، وذلك على حساب غيرها من أصناف الترفيه، بل وعلى الأنشطة الأساسية تحديدا».
دور المربين
للآباء مسؤولية مزدوجة تجاه أبنائهم، مسؤولية حق وواجب ممارسة سلطتهم الأبوية، واضطلاعهم بمهمة تربوية خاصة تتلخص في نقل المعارف والقيم، وإعمال آليات بيداغوجية من شأنها تهيئ مواطن الغد وآباء وأمهات المستقبل والذين هم أطفال اليوم.
وترى الدراسة أن المسؤولية التربوية تجاه الأطفال، والتي كانت مهمة مشتركة بين الأهل والمدرسة، أصبحت اليوم تشمل عددا متزايدا من الهيآت الاجتماعية والثقافية. أما من الناحية التقنية الفنية، الشبان أقدر على استخدام الإنترنيت من الراشدين، وغالبا ما يشعر الآباء والمربون بأن الركب قد فاتهم في هذا الباب، لذلك لا يجشمون أنفسهم عناء الإطلاع على ما يقوم به أبنائهم في شبكة الويب، فعلاوة على الفجوة الرقمية بين الجيلين، يجهل الآباء كذلك الممارسات اليومية لأبنائهم، وبالخصوص ما يتعلق منها بالجانب التفاعلي فيها، كاستخدام مجموعات الدردشة ومنتديات النقاش والرسائل الفورية..
وتشير الدراسة إلى أنه كما يمكن أن يؤثر غياب الوالدين عن الطفل، وهو يكتشف بمفرده عالم الإنترنيت، على فهمه للواقع وتمييزه عن العالم الافتراضي، فإنه من الأهمية بمكان أن يعلم الأطفال كيف يفرقون بين الواقع والوهم، والحقيقة والخيال، حتى وإن كان من المهم أيضا أن يحافظ على قدرته على التخيل. وتتحدث الدراسة عن وجوب استئناس الآباء بشبكة الإنترنيت من خلال حصص تعليمية، مع الاقتناع أنه إن لم يكونوا قادرين على استخدام الأنترنيت بنفس المستوى من الفاعلية التي يستخدمه بها أطفالهم، فهم مع ذلك مؤهلون لإسداء النصح الصائب لهم.
المخاطر القائمة والحلول المقترحة
المراوغة والخداع والإغراء على الخط
التعريف: قد يتوصل المراهقون عن طريق الشبكة العنكبوتية بعروض ذات طابع جنسي، وتشكل الفئة العمرية من 15 إلى 18 سنة، شريحة في غاية الهشاشة لكون المراهقين في هذا السن يتأثرون بنظرة الآخرين إليهم، وهم منخرطون في علاقة إغراء ويواعدون غيرهم بسهولة في اماكن خارجية دون علم ذويهم بذلك. وعمد ذئاب الجنس في الأنترنيت على تطوير الطرق التي يسلكون منعرجاتها للحصول على مبتغاهم من الضحية، حيث يعمدون أولا على مد جسور الثقة بينهم وبين الشبان، ويبحثون في نفس الوقت عن الإثارة والتشويق، عن طريق استخدام صور أو معلومات ذات طابع جنسي. وفي أوضاع مختلفة يطلب من المراهق تشغيل كاميرا الحاسوب أو يطلب منه إرسال صور له في وضع فاضح، وهناك فئتان من الشبان في غاية الهشاشة أمام الطلبات التي يقدمها ذئاب الجنس على الأنترنيت، إما شبان تعرضوا فيما سبق لاعتداء جنسي، أو شبان في صراع وخلاف مع الوالدين.
ما العمل: «فتح باب الحوار مع الطفل حول سلامته الشخصية وحول الاستغلال الجنسي» ينبغي أن نشرح للطفل أن هذه الأشرطة أو الصور يمكن أن تظل موجودة وشاهدة عليه إلى الأبد، ويمكن أن تكون ذات أثر شخصي فوري أو مهني فيما بعد، كما يتعين أن نعلم الطفل كيفية الرفع من قيمة خصوصيته والحفاظ عليها.
الألعاب العنيفة على الخط
التعريف: الألعاب على الشبكة غير متناهية، ذلك أن المشاركين في اللعبة يظل بعضهم مع بعض بشكل مستمر وبطريقة ما، حتى وإن سجلوا الخروج فحواسيبهم تواصل اللعب والإنتاج، مما يفتح الباب أمام تعرضهم للهجوم والأذى وهم غائبون عن حواسيبهم.
ويمكن للنشء أن يقعوا في دوامة الإدمان على الأنترنيت من خلال الألعاب بواسطة وحدة التحكم، فاللاعب لا يتحكم في الزمان لأن اللعبة الشبكاتية لا نهاية لها، ولا يتحكم فيها بواسطة أزرار «تشغيل أو توقيف» بل يصبح اللعب ممتدا إلى ما لا نهاية له بسبب وجود لاعبين على الخط، ويصبح اللاعبون أشد عدوانا وانفعالا بعد تعرضهم لعنف اللعبة، فيفقدون الإحساس بالعنف، ويصبح سلوكهم البدني واللفظي عدوانيا.
ومن بعض مظاهر عنف هذه الألعاب نجد «تدمير كائنات بشرية افتراضية» و»محاكاة الهجومات الانتحارية»و»التقدم في اللعبة وارتفاع درجة التشويق بالموازاة مع رفع درجة العنف وسرعة الرمي وزيادة عدد «الضحايا».
وحين يقع المراهق ضحية هذه الأنواع من الألعاب، تسجل العديد من العواقب منها، «تغيير سلوك اللاعب»، و»عدم التمييز بين اللعب والواقع وحدوث تأثير متبادل»، و»التطبيع مع السلوك الخطير إذ يصبح مقبولا من الوجهة الاجتماعية».
ما العمل: «ضمان تنفيذ نظم للتحقق من السن»، و»ضمان الترويح البدني للمراهقين»، و»تلقين أحكام القيمة والتأكيد عليها»، و»تكثيف التأطير للأشخاص المعرضين للخطر، ولمن لديهم بالفعل سلوك إدماني واضطرابات نفسية».
الإدمان على الأنترنيت
التعريف: الإدمان على منتج هو أسلوب غير مناسب لاستخدامه، ويفضي إلى الاعتماد عليه جسديا ونفسيا، ويتجلى الإدمان من خلال عدم القدرة على تدبير الاستهلاك الشخصي للمنتج، حيث يستهلك المدمن ذلك المنتج لمدة أطول أو بكمية أكبر مما اعتاد عليه، ويستمر في الاستهلاك أحيانا على الرغم من وعيه بالمشاكل الناجمة عن ذلك. والإدمان على استخدام الإنترنيت أو الإدمان على الألعاب عبر الإنترنيت، كلها أمور تظهر إلى أي مدى يغدو إهمال مرجعيات الوقت الذي يمر وينقضي شعورا مسيطرا على المراهقين، ويمكن أن يفقد هؤلاء مفهوم الامتداد الزمني أو الرغبة في النوم أو الشهية، ويمضي الصغار من بين مستخدمي الإنترنيت على هذه الشبكة وقتا أطول من المعتاد لاسيما عند غياب ذويهم.
ومن العواقب المسجلة في هذا النوع من الإدمان، «جفاف العين وأوجاع الرأس نتيجة خلل في وظيفة العين»، «عدم الإحساس بالزمان»، «فقدان مفهوم الوقت والرغبة في النوم أو الشهية»، «فقدان الشعور بالامتداد الزمني أو بالحاجة إلى النوم».
ما العمل: «نشرح للمراهق ما يمكن أن يحدثه الإدمان في الجسم والعقل»، «تشجيع أنماط أخرى من الترفيه البدني، بدل التركيز على كل ما يتعلق بالإنترنيت».
انتحال الهوية
التعريف: سرقة الهوية هو استيلاء مؤقت أو دائم على هوية شخص موجود من خلال امتلاك وسائل التعريف الخاصة به، وهو ما يشكل جريمة، ويقصد بها الاستيلاء على هوية أحد الأشخاص لاستخدام حقوقه، ويمكن للغاصب أن يقرصن حسابات مصرفية أو يقترض الأموال، أو يقترف مخالفات لقانون السير أو يستفيد من الخدمات الاجتماعية، وقد يوقع على عقود عمل.
ومنذ طهور التكنولوجيات الجديدة، أصبح من السهل الحصول على معلومات تتعلق بأشخاص آخرين، وفي كثير من الأحيان يلجأ الطفل الخجول أو الذي لا يحظى بشعبية في المدرسة إلى ابتكار هوية جديدة له في المجموعات الافتراضية.
ما العمل: تعليم الطفل أهمية أن يحترم خصوصية أصدقائه ذكورا وإناثا وأن يكون أهلا لتلك الثقة، وإقناع الطفل بضرورة حماية وتأمين المعلومات في تفصيل معلوماتهم الشخصية على حسابهم في الشبكات الاجتماعية.
النصب والاحتيال
التعريف: الاحتيال هو فعل يقصد منه تضليل شخص طبيعي أو اعتباري، وذلك باستخدام اسم مزور أو صفة مزورة أو عن طريق إساءة استخدام صفة حقيقية أو بواسطة استخدام طرق تدليسية. وينتشر الاحتيال بانتظام وبجميع أصنافه على شبكة الإنترنيت، وينبني على المخادعة، وتعتبر بعض هذه الأصناف غير مقبولة بتاتا، كتلك التي تتعلق بطلب كمية من الدم أو أعضاء بشرية على نحو عاجل. ومن المظاهر المعتادة المرتبطة بعملية الاحتيال، الإعلان عن الفوز بمبالغ كبيرة من المال، الاحتيال بالحصول على ميراث من شخص ما، الاحتيال على الفتيات اللواتي يرغبن في السفر إلى الخارج أو الزواج من الأجانب.
ما العمل: لا تثق أبدا في الرسائل التي تبشرك بربح ما، لا ترسل المال أبدا لشخص غريب باستخدام خدمة تحويل الأموال.
التحرش والمضايقة
التعريف: التحرش هو كل سلوك تعسفي ويتجلى بخاصة في أنماط من السلوك والقول والفعل والإيماءات والمكاتيب التي يمكن أن تسيء إلى كرامة الشخص أو سلامته البدنية أو النفسية. ويرتبط التحرش بسلوك المحتالين عبر الإنترنيت، وقد يفضي هذا التفاعل إلى ممارسة التهديد أو العنف الفعلي على أرض الواقع، ويمكن للأطفال الذين يمارسون التحرش عبر الإنترنيت أن يتمادوا في فعلهم خارج جدران المدرسة، وعلى نحو متستر أو بين. ويدفع التخويف والترويع الطفل إلى الشعور بعدم الأمان، كما أن الاستخدام المتكرر للاتصالات الإلكترونية لجعل الطفل يشعر بأن التهديد يستهدفه أو يستهدف أحد أفراد أسرته.
ما العمل: بناء الثقة بالنفس لدى الطفل.
الحوار المفتوح وغير المنظم
التعريف: يتأكد من عملية الاستكشاف على الأنترنيت، ومن خلال المجموعات على الخط المباشر والمنتديات وغرف الدردشة، أن التكنولوجيا المعلوماتية تتيح من الخبرات والتجارب الجديدة والمباشرة ما يبدو وكأنه عملية لإعادة تشكيل عادات الأفراد وتصرفاتهم.
وللمراهقين ولَعُُ شديد يستجيب أولا لمنطق كشف المكنون من حميميتهم وعرضها في الفضاء العام، فالمُدمنون المراهقون يمكن أن ينالوا لحظات قليلة من شهرة عابرة، لأن أقرانهم يكونون قد زاروا مدوناتهم وسجلوا فيها ما طاب من التعليقات، إلا أن هذا اللإمتلاك قد يسبب ضعفا في التقنينات والإحساس الذي يرد ذكره في كثير من الأحيان بأن الفرد يوجد في عالم افتراضي، ذلك أن المراهقين قد يغترون في الواقع، بتوفرهم على عدد كبير من المخاطبين وبتواصلهم مع الغرباء.ومن العواقب المسجلة «إلغاء الأساليب المعتادة أو اختزالها في المقدمات المعتادة للتواصل مع الغرباء»، وكذا «الإدمان وإدارة غير مقننة للتواصل والحوار».
ما العمل: توجيه المراهق لاستخدام المنتديات التي يشرف عليها شخص مؤطر.
استخدام الأسماء المستعارة:
التعريف: الاسم المستعار هو اسم وهمي يستخدمه الشخص الذي يحمله بغرض ممارسة أحد الأنشطة بهوية غير هويته الحقيقية، ويستخدم هواة الدردشة الأسماء المستعارة في غرف الدردشة وليس في عالم المنتديات فقط، وتمكنهم من التفرد والتميز من خلال إبداع شخوص معينة. وغالبا ما يتعلق الأمر بشبح لونه أسود، أو بتجسيد مبهم ومجهول يوشي بأن المستخدم لا يرغب في «التعريف بنفسه أو وصفها». ومن عواقب هذا السلوك، إسقاط مختزل للذات أو مجرد تحول وهمي لها أو تحسينها أو تغييرها وتتفاقم خصائصها».
ما العمل: «التوعية بشأن النهوض بالمجال التشريعي المتعلق بالأخلاق».
خرق قانون الملكية الفكرية:
التعريف: التحميل يعني التوصل بملف يكون المعني بالأمر طلب الحصول عليه، وهو عبارة عن برمجيات او بيانات أو صور أو صوت..، ويخفي التحميل مكان وجود الملفات وكذا القنوات المستخدمة عند التحميل، ويمكن أن يكون التحميل مشروعا أو غير مشروع، وذلك بالنظر إلى محتوى التحميل والبلد الذي يصدر أو يستقبل المعلومات.
ومن العواقب على «المراهق الضحية»، كون الطفل أو المراهق يصبح في وضعية يخرق فيها قانون حماية حقوق المؤلف من حيث قد لا يعلم»، كما «يرتكب جريمة التزوير أو حيازة المسروق وإخفائه».
ما العمل: التوعية بحقوق الملكية الفكرية والتنبيه إلى النتائج الوخيمة لمثل هذه الأفعال.
التوصيات
على المستوى الفردي:
 الاهتمام الذي يتعين على الآباء والأمهات وأولياء أمر الطفل أن يولوه للألعاب التي يمارسها، وتشجيعه على الانخراط في أنشطة أخرى خارج الإنترنيت بما في ذلك الأنشطة الرياضية.
 تأطير الحوار بمزيد من المنهجية من لدن من لهم خبرة وتجربة في التعامل مع النشء.
 عدم قيام الإنترنيت مقام الحوار والتشاور مع أحد أفراد الأسرة أو الصديق أو أحد المهنيين.
على الصعيد المؤسسي:
 تثبيت برمجيا المصفاة أو حجب المضامين غير المشروعة مباشرة من لدن مزودي خدمة الإنترنيت.
 حمل أصحاب «مقاهي الأنترنيت» على إتاحة حواسيب مزودة بمصافي.
 تنصيص الدساتير على المنع والتعريف والملاحقة والزجر لمرتبي أي أفعال تتعلق بالانتحار في الأطفال أو دعارة الأطفال أو الاستغلال الجنسي للأطفال أو استغلالهم في المواد الإباحية.
 إشراك مشغلي الاتصالات السلكية واللاسلكية بفاعلية وكفاءة في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية من خلال موارد تقنية ومالية لضمان الاستخدام الآمن لمنتجاتهم.
 مكافحة المضامين غير المشروعة من خلال إقامة خطوط ساخنة تتيح للجمهور إمكانية التبليغ عن تلك المضامين ثم إحالة هذه المعلومات إلى هيئة قادرة على القيام بالمتعين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.