اعتادت النساء على الاهتمام بمظهرهن وجمالية ملابسهن، دون التدقيق في كثير من الاحيان في الاثار الجانبية الصحية التي يمكن أن يخلفها ارتداء زي ما، ولعل "نقاش" حمالة الصدر وعلاقته بالسرطان من بين المواضيع التي اثيرت ولازالت مؤخرا .. فهل سرطان الثدي له علاقة بالحمالة الصدرية للنساء ؟ في يناير كانون الثاني عام 1996 اكتشف سينجر وجريسمايجير ان الحمالة الصدرية النسائية من اللباس المسبب لضعف التدفق اللمفاوي ، وقالا أن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي ارتفعت بشكل كبير مع ارتداء حمالة الصدر لمدة تزيد عن 12 ساعة يوميا. وحسب الدراسة الامريكية التي اجريت على عينة من السيدات في خمس مدن، بلغ عددهن 2056 سيدة مصابة بسرطان الثدي، و2674 سيدة غير مصابة به، أكدت إجابات النساء المصابات بسرطان الثدي، ان إصابتهن بالمرض له علاقة بارتدائهن لحمالة الصدر لفترات طويلة . • النساء اللواتي يرتدين حمالة الصدر لمدة 24 ساعة في اليوم تزيد فرصه اصابتهم بسرطان الثدي من 3 من 4 فرصة . • المرأة التي ترتدي حمالات الصدر أكثر من 12 ساعة باليوم ولكن ليس اثناء النوم فان 1 من 7 من النساء تصاب بسرطان الثدي . • المرأة التي ترتدي حمالات الصدر أقل من 12 ساعة في اليوم فإن 1 من 152 من النساء تصاب بسرطان الثدي . • المرأة التي نادرا أو لاترتدي حمالة الصدر أبدا فإن 1 من 168 من النساء تصاب بسرطان الثدي. الدراسة الامريكية حذرت من لبس حمالات الصدر الضيقة وذات الشماعة ونصحت النساء بعدم ارتداء مثل هذه الحمالات لأكثر من 6 ساعات يوميا خشية إصابتهن بسرطان الثدي. ويعتقد حسب الدراسة أن الضغط المسلط على نسيج الثدي يؤثر في نشاط الغدد الافرازي وفي عملية استقلاب (التمثيل الغذائي) الشحم. فيما توصل البروفيسور فولكر بارت، من معهد تشخيص سرطان الثدي في اسلنغن في ألمانيا، إلى أن حمالات الصدر الضيقة التي ترتديها النساء لا تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي كما تعتقد بعض الدراسات الاميركية. وقال بارت إن هذه الحقيقة تسري على أثداء النساء بغض النظر عن حجم الثدي أو مقاس حمالة الصدر التي ترتديها النساء. وأجرى بارت دراسة مطولة شملت 200 امرأة عنونها «تأثير الضغط الخارجي في نشوء سرطان الثدي عند النساء» ونشرها في مجلة «طب العالم» الإلكترونية. وعمد الطبيب على فحص علاقة العديد من المؤثرات الخارجية على الثدي، مثل الضغط والصدمة والفرك، على أثداء النساء ولم يتوصل إلى علاقة بين الشدة الخارجية والسرطان. وتميل بعض النساء إلى استخدام الحمالات الضيقة للتقليل من حجم الثدي، كما تستخدمه النساء الرياضيات في الألعاب كي لا يعيقهن حجم الثدي في الحركة والسرعة. وهذا رغم أن الشائعات حول علاقة حمالات الصدر بالسرطان تعود إلى 35 سنة خلت من دون وجود أدلة حقيقية على هذه العلاقة. تم ابتداع حمالة الصدر في فرنسا قبل حوالي 100 عام لدعم الثدي من الأسفل وليس للضغط عليه. وتخلت نساء السبعينات «المتحررات» عن الحمالات برغبة تحرير صدورهن من الضغط، وابتدعت الموضة في السنوات الأخيرة الحمالات المحتوية على «شماعة» من الأسفل لإسناد الثدي، ودارت الشكوك من جديد حول دور «الشماعة» في نشوء سرطان الثدي. هنا كشفت دراسة علمية حديثة، نشرت مؤخراً بموقع "هيلث داى نيوز"، أن حمالات الصدر لا تعزز خطر الإصابة بسرطان الثدى، كما كان يُعتقد سابقاً. قالت لو تشن، الباحثة فى قسم علوم الصحة العامة فى فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، وفى قسم علم الأوبئة فى جامعة واشنطن بمدرسة الصحة العامة، إن هناك بعض المخاوف من ارتداء حمالة الصدر، وأن أحد أسباب تلك الشائعات، هو ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدى داخل البلدان المتقدمة مقارنة بالبلدان النامية، وأن الأمر مرتبط بأنماط ارتداء حمالة الصدر. قام فريق "تشن" بتقييم أكثر من 1000 من النساء اللواتى تم تشخيصهن أنهن مصابات بسرطان الثدى بين عامى 2000 و 2004، مقارنةً بالنساء غير المصابات بسرطان الثدى، وقام الباحثون بتجميع معلومات حول حجم حمالة الصدر، وأيضاً قدر الوقت الذى يتم فيه ارتداء حمالة الصدر ومنذ متى تم ارتداؤها. ووجدت "تشن" أنه لا توجد أى علاقة بين ارتداء حمالة صدر وبين ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدى. واضاف الدكتور ديميتريوس تريكوبولوس، أستاذ الوقاية من السرطان فى كلية هارفارد للصحة العامة فى بوسطن، ان المرأة لديها ما يكفى للقلق دون الحاجة إلى القلق بشأن ارتداء حمالة الصدر . يذكر أن الدراسة بدأت حينما أراد الباحثون الأمريكيون حسم الخلاف الدائر في الأوساط الطبية حول أضرار ارتداء حمالات الصدر، وهو الخلاف الذي استمر لعقود طويلة ما بين مدافع ومعارض، حيث انتهت الدراسة إلى أن حجم حمالة الصدر أو عدد ساعات ارتدائها أو نوعها لا يؤثر إطلاقا في معدلات الإصابة بسرطان الثدي.