أصر حجاج مغاربة على أداء مناسك الحج هذه السنة رغم النصيحة التي وجهتها لهم وزارة الصحة على لسان وزيرها الحسين الوردي، الذي طلب من المواطنين الذين قرروا الحج هذه السنة تأجيل هذه الفريضة للسنة المقبلة تجنبا للاصابة بعدوى فيروس كورونا. فيروس قاتل وخوفا من إمكانية انتقال الفيروس عبر الحجاج المغاربة إلى المغرب عند عودتهم بعد أداء المناسك، وجه الوردي كلامه للحجاج قائلا:"ننصح فقط السيدات والسادة الحجاج الذين سيتوجهون إلى الديار المقدسة بعدم الذهاب"، لافتا أن هذا القرار لم تتخذه الوزارة إلا بعد استشارات طويلة مع العديد من الجهات، خاصة المنظمة العالمية للصحة ووزراء الصحة العرب، وأضاف إلى أن المملكة العربية السعودية أصدرت بيانا تنصح فيه جميع المسلمين بالعدول عن أداء مناسك العمرة والحج خلال الموسم الحالي. وأشار الوردي في معرض جوابه عن سؤال وجه له من الفريق الدستوري بمجلس النواب هذا الاسبوع خلال جلسة الاسئلة الشفوي، إلى خطورة فيروس كورونا، مبرزا أنه يقتل 1 من أصل كل ثلاثة مصابين، ومؤكدا عدم وجود أي دواء أو لقاح أو مضادات حيوية لعلاجه، موجها نصيحته للراغبين في الذهاب هذه السنة، إلى التزود بأقنعة واقية توزعها وزارة الصحة بالمستشفيات مجانا، ومطويات تمكن من فهم هذا المرض بشكل أكبر بالخصوص الجانب الوقائي منه، فضلا عن رقم أخضر (0801004747) وضعته الوزارة لهذا الغرض. حج رغم الفيروس وأكد العديد من الحجاج المغاربة الذين يعتزمون آداء المناسك هذه السنة رغبتهم الاكيدة في الذهاب رغم ما يحدثه فيروس كورونا من جدل، ومنهم السيد أحمد (62 سنة) الذي قال للعربي الجديد: "كاينة غير موت وحدة ..غادي نمشي هي غادي نمشي" ما يفيد أنه سيذهب ولا توجد سوى وفاة واحدة تنتظر البشر، أما عبد الله (57 سنة) فقال للعربي الجديد: "لا أدري هل يمتد بي العمر للسنة المقبلة كي أؤدي الفريضة علما أني مريض جدا" . فاطمة (66 سنة) عبرت عن فرحتها لأنه تم قبولها في قرعة هذه السنة قالت للعربي الجديد: "ناداني رسول الله لا أقوى على عدم تلبية النداء وليكن ما يكون". أما سي محمد (48 سنة) الذي أظهر نوعا من الريبة بخصوص التحذير الحكومي فقال: "لا يمكن أن أصدق فكل سنة يتحدثون عن فيروس جديد ولا يقتل سوى العمر". وأضاف "كورونا أو غيرها ساذهب والله خير الحافظين". نظام القرعة ويتشبت الحجاج المغاربة بأداء المناسك لأسباب ترجع بالدرجة الأولى إلى نظام القرعة الذي يعتمده المغرب للترخيص بالذهاب إلى الحج حيث يتميز التسجيل في صفوف الحجاج بالمغرب بفتح شباك لجميع الراغبين في أداء فريضتهم ليتم بعد ذلك اختيارهم عن طريق إجراء القرعة، ولا يسمح لأحد الذهاب للحج دون المرور بشباك القرعة، الأمر الذي يحرم العديد من المغاربة من الفوز بمكان بين المقترعين لسنوات عديدة. كورونا خطير ورغم تأكيد منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء 17 يوينو الجاري أنه أنه ليس هناك دليل على انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان إلا أن الوضع مازال خطيرا على الصحة العامة، إلا أنها شددت على أن الوضع لا يزال مصدر قلق خاصة مع ارتفاع المسافرين للمملكة العربية السعودية لأداء العمرة خلال شهر رمضان وموسم الحج، كما طالبت بتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ التدابير الأساسية للوقاية من العدوى إضافة إلى تعزيز القدرات في البلدان الضعيفة وبخاصة في إفريقيا مطالبة بزيادة الوعي بين الحجاج الذين يخططون للذهاب إلى العمرة والحج، واتباع الوقاية اللازمة للذين يعانون من أمراض مزمنة. هذا ورفع المغرب حالة التأهب لمواجهة الفيروس خاصة بعد ظهور أول حالة بالجزائر البلد القريب جدا من المغرب، وقامت وزارة الصحة وبتنسيق مع وزارة الداخلية، بتشديد المراقبة على النقاط الحدودية، وخاصة المطارات التي تعرف رحلات جوية لأداء مناسك الحج والعمرة، واستقبالات من دول السعودية وبعض دول الخليج العربي.