بعد الجدل الذي خلفته دعوات حكومات العديد من الدول العربية، لمواطنيها بالعدول عن الحج هذه السنة بسبب مرض كرونا، التحق علماء الدين بالحكومات، حيث اكدوا ان فريضة الحج لا تكون واجبة في حالة الخطر، بل يجب تفاديها. وفي هذا الصدد، قال مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة ل "اليوم24" ان القاعدة العامة في الإسلام في الحج وغيره هي الابتعاد عن بلد به خطر الموت، مضيفا انه "إذا شاع في بلد وباء معد لابد للإنسان أن لا يدخله، كما قال رسول صلى الله عليه وسلم "لا يرد مصح على ممرض". وأضاف بنحمزة انه في العصر الحديث كانت تعم بعض الأمراض في المغرب تصيب العائدين من الحج فاتفق الفقهاء على الحجر الصحي لمدة أربعين يوما في حدود البلاد وفي الموانئ وكانت تسمى هذه العملية ب"الكرنطيلة" نسبة إلى الرقم أربعين باللغة الفرنسية، مضيفا "يحكى أن عمر بن الخطاب توجه إلى الشام فرجع بسبب الطاعون وقيل له أتهرب من قضاء الله فأجاب اهرب من قضاء الله لا قدره". من جهته، دعا الشيخ محمد الفيزازي إلى الثقة في مؤسسات الدولة، والرضوخ إلى طلب وزير الصحة بتأجيل الحج للموسم الحالي للسنة المقبلة تفاديا لخطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. وصرح الفيزازي ل"اليوم 24" انه إذا رأت وزارة الصحة بأدلتها العلمية والقطعية أن حج هذه السنة يشكل خطرا كبيرا على صحة الحجاج و قد يعرضهم للتهلكة، فيمكن تأجيل الحج من باب الاضطرار والضرورة للسنة المقبلة، وليس من باب إسقاط فريضة من فرائض الله، مضيفا "قال الله في كتابه حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، والسبيل هنا يؤول أيضا للطريق والظروف الصحية والسياسية والاجتماعية في بيت الله الحرام، فقد يكون للناس مال وصحة لكن الطريق قد يكون غير امن بسبب حروب أو فيروس"، وفي هذه الحالة 0، يؤكد، تسقط الفريضة. وزاد "يجوز تأجيل الحج والعمرة هذا العام، إذا كان فيروس كورونا في المنطقة المحيطة بالحرمين الشريفين، وإذا كانت طرق العدوى منتشرة بطريقة كبيرة". واستدل الفيزازي بمثال في التاريخ، حيث قال "كانت حالة في عهد عمر بن الخطاب في بلد ما كان فيه الطاعون ينتشر بسرعة بين الناس فمنعهم من الدخول والخروج من البلد و حتى لأداء الصلاة في المسجد حتى لا ينتشر ويسبب موتا جماعيا". وكان وزير الصحة الحسين الوردي، نصح، أمس الثلاثاء، المواطنين الذين من المقرر أن يتوجهوا إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج لموسم العام الجاري بالعدول عن هذا القرار، مضيفا أن قرار العدول عن الحج لم تتخذه الوزارة إلا بعد استشارات طويلة مع العديد من الجهات، على الخصوص المنظمة العالمية للصحة ووزراء الصحة العرب، وحذر من إمكانية انتقال فيروس كورونا عن طريق الحجاج والمعتمرين الذين سيعودون إلى أرض الوطن بعد أداء مناسكهم. وانتشر فيروس كورونا مؤخراً في المملكة العربية السعودية مثيرا قلق العديد من المسلمين في العالم العربي خاصة، و اختلفت أراء علماء الدين في بعض الدول حول حكم الذهاب لأداء موسم الحج في ظل انتشار الفيروس في السعودية، ورفض البعض خوفا من فوضى الفتاوى التي ظهرت مؤخرا،واصفتا انتشار الفيروس بحرب بيولوجية صهيونية ضد المسلمين لعدم أداء مناسك الحج، وهناك من أكد انه لا يجوز إلغاء الحج بأي سبب كان لأنه ركن خامس من أركان الإسلام، مطالبين بفرض الحجر الصحي.