فاز الفيلم الوثائقي "صدى" من إخراج عبد المجيد الفرجي (إعلامي مغربي مقيم بإيطاليا) والمخرجة الإيطالية، دجيزيلا فاسطا، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في المسابقة الوطنية الإيطالية لمهرجان "لافوري إن كورتو"/ "الأعمال القصيرة" الخاص بالوثائقيات والأفلام، حول موضوع الديمقراطية التشاركية وحقوق الإنسان. أما قيمة الجائزة الكبرى التي خصصت لمخرجي "صدى"، من طرف لجنة دعم الأفلام بجهة بييمونتي، فهي عبارة عن منحة عينية لإنتاج فيلم، تهم كل دورة الإنتاج من استغلال أدوات تقنية، الاستوديوهات وفضاءات العمل الفني الخاصة ب"تشينما بورتو"(تجمع سينمائي حديث لصناعة الأفلام، على شاكلة تشيني تشيطا بروما). المهرجان الذي اختتمت فعالياته الإثنين الماضي بمدينة تورينو، موجه للمخرجين الشباب (أقل من 35 سنة) الإيطاليين والأجانب المقيمين بإيطاليا، وكان "صدى" مشاركا باسم المغرب وإيطاليا. وتنظم التظاهرة الفنية سنويا من طرف جمعية المتحف الوطني للسينما، جمعية ريكاردو براغين، ولجنة دعم الأفلام بجهة بييمونتي (شمال إيطاليا). وقد اختير "صدى"أو صدى الثورات العربية بالغرب، لعرضه في اليوم الختامي من المهرجان، بالقاعة الكبرى لسينما ماسيمو، التابعة للمتحف الوطني للسينما، المعروفة باحتضانها لحفلات افتتاح واختتام المهرجانات السينمائية الدولية والوطنية التي تنظم بتورينو. وكان عبد المجيد الفرجي قد حضر لتسلم الجائزة الكبرى في غياب زميلته دجيزيلا فاسطا، المقيمة بنوزيلاندا الجديدة، وفضل أن يتسلم بداية شقيقه هشام (صحفي بوكالة الأنباء الإيطالية أنساميد) درع المهرجان نيابة عنه، معبرا عن مشاعر الأخوة والتضامن له أمام جمهور غفير، بعدما كان الأخوين الفرجي معا، قد تعرضا قبل سنة ونصف لحادث عنصري مؤسساتي، سيصبح موضوع فيلم وثائقي تسجيلي بعنوان "أنا وأخي"/ "إيو إي ميو فراتيلو". الفيلم الجديد جرى الإعداد لفكرته منذ تاريخ الواقعة، كرد فعل احتجاجي، وبدأ تصويره منذ يناير الماضي، يقوم بإخراجه عبد المجيد، بعد احتضان إنتاجه من طرف "منتدى البيكولو تشينما"، للمخرجان التوأمان جان لوكا وماسيميليانو ديسيريو، الحائزان على جائزة أحسن إخراج بمهرجان مراكش لسنة 2011. وعودة إلى مهرجان "لافوري إن كورتو"، فقد وصل عدد الأفلام المبرمجة فيه إلى اثنان وثلاثين عملا فنيا، ضمنها ستة خارج المسابقة ، فيما جمعت المنافسة الرسمية بين 26 فيلما، ضمنها خمسة عشر فيلما شوهدت لأول مرة على الصعيد الوطني بإيطاليا، وعشرة على الصعيد الجهوي ببييموني ، فيما اثنين سبق عرضهما، ضمنهما "صدى" الذي عرض خارج المسابقات الرسمية بمهرجانات ولقاءات فنية وأكاديمية سابقة بكل من البرتغال وإسبانيا وإيطاليا. وتتلخص فكرة/ (بتش) الوثائقي "صدى"(21 د) دقيقة في قصة ثلاثة مغتربين عرب بإيطاليا، يواجهون بعدهم عن وطنهم المنتفض، فيشاركون بتغيير صورته ورجع صداه من المهجر. يعتبر عبد الهادي كريسان (مخرج سينمائي، من تونس)، إبراهيم اللبان (مترجم، من مصر)، وعبد المجيد الفرجي (إعلامي، من المغرب) الأبطال الرئيسيين، والخيط الرابط للفيلم الوثائقي، كل واحد منهم يرسم معالم قصته في الفيلم الوثائقي ضمن أحداث ومواقف مختلقة، كرجع صدى لما يحدث في بلدانهم من ثورات وحراك. يعرض الفيلم الوثائقي مجموعة من المواقف، التي تهم ردود الأفعال الأولى للمهاجرين مع اشتعال جسد البوعزيز بالنار، والمساهمات التي قدموها من بلدان المهجر لأبناء وطنهم مع انطلاق الحراك في الشارع، وما إذا كانت الأسباب التي دعتهم إلى الهجرة هي نفسها التي كانت وراء تفجير الثورات العربية. كما يعرج مسار الفيلم على وجهات نظر شباب غربيين من إسبانيا، فرنساوإيطاليا. شارك في "صدى" ما يقارب 30 شبابا (ما بين الطاقم التقني، المتعاونين وشخصيات الوثائقي) يمثلون عشر جنسيات وهي: مولدافيا، رومانيا، فرنسا، إسبانيا، تونس، مصر، إيطاليا، المغرب، الولاياتالمتحدةالأمريكية واسكوتلاندا. يعد "صدى" إنتاجا خاصا، ومستقلا للمخرجين سنة 2011، بتعاون رمزي مع جامعة طورينو، رادو 110، سينما "أومبير"، مختبر " كواتسا" للسمعي البصري، تلفزيون ويب "إكسترا كامبوس"، " شعبة الدراسات السينمائية بكلية التكوين بطورينو"، و" بلدية مدينة طورينو".