وتشير معطيات المندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس أن تحقيق هذا الهدف الذي يندرج، ضمن أهداف أخرى، في إطار المخطط الجهوي لتنمية قطاع الصناعة التقليدية يمر عبر تنفيذ ستة محاور و37 مشروعا. وتهم هذه المحاور دعم الإنتاج لدى الصناع-الأفراد وتشجيع التسويق وهيكلة المقاولات الصغرى والمتوسطة وترويج المنتوجات والتكوين، فضلا عن تدابير أفقية وخدمات إجتماعية لفائدة الصناع التقليديين. وهكذا، فإن الشق المتعلق بدعم الإنتاج يهم، من بين إجراءات أخرى، تحسين عرض منتوجات الصناعة التقليدية من خلال تصميم نماذج وتشكيلات ملائمة للطلب والقيام بدراسات تقنية لتحسين جودة الانتاج وتجميع الحرفيين وتعميم استعمال الصناع التقليديين لأدوات تحترم البيئة ووضع برنامج للمصادقة على المنتوجات. ويتضمن محور دعم التسويق القيام بعمليات واسعة على مستوى نقط البيع من أجل جعلها أكثر جاذبية خصوصا في ما يتعلق بإعادة الإعتبار للأماكن والساحات التاريخية والفنادق وفضاءات البيع، فضلا عن إحداث مدارات سياحية مخصصة للصناعة التقليدية وإصدار دلائل سياحية. وحظي الجانب المتعلق بهيكلة نسيج المقاولات الصغرى والمتوسطة بأهمية كبيرة، في هذا المخطط الجهوي، عبر الإعلان عن تدابير المساعدة التقنية ودعم التنافسية ومساعدة الصناع-الأفراد على التجمع في إطار مقاولات صغرى ومتوسطة وعبر إحداث منطقة صناعية تقتصر على الصناعات التقليدية فقط. ويركز المخطط الجهوي لتنمية الصناعة التقليدية بجهة فاس-بولمان أيضا على تسويق صورة جميلة لمنتوجات الصناعة التقليدية بالحاضرة الإدريسية من خلال المشاركة في المعارض والصالونات المهنية الكبرى وتنظيم معارض جهوية وابتكار علامة تجارية للصناعة التقليدية بالجهة ودعم التسويق لدى الصناع-الأفراد بالوسط القروي. ويعد التكوين من أولويات هذا المخطط الذي يعتزم، في هذا الصدد، إطلاق مخطط موجه للتكوين المهني في قطاع الصناعة التقليدية وتأهيل مركز للتكوين المهني بالتدرج ووضع برنامج للتكوين المستمر لفائدة الصناع-الأفراد والمقاولات الصغرى والمتوسطة وتنظيم حملات إخبارية وتحسيسية حول التكوين المستمر للصناع التقليديين. وتندرج تدابير أفقية أخرى في إطار المخطط الجهوي لتنمية الصناعة التقليدية بفاس-بولمان، من بينها مبادرات للتحسيس بالصيغ الجديدة للإستفادة من التمويل ومن التغطية الصحية ومن الحوافز الضريبية. يذكر أن قطاع الصناعة التقليدية بجهة فاس-بولمان، الذي يعد مصدر الدخل الرئيسي لحوالي 33 في المئة من ساكنة مدينة فاس و75 في المئة من ساكنة المدينة العتيقة، يساهم ب 47 في المئة من الصادارات الوطنية في قطاع الصناعة التقليدية.