تدفقت أعداد كبيرة من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي اليوم الخميس 8 غشت الجاري على ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة وميادين في محافظات أخرى لتستقبل تلك الميادين حشودا كبيرة، تعد الأضخم منذ بدء الاعتصامات. واكتظت الميادين بمئات الآلاف من المعتصمين والوافدين الذي جاؤوا بعد دعوة قوى "تحالف دعم الشرعية" إلى مزيد من الحشد السلمي أثناء العيد وبعده رفضا لما وصفته بالانقلاب تحت شعار "مليونية عيد النصر". وقال مراسل الجزيرة بميدان رابعة العدوية أحمد الشلفي إن الميدان يكتظ بأعداد هائلة، وصفها بأنها الكبرى منذ بدء الاعتصامات، حيث بدأ المعتصمون منذ الفجر التكبير وأدوا صلاة العيد، ثم توافدت عليهم بعد الصلاة أعداد كبيرة من سكان القاهرة ومحافظات أخرى. وأضاف الشلفي أن المعتصمين احتفلوا بالعيد بالألعاب النارية وتبادل الكعك، وكان النشيد الوطني يملأ المكان. ويتحدث المعتصمون -حسب قوله- عن صمودهم وحماية أنفسهم بالتجمعات الضخمة بعد تهديدات السلطة المؤقتة بفض الاعتصامات. من جانب اخر نفت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) ما جاء على لسان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي من أن المنظمة لديها أدلة على وجود أسلحة ثقيلة بحوزة أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة. وجاء في بيان لمنظمة العفو نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت أن نبيل فهمي قال في مقابلة على قناة بي بي سي البريطانية إن المنظمة أكدت "وجود أسلحة ثقيلة في ميدان رابعة العدوية" في حين لم يصدر عنها مثل هذا التصريح. وأضاف البيان أن المنظمة أعلنت يوم الجمعة الماضي أن بحوزتها أدلة تؤكد ارتكاب بعض أنصار الرئيس المعزول مرسي عمليات تعذيب لعدد من معارضيهم منذ اندلاع الأزمة السياسية في يونيو/ حزيران، وأن هذه الممارسات وقعت في مناطق قريبة من ساحة اعتصام أنصار مرسي، لكنها لم تتطرق مطلقا إلى الحديث عن وجود أسلحة ثقيلة في ميدان رابعة العدوية. وينتظر أن تزيد أعداد المعتصمين في الميدان تدريجيا بعد انضمام خمس مسيرات أعلن تحالف دعم الشرعية -الذي يضم قوى وأحزابا إسلامية مؤيدة للرئيس المعزول- عن تنظيمها الخميس تحت شعار مليونية "عيد النصر". من جانبه قال مراسل الجزيرة في ميدان النهضة بالجيزة وليد نصار إن الأعداد الهائلة التي تدفقت على الميدان تجاوزت كل التوقعات. ويشهد المكان ازدحاما كبيرا بسبب الحشود الغفيرة التي لم يشهدها الميدان من قبل كما أكد نصار. كما زادت أعداد المعتصمين في ميادين المحافظات الأخرى بعد صلاة العيد بشكل ملحوظ، حيث خرجت أعداد كبيرة من مؤيدي مرسي لأداء صلاة العيد ورفض "الانقلاب" وتبعاته والمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى منصبه. وكانت قوى تحالف دعم الشرعية قد طالبت بتوسيع نطاق التظاهر "ليصل إلى كل شارع وقرية"، معتبرة أن القضية تخص الوطن والشعب بكل طوائفه وأفراده. ودعت الحشود إلى المضي في الاعتصامات، مشيرا إلى أن ميادين الاعتصامات مفتوحة أمام المنظمات والمؤسسات الحقوقية. وجاء ذلك ردا على بيان الرئاسة المصرية الذي تحدث عن فشل الجهود الدولية والإقليمية في حل الأزمة السياسية في البلاد، وتصريحات رئيس الحكومة عن الإصرار على فض الاعتصامات. مظاهرات مستمرة وكانت مسيرة خرجت ظهر أمس الأربعاء ضمن فعاليات الاعتصامات، من رابعة العدوية في شرق القاهرة متوجهة إلى شارع صلاح سالم تأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي. وجابت المسيرة الشوارع المحيطة بميدان رابعة وطالبت بإعادة مرسي، وندد المشاركون بما يسمونه الانقلاب العسكري. كما خرج مئات من المؤيدين لمرسي في أسيوط أمس ضمن ما أطلقوا عليه "مليونية الصمود"، وقد رفعوا شعارات رافضة لما سموه الانقلاب العسكري وطالبوا بإعادة مرسي. وتوقفت المسيرة عند مركز للشرطة في أسيوط وتعالت هتافات المشاركين فيها منددة بما سموه "مجازر الداخلية" بعد محاصرة القسم. وخرجت كذلك أمس مظاهرة في إيتاي البارود بمحافظة البحيرة استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية، وقد هاجمها من يسمون البلطجية مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وتواصلت الاشتباكات بين الجانبين حتى ساعات متأخرة من الليل.