أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم السماح لجماعة الإخوان المسلمين بالعودة لممارسة العمل السياسي إذا خرج المعتصمون بطريقة "آمنة وسالمة" من الميادين، مكررة دعوتها لمعتصمي ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة إلى إنهاء اعتصاماتهم. بينما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى مظاهرات في أنحاء مصر غدا الأحد تحت مسمى "مليونية ليلة القدر"، ودعا أيضا المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى تنظيم ما سماه "ملياريةَ ليلة القدر". وجددت وزارة الداخلية في بيان بثه التلفزيون المصري "تعهدها بتوفير الحماية اللازمة للمعتصمين والدفاع عن حقوقهم وضمان خروجهم الآمن وعودتهم السالمة إلى بيوتهم وأعمالهم".
وقالت الوزارة متوجهة إلى كل معتصم إن "خروجك الآمن السالم سيسمح للجماعة بالعودة إلى دورها ضمن العملية السياسية الديمقراطية النزيهة التي سيشهدها العالم كله وسيراقبها أيضا".
ولكنها حذرت المعتصمين من أن "استمرار وجودهم وبقائهم (في أماكن الاعتصام) يعرضهم للمساءلة القانونية في التورط بالعديد من الأفعال التي يجرمها القانون بعد ثبوت تورط القائمين على التجمعين في أعمال القتل والتعذيب والخطف وإحراز الأسلحة وقطع الطرق والتحريض على العنف والكراهية وازدراء الأديان وهدم مؤسسات الدولة، والمساس بالسيادة والمصالح الوطنية وتعريض حياة السكان للخطر وانتهاك حقوقهم".
اشتباكات ومصابون وهذه هي المرة الثانية أن تدعو وزارة الداخلية المعتصمين إلى فض الاعتصام، ولكن مؤيدي مرسي أكدوا أنهم سيواصلون تحركهم لحين عودته إلى السلطة.
وأصيب مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي في اشتباكات مع الشرطة قرب مدينة الإنتاج الإعلامي جنوبي القاهرة. وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة والسكان خالد الخطيب إن حصيلة إصابات اشتباكات مدينة الإنتاج الإعلامي بلغت 23 مصابا.
وأكد مصدر أمني في تصريح نقله موقع "أخبار مصر" الرسمي التابع للتلفزيون المصري إصابة مجندين نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
واحتشد أنصار الرئيس المعزول أمام المدينة الإعلامية لكسر ما وصفوه بالحصار والتعتيم الإعلامي على فعالياتهم الرافضة لعزل مرسي من منصبه، والرافضة لخارطة الطريق التي أقرها الجيش.
وقال مؤيدو مرسي إن قوات الأمن أطلقت عليهم قنابل الغاز المدمع وطلقات الخرطوش لتفريقهم، بينما ذكر بيان لوزارة الداخلية أن المتظاهرين حاولوا اقتحام المدينة، مما دفعها للتعامل معهم، وأكدت اعتقال 31 ممن وصفتهم بمثيري الشغب.
ودان التحالف الوطني لدعم الشرعية ما وصفه بالاستهداف الوحشي للمتظاهرين السلميين في مدينة الإنتاج الإعلامي، وجاء في البيان الذي تلاه إيهاب شيحة من على منصة رابعة العدوية أن الشرطة استخدمت الخرطوش ضد المتظاهرين السلميين.
ونفى التحالف ما قالته وزارة الداخلية عن محاولة المتظاهرين اقتحام المدينة، وقال إن المظاهرة كانت سلمية. "ميدان سفنكس" ودشنت مجموعة من شباب ينتمون إلى تيارات وأحزاب وقوى مختلفة ما يسمى "حركة الميدان الثالث"، كإطار سياسي وميداني يتجاوز الثنائية التي تسيطر على المشهد المصري بين حكم العسكر وحكم الإخوان.
ويسعى الناشطون إلى تنظيم فعالياتهم في ميدان جديد، هو "ميدان سفنكس" في حي المهندسين، بعدما قسمت مصر بين "ميدان التحرير" الذي يعتصم فيه مؤيدو خارطة الطريق، و"ميدان رابعة العدوية" الذي يعتصم فيه أنصار مرسي.
وتواصلت المظاهرات مساء أمس وفجر اليوم في مناطق مختلفة من مصر. وكانت القاهرة وعدد من المحافظات شهدت خروج العديد من المسيرات في جمعة أطلق عليها "مصر ضد الانقلاب"، وأعلنت منصة رابعة العدوية بدء اعتصامين جديدين في ميداني الألف مسكن ومصطفى محمود.
وخرجت مسيرات بعد صلاة الجمعة من العديد من مساجد القاهرةوالجيزة انطلقت إلى رابعة العدوية في مدينة نصر أو النهضة في الجيزة.
وشهد العديد من المحافظات خروج مظاهرات ومسيرات عدة مؤيدة للرئيس المعزول، وردد المشاركون في المظاهرات التي خرجت في كل من الإسكندرية والسويس ودمياط هتافات تندد بما وصفوه الانقلاب على الشرعية وطالبوا بعودة مرسي إلى منصبه.