مؤيدو مرسي تزايدوا الليلة الماضية في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة (الجزيرة) استبق الجيش المصري مظاهرات دعت لها تيارات إسلامية اليوم الجمعة 5 يوليوز الجاري للتنديد بعزل الرئيس محمد مرسي, بتوجيه رسالة تحذير مما سماها إساءة استخدام حق التظاهر السلمي. وبينما تتزايد أعداد المتظاهرين المؤيدين لمرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة, قال الجيش في بيان إنه لن يتخذ أي إجراءات استثنائية أو تعسفية ضد أي فصيل أو تيار سياسي, مشددا على أن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع. لكن البيان قال أيضا إن "الإفراط في استخدام هذا الحق دون داع وما قد يصاحبه من مظاهر سلبية مثل قطع طرق أو تعطيل مصالح عامة أو تخريب منشآت يمثل تهديدا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن ويؤثر سلبا على الأداء الأمني والاقتصادي لمصر". كما شددت القوات المسلحة على أنها حريصة مع أجهزة الأمن على "تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة البناءة والتسامح وإعلاء صوت العقل والحكمة". جمعة الرفض جاء ذلك في وقت تزايدت فيه أعداد المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية, حيث يعتصم أنصار الرئيس المعزول، للتأكيد على رفض موقف الجيش معتبرين ما حدث "انقلابا عسكريا مكتمل الأركان". وتحت شعار "جمعة الرفض", دعت تيارات إسلامية مختلفة إلى الاحتشاد في مختلف محافظات مصر للتأكيد على رفض عزل مرسي. ودعا ائتلاف للإسلاميين تقوده جماعة الإخوان المسلمين جموع المصريين في أنحاء البلاد للاحتجاج بعد صلاة الجمعة لرفض "الانقلاب", في حين قالت وكالة رويترز إنه اختبار مبكر لاستمرار الدعم لمرسي وكيفية تعامل الجيش مع ذلك. وتأتي الاحتجاجات في منطقة رابعة العدوية وسط غياب إعلامي لمعظم وسائل الإعلام المصرية المحلية, مع إجراءات أمنية سببت صعوبات في الاتصال والتغطية الصحفية. اشتباكات في هذه الأثناء, قالت وزارة الصحة المصرية إن أكثر من مائة مصاب سقطوا في اشتباكات بمحافظات مختلفة بين أنصار ومعارضي الرئيس المعزول, بينهم نحو 80 شخصا في مسقط رأس مرسي بمدينة الزقازيق شمال شرق القاهرة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الاشتباكات شهدت استخدام الحجارة وطلقات الخرطوش والسكاكين, مشيرة إلى أن قوات الأمن أطلقت الغاز المدمع واعتقلت 11 شخصا. من جهة أخرى، قالت جماعة الإخوان المسلمين -في موقعها على الإنترنت- إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات حينما أطلقت قوات الجيش والشرطة الرصاص الحي على عشرات الآلاف من مؤيدي مرسي بمحافظة مطروح. وأضافت الجماعة في موقعها الإلكتروني أن عشرات آلاف المتظاهرين رددوا هتافات منها "يسقط يسقط حكم العسكر". ولم تؤكد المصادر الرسمية أو الطبية هذه المعلومات. يشار إلى أن 16 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب المئات في اشتباكات جرت في الشوارع في أنحاء مصر منذ عزل مرسي. وكانت القوات المسلّحة المصرية أعلنت مساء الأربعاء تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد، وقالت إنها قرارات أتت استجابة لمطالب الشعب. لكن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي دعا إلى عدم الاستجابة إلى ما وصفه بالانقلاب العسكري والحفاظ على سلمية الأداء وتجنّب التورّط في دماء أبناء الوطن. وأدى رئيس المحكمة المستشار عدلي منصور صباح الخميس اليمين الدستورية رئيساً مؤقتاً لمصر، في حين يواصل الآلاف من المصريين احتفالاتهم برحيل مرسي. وقال منصور في تصريح إن "جماعة الإخوان المسلمين جزء من هذا الشعب ومدعوون لأن يندمجوا للمشاركة في بناء الوطن ولا إقصاء لأحد وإذا لبوا النداء فأهلا بهم". غير أن عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان عبد الرحمن البر قال إن الجماعة ترفض المشاركة في أي عمل مع من سماها السلطة المغتصبة. كما استبعد القيادي البارز بالإخوان محمد البلتاجي حمل السلاح في وجه ما وصفه بالانقلاب العسكري, رغم أنه حذر من أن جماعات أخرى غير الإخوان قد تجنح للمقاومة العنيفة بفعل الأحداث.