قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء 12 مارس الجاري في المدينةالمنورة بمناسبة افتتاح احتفالية المدينةالمنورة، عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013 "إن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للسنة الحالية، هو امتدادٌ للرسالة التنويرية الحضارية الكبرى التي قامت بها مدينة الرسول الكريم، عليه أزكى الصلاة والسلام، في عهده صلى الله عليه وسلم وفي العهود التي تلت ذلك، حيث كانت المدينةالمنورة عاصمة ً للدولة الإسلامية الأولى، ومركزًا للإشعاع الإسلامي الذي امتد إلى الآفاق البعيدة التي وصل إليها الفتحُ العربيُّ الإسلاميّ،." وأشار إلى أنه في رحاب المسجد النبوي انتظمت حلقات العلم وبرز كبار الفقهاء والأئمة الذين رووا الحديث وأغنوا الفقه والثقافة الإسلاميين بغزير علمهم وعميق اجتهادهم. وأوضح أن الاهتمام بالمدينةالمنورة وبالمسجد النبوي استمر عبر العصور، إعمارًا وتوسعة ً، حتى قامت المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسّس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، يرحمه الله، فاهتمت بعمارة المسجد النبوي وتوسعته، وبالمدينة تحديثًا، وتطويرا ونشرت الأمن والنماء في ربوع هذه البقاع الطاهرة . واستطرد قائلا :"وستكون توسعة المسجد النبوي التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اكبر توسعة في التاريخ الاسلامي وهذا من حرصه حفظه الله على رعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. " وأكد المدير العام أن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية يندرج في إطار تعزيز الوحدة الثقافية الإسلامية، وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات، وأوضح أن من أهداف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، تجديدُ عطاء الحضارة الإسلامية، والتعريفُ بتراثها الفكري والعلمي والثقافي، وإنعاشُ الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية لتقوية الهمم وحفز العزائم والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي، من خلال السعي الحثيث إلى تطوير الثقافة وتشجيع الإبداع الأدبي والفني، والتفوق في حقول العلم والمعرفة، استئنافًا لدورةٍ حضاريةٍ جديدةٍ تُعيد للأمة الإسلامية مكانتَها اللائقة َ بها بين الأمم. وأضاف قائلا: " نسعى من خلال تنفيذ هذا البرنامج الحضاري، إلى أن نثبت للعالم أننا أمة مؤمنة ناهضة ننتمي إلى حضارة راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش، وأننا دعاة عدل وسلام، وأن المسلمين أمة تعمل لخير العالم بحكم وسطيتها وشهادتها على الناس، وتسعى إلى ما يحقق المصلحة ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة، ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه ويمكنه من القيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه الإنساني العام." وأكد المدير العام أن المدينةالمنورة ستبقى عاصمة ً للثقافة الإسلامية، دائمة َ الإشعاع، متواصلة َ العطاء، مشرقة َ الأنوار بإذن الله، وهذا ما يقتضي دعمَ الجهود التي تبذلها الهيئات المختصة في المملكة العربية السعودية، في هذه المجالات الحيوية. وختم المدير العام كلمته بتوجيه الشكر والامتنان وافرَيْن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولوليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، على ما تلقاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- من دعم كريم ورعاية دائمة من المملكة العربية السعودية، سائلا ً الله تعالى أن يديم على هذا البلد الطاهر نعمة الأمن والرخاء، ليبقى مثابة ً للناس وأمنًا وسندًا قويًا للأمة الإسلامية، ومصدرَ خير ٍ وسلام للبشرية جمعاء. يذكر أن الحفل الرسمي للإعلان عن انطلاق احتفالية المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لعام 2013 ، أقيم مساء اليوم الثلاثاء 12 مارس الجاري في الخيمة الثقافية بجوار مسجد قباء في المدينةالمنورة ، ورعاه الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، وحضره شخصيات سامية من المملكة العربية السعودية ومن خارجها. وفي ختام الحفل تم تقديم درع الاحتفالية للأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.