جانب من الحضور للندوة الصحفية لعبد الرحمان التازي وهو يناقش فيلمه بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة عدسة عادل اقليعي المتتبع لفيلم 'البايرة' لعبد الرحمن التازي، الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته 14، من الممكن أن يستخلص البعد الكوميدي الذي ضمنه المخرج لفيلمه.'البايرة' في الثقافة الشعبية المغربية، الفتاة غير المتزوجة، وهي بالتالي عادة ما تشكل موضوعا'خصبا'، للاستهلاك الكلامي الشعبي، ومن تم الارتماء في أحضان الشعوذة وفي مقدمة ذلك، شعوذة الفقيه من اجل 'فك' هذا'النحس'، المطارد لحظ الفتاة غير المتزوجة. الفيلم، إذن، قصة اجتماعية، من توقيع الممثل المغربي بنموسى، فضاءات التصوير مدينة فاس، وما تحيل عليه هذه المدينة من خصوبة منزلية معمارية، وطرق عيش مغربية متجذرة في التاريخ، بالإضافة الى مدينة طنجة وما تنهض عليه أيضا من خصوصيات جغرافية تدفعك تتلذذ خصوبة المكان. المتتبع لأعمال عبد الرحمن التازي من الممكن ان يسجل مدى ارتباطه القوي بالحدوثة الاجتماعية المغربية البسيطة، في الحكي والمشغلة للأمكنة الجذابة، نستحضر هنا البحث عن زوج امرأتي على وجه الخصوص، حيث التوظيف القوي لفضاءات فاس الممتعة والمولدة لحس جمالي. "البايرة"، هو توظيف آخر لأمكنة مدن تاريخية كبرى كطنجةوفاس. مكونات حكي الفيلم مستمدة من حياة أسرة مغربية، تحتضن بينها فتاة "بايرة" غير متزوجة، تشتغل مضيفة بالخطوط الجوية، فعلى الرغم من جمالها، وعلى الرغم من انتمائها الاجتماعي الميسور، ستتأخر عن الزواج مما يجعل عمها الحاج"بنموسى"، وبعد وفاة أخيه(أب الفتاة)، يبحث دوما عن زوج لها، هنا ستقودها محبة ابنة أخيه إلى التعرف على العديد من النماذج/الرجال، عارضا عليهم فكرة الزواج من ابنة أخيه، لكن الرفض كان دوما هو جواب"البايرة"، لكونها كانت لا تجد فيهم المقصود وحلمها المنشود. سيبقى الآمر على ما هو عليه إلى أن تؤدي الصدفة الجميلة، إلى التعرف على احد أعضاء فرقة موسيقية كان من بينهم، آخوها، وهو من أصول إفريقية، أسود اللون، ابن سفير، هنا سيقتني منزلا جميلا على شاطيء طنجة سيهديه لها، لتبدأ قصة حب/زواج بينهما. ما بين هذه المكونات الحكائية ستقع مجموعة من الطرائف خصوصا للحاج العم"بنموسى"،مثيرة للضحك.