يطرح المخرج عبد الرحمن التازي من خلال فيلمه "البايرة" موضوع التأخر في سن الزواج خصوصا في ظل اتساع هامش الاستقلالية لدى المرأة. من خلال معالجة تمزج بين الدرامي والكوميدي. فالمختار. كما تحكي قصة الفيلم . رجل في الستينات من العمر. بوصفه وصيا بعد وفاة أخيه. يعقد العزم على تنفيذ آخر رغبات الفقيد. وهي إيجاد زوج لابنته مرزاقة. التي تشرف على الثلاثين من العمر وتعمل مضيفة طيران. وذلك ل"نجدتها" من الوقوع في مصير غير مرغوب فيه.. أن تصبح "بايرة". يرصد الفيلم تلك النظرة الاجتماعية العتيقة إلى الفتاة غير المتزوجة. سواء إرادة أو كرها. تحت عنوان "العار". مما قد يدفع الآباء وخاصة الأمهات إلى الاستعانة بالشعوذة وطرق أبواب الأولياء وغيرها من الممارسات. لدفع سوء الطالع وجلب العريس المنتظر. مع ذلك. ينتصر التازي. في مسار الأحداث. للحرية الشخصية. ويظهر ذلك جليا من خلال تقديم نموذج لامرأة مؤمنة بخياراتها تطمح الى توطيد نجاحها المعني. ثم تختار في النهاية الارتباط بزوج سينغالي. بمباركة أمها . وضدا على إرادة عمها الوصي. في أجواء أقرب الى المشهدية التلفزيونية. ينقل التازي من خلال مقاطع ساخرة. المشاهد إلى قلب العائلة المغربية التقليدية. التي لا زال بعض أفرادها يؤمنون بأن العانس تشكل ثقلا عليها. من خلال نموذج أسرة فاسية. ورغم غيابه الطويل عن الشاشة الكبرى. بدا فيلم "البايرة" على نفس الروح والرؤية التي عكسها فيلمه الناجح "البحث عن زوج امرأتي" (1993) وجزءه الثاني "للا حبي" (1996). حيث حضور نمط العلاقات العائلي التقليدي الذي تغيب فيه الحرية الفردية باسم المظهر الاجتماعي. اضطلع بالأدوار الرئيسية في الفيلم مليكة العمري ونعيمة إلياس. وصلاح الدين بن موسى. وفريدة البوعزاوي. وزينب سمارة.