أكثر من 30 قاعة سينمائية المصنفة ضمن القاعات النشيطة بالمغرب مهددة بالانقراض بسبب الزحف التكنولوجي والافلام الرقمية والقرصنة .. مما يهدد الاستثمار السينمائي برمته، في هذا الحوار الذي أجرته أون مغاربية على هامش فعاليات المهرجان الوطني للفيلم في دورته 14 بطنجة مع حسن البلغيتي عضو الغرفة المغربية لموزعي الافلام بالمغرب وعضو الغرفة المغربية للقاعات السينمائية يتم تسليط الضوء على واقع السينما المغربية . كيف تنظرون اليوم لواقع السينما المغربية؟ السينما المغربية في السنوات الاخيرة تراجعت من حيث الجودة والمردودية وهذا يدل عليه عدد القاعات التي اغلقت بالمغرب، حيث اصبحت فقط 30 قاعة نشيطة تعرض الافلام السينمائية من اصل 40 قاعة .. وعندما نرجع لسنوات الثمانينات كان بالمغرب اكثر من 250 صالة تستقبل اكثر من 30 مليون متفرج في السنة، واليوم تستقبل هذه الصالات 3 مليون متفرج في السنة.. وبطبيعة الحال هذه الارقام تكفي لتعطي صورة قاتمة عن الوضع السينمائي بالمغرب. القاعات السينمائية اليوم اصبحت اما عمارات سكنية او اقتصادية او مهجورة؟؟ كيف وصلنا لهذا الواقع؟ اكيد القرصنة لها دور في هذا الواقع ، بالاضافة الى التكنولوجيات الرقمية الحديثة التي سرقت الاضواء من القاعات السينمائية القديمة.. ومع ضعف مداخيل القاعات اصبح العديد من المستثمرين في السينما يهاجرون الى مشاريع اخرى.. هذا ناهيك عن ضعف عملية تطوير البنية التحتية لعدد من تلك القاعات السينمائية. فاليوم هذه القاعات النشيطة حاليا مهددة بالاغلاق لان شركات التوزيع الفرنسية او الامريكية لم تعد تنتج النسخ 35 ملم فاصبحت اغلبها رقمية .. وهو ما يجعل هذه القاعات لعدم توفرها على المعدات الرقمية للعرض تفتقر للجديد.. وبالتالي مهددة بالاغلاق. ماهي الصعوبات المرتبطة بالتوزيع السينمائي؟ هناك ضعف القاعات السينمائية، وحتى قاعة ميرامار التي تجلب الافلام الرقمية لا تستطيع توزيعها بباقي القاعات السينمائية لافتقارها للمعدات الرقمية.. فالحديث اليوم عن القرصنة لا يمكن جعله المبرر الوحيد لهذه المعاناة للقاعات السينمائية ولكن ربما افتقار القاعات للرقمنة يساهم حتى في عملية تضخم القرصنة. من هي الاطراف التي ترون انها تتحمل مسؤولية الواقع الحالي للسينما المغربية؟ مسؤولية هذا الواقع السينمائي هي مسؤولية جماعية، فالمغرب بحاجة الى مواكبة التطور التكنولوجي ، فموضوع القرصنة كما قلت سابقا اصبح متجاوزا فهو ظاهرة دولية ولكن حدة تاثيره تقل عندما تكون هذه القاعات السينمائية متطورة وتتوفر على صالات حديثة يمكن فيها عرض الافلام الجديدة . وسبق للمركز السينمائي ان عقد لقاءات مع عدد من ارباب القاعات السينمائية من اجل مواكبة انتقالها للمجال الرقمي.. وتم اعداد دفتر التحملات يستجيب لشروط وظروف الاستثمار السينمائي بالمغرب ، ونتمنى ان تحفز هذه المبادرة التي وعدت بمنح 40 مليون درهم على دفعات لاربع سنوات تستفيد منها الصالات الجاهزة للعمل بهذه الشروط الجديدة. تقييمكم لمبادرة المناظرة الوطنية حول السينما في اكتوبر الماضي؟ لقد وجدنا ان مبادرة المناظرة الوطنية خطوة جد مهمة لانها تضمنت عدد من الورشات في تخصصات محددة ، وتم تدوين مختلف المشكلات ورصد الواقع السينمائي المغربي من زوايا مختلفة مع تقديم مقترحات وحلول للخروج من هذه الوضعية.. ونامل ان يتم ترجمة تلك التوصيات من خلال برنامج عمل واقعي لانقاذ ما يمكن انقاذه .