أعاد فيلم “الخطاف” لسعيد الناصري، مشكل قلة القاعات السينمائية الوطنية إلى الواجهة، بعد نجاحه في إعادة الجمهور المغربي إلى القاعات محققا نسبة مشاهدة قياسية خلال الفصل الثالث من السنة الجارية، بلغت 107 آلاف و983 متفرجا، حضروا 2712 عرضا بمختلف قاعات السينما الوطنية، مؤكدا استعداد المغاربة للذهاب إلى القاعات شرط توفر أفلام جيدة، وقاعات صالحة للعرض، وهو ما أكدته أفلام مغربية سابقة تجاوزت حاجز المائة ألف تذكرة مثل فيلم (كازانيكرا) لمخرجه نور الدين لخماري، الذي حقق 280 ألف تذكرة، و”حجاب الحب” لعزيز السالمي، وكل “ماتريده لولا” لنبيل عيوش. وحسب إحصائيات المركز السينمائي المغربي، فإن “الخطاف” تجاوز الفيلم الأميركي- البريطاني “أنسيبسيون”، الذي حل بالمرتبة الثانية محققا 42 ألفا و126 تذكرة، متبوعا بالفيلم الأميركي “تويلايت شابيتر3 إيزيتاسيون” ب 35 ألفا و869 تذكرة، فيما لم تستطع الأفلام المغربية الأخرى تجاوز حاجز 5000 تذكرة، إذ حقق فيلم “أولاد البلاد” لمحمد إسماعيل 4609 تذكرة، بواقع 159 عرضا بالقاعات، متبوعا بفيلم “آلو15′′ لمحمد اليونسي ب 3552 تذكرة . ورغم أن السينما المغربية حققت قفزة نوعية، سواء على مستوى الكم أو الكيف، في السنتين الأخيرتين، إذ وصل عدد الأفلام المغربية المنتجة سنويا، إلى 15 فيلما طويلا، وحوالي خمسين فيلما قصيرا، إلا أن هناك مفارقة تكمن في تراجع خطير لعدد القاعات. وتكشف آخر إحصائيات المركز السينمائي المغربي، عن تناقص عدد دور العرض، من 250 قاعة سنة 1980 إلى 70 قاعة الآن، منها 20 قاعة فقط، تضمن شروط فرجة سينمائية مريحة، ما انعكس على تراجع عدد المرتادين، من 13 مليون متفرج، اقتنوا تذاكرهم سنة 2000، إلى مليون ونصف المليون فقط، سنة 2009. وهذه كلها مؤشرات رقمية عن الحالة المتدهورة، التي وصلت إليها فضاءات العرض، نتيجة عوامل عدة نذكر منها، مشكل القرصنة، وضعف التوزيع، إذ تقلص عدد الموزعين من 40 إلى 4 في الوقت الحالي، إضافة إلى حصار القنوات الفضائية، وعدم الاهتمام بتجهيز القاعات، وتحويلها إلى مشاريع مربحة من قبيل إقامة شقق ومركبات تجارية. وفي هذا السياق، أكد نور الدين الصايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي ونائب رئيس المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن “القاعات السينمائية هي الأساس”. وأضاف الصايل، أن القاعات الصغرى هي المستقبل، وفي حمايتها حماية للمستقبل. وشدد الصايل على ضرورة استرجاع الثقة وبالتالي استرجاع السوق، لأن جمهور القاعات السينمائية موجود، لكنه يطلب احترامه، من خلال قاعات القرب، ومن خلال قاعات في المستوى تعرض أفلاما جيدة وجديدة، مشيرا إلى أن القرصنة لا تشكل إلا حوالي 25 في المائة من المشكل. وأعرب الصايل عن تفاؤله بخصوص السينما المغربية والجهود الحثيثة، التي تبذل من أجل النهوض بها، مشيرا إلى أنه “في الكم توجد إمكانية حدوث تطور كيفي”، إذ أن الصواب لا يتشكل إلا بعد حدوث الخطأ و”عندما تغلق جميع الأبواب أمام الأخطاء، تبقى الحقيقة في الخارج”. كما أعرب عن الأمل في أن ينتقل عدد الشاشات بالمغرب إلى 300 قاعة سينمائية. يذكر أن السينما المغربية باتت تحتل موقعا متميزا في إفريقيا والعالم العربي، في الآونة الأخيرة، وأصبح المغرب يحتل المرتبة الثالثة بعد مصر، وجنوب إفريقيا، كما باتت الأفلام المغربية تخلف صدى واسعا في مختلف المهرجانات والمحافل السينمائية الدولية، بانتزاعها جوائز مهمة، سواء داخل المغرب أو خارجه، كفيلم “كازانيكرا”، للمخرج نور الدين لخماري، الذي حصد أزيد من 30 جائزة، وعرض في القاعات التجارية بكل من فرنسا، وبلجيكا، وتونس، بعدما حقق نسبة مشاهدة عالية بالقاعات المغربية تجاوزت 250 ألف تذكرة. كما أصبح الطلب على الأفلام المغربية متزايدا، من لدن أصحاب القاعات السينمائية الأجنبية، بعدما جرى عرض فيلم “كل ما تريده لولا”، للمخرج نبيل عيوش، بالقاعات السينمائية التجارية في كل من لبنان، ومصر، وفرنسا، وتونس، كما عرض أفلام “كازانيكرا” لنورالدين لخماري، و”حجاب الحب” لعزيز السالمي، و”نامبر وان” لزكية الطاهري، تجاريا بالعديد من الدول الأوروبية والعربية.