بعد أخذ ورد وشد وجذب وتفكير عميق قررت أن أشتري تلفازا، خصوصا أني لم أر وجوه المذيعين والمذيعات منذ أن احترق تلفزيوني الأثري منذ مدة ، ليست بالقصيرة، بعد نضال مرير وصبر طويل مخلفا وراءه هدوءا وسكينة وتاركا مكانه للكتب التي كانت مكدسة في صناديق الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.. بمجرد اتخاذ هذا القرار بدأت الضغوطات الخارجية والمؤامرات الدولية تتربص بمواقفي الثابتة، حيث أني كنت قد أعلنت أني سأشتري تلفزيونا ثلاثي الأبعاد، من الخلف طبعا وليس من اتجاه الصورة، إلا أن أيادي خارجية تدخلت لرفع وتيرة الضغط الجماهيري الداخلي، فخرجت المظاهرات معلنة أن التلفزيون الثلاثي الأبعاد من الخلف صار موضة قديمة، وأن الفضاء لن يتحمل "الشاشة أم كعبوب"(سمحوا لي لا توجد اي كلمة بالعربية تفي بالغرض)ونظرا للؤم الذي تتسلح به عادة المؤامرات الخارجية فإنها عزفت على الوتر الحساس معلنة أن الشاشة المسطحة الأنيقة يمكن تعليقها على الجدار وترك فضاء مريح للكتب التي تورمت من كثرة الانكماش في الصناديق، وتطوع أحد المحسنين معلنا استعداده لإقراضي ثمن تلفزيون من الجيل الجديد، مما اضطرني لتوضيح الموقف وإصدار بيان اعلن فيه أن المسألة ليست مادية ولكن بالنسبة لي أي "شقف"يمكنه أن يبث سلسلة طوم أند جيري بالألوان يفي بالغرض فلم التبذير، لكن ممثلي المتظاهرين بالداخل أقنعوني أن لون طوم الأزرق يبدو أجمل على الشاشة المسطحة ..وأمام هذا الحصار لا أملك الا أن أنتظر قليلا قبل أن أتخذ القرار المناسب، قبل نهاية العام الجاري وكل عام وأنتم بخير...