اختتمت امس الاربعاء 17 اكتوبر الجاري في مقر الإيسيسكو بالرباط الندوة الإقليمية حول "الإعلام العربي في زمن التحولات: هل انتصر للمهنية أم أجج الفتن؟"، التي نظمها مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر الجاري، بمشاركة نخبة من المفكرين والإعلاميين والحقوقيين والجامعيين والمهتمين من الدول العربية. وأكد المشاركون في الندوة أهمية الظرفية التي تعيشها المنطقة العربية بعد وخلال مرحلة التحولات الكبرى، ودور الإعلام العربي في تعزيز الديمقراطية، وحرية الإعلام، وحق الاختلاف، واعتماد المهنية المسؤولة هدفاً أسمى للإعلام العربي في زمن التحولات. وأجمع المشاركون على أن خدمة الإعلام العربي تتجسد في ضمان الالتزام بالحد الأقصى للمهنية المسؤولة التي لاتستقيم سوى بتوسيع هوامش الحريات والديمقراطية، وصون مكسب الحق في التعبير، والحق في الوصول إلى المعلومة، ودعم قدرات الصحفيين بشكل مستمر، وإعداد مواثيق شرف إعلامية، وخلق إعلام متنوع يجسد صورة مكونات المجتمعات العربية دون إقصاء لأي طرف. كما أوصوا بالحرص على ضمان استقلالية الإعلام عن أي توجيه أو تأثير خارجي. ودعا المشاركون إلى الاهتمام بالتحديات المفروضة على الإعلام التقليدي عقب ثورة المعلومات والاتصال التي خلقت صحافة المواطنة باعتبارها صنفاً إعلامياً جديداً. كما دعوا الدول الأعضاء في الإيسيسكو إلى إشراك مؤسسات المجتمع المدني في تخطيط وتنفيذ ومتابعة تقويم السياسات الثقافية والإعلامية، والنهوض بثقافة وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإدماج التربية الإعلامية ضمن مناهج المنظومة التعليمية في العالم العربي. وقال الدكتور المحجوب بنسعيد، رئيس قسم الإعلام في الإيسيسكو، في كلمة ألقاها في ختام الندوة، إن دعم الإيسيسكو للندوة ينسجم مع رسالتها الحضارية القائمة على تعزيز جهود منظمات المجتمع المدني النشيطة في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال ، ومتابعة جهود الإيسيسكو الهادفة إلى تطوير التشريعات الإعلامية، وتأهيل الإعلاميين واستكمال تكوينهم في الدول الأعضاء، وذلك في إطار تنفيذ خطة العمل الثلاثية 2010-2012، ومتابعة تنفيذ استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال التي أعدتها الإيسيسكو واعتمدها المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة.