قال نشطاء في المعارضة السورية يوم الإثنين 1 اكتوبر الجاري إن الحرائق التي التهمت سوقا كبيرة تعود للقرون الوسطى في مدينة حلب امتدت الى مناطق أخرى بالبلدة القديمة - وهي موقع للتراث العالمي - فيما يقاتل المعارضون القوات الحكومية للسيطرة على أكبر مدينة سورية. وأعلنت المعارضة الأسبوع الماضي محاولة جديدة للسيطرة على المدينة التي يقطنها الكثير من التجار والتي ظل معظم سكانها من مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد فيما تركز القتال في منطقة تشكل البلدة القديمة المحاطة بالأسوار. ويقول معارضون إن القوات الحكومية تسيطر على القلعة العتيقة الكبيرة في قلب البلدة ويبدو أن القتال الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص في أنحاء سوريا دمر بالفعل المزيد من الكنوز الثقافية. وقال امير وهو ناشط من المعارضة يعمل مع ألوية المعارضين "يسيطر المعارضون على أكثر من 90 في المئة من مساحة البلدة القديمة الان." لكنه قال إنهم يكافحون لابقاء سيطرتهم على مواقعهم تحت وطأة نيران المدفعية الثقيلة. وأضاف أن المعارضين يسيطرون على سوق المدينة وهي سوق مسقوفة على مساحة 13 كيلومترا. وقال أمير إن الحرائق التي أضرت أو التهمت أكثر من 1500 متجر قد أخمدت لكن حرائق جديدة شبت في أسواق الزهراوي والعقبة وباب النصر بالبلدة القديمة. وتصاعدت سحب الدخان الأسود من العديد من المناطق وسمعت أصوات إطلاق النار. ويشعر المعارضون بحساسية أمام مزاعم بأنهم جلبوا الصراع لواحد من أعظم المواقع التاريخية والتجارية في سوريا. وتتكون سوق المدينة من شبكة من الحواري الحجرية التي تعلوها اقواس معقودة وبها متاجر ذات واجهات خشبية مشغولة وكانت ذات يوم معلما سياحيا ومركزا تجاريا عامرا على طريق الحرير القديم القادم من اسيا. وقال أمير عبر سكايب "لا يمكنني أن ألوم أي جانب على وجه الخصوص في الحرائق." وقالت ايرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن سوريا من الدول الموقعة على اتفاقية لاهاي لحماية مواقع التراث الثقافية في حالة الصراع المسلح لعام 1954 لذا فإنها ملزمة بحماية تراثها من ويلات الحرب. وأضافت في بيان "المعاناة الإنسانية بسبب هذا الوضع قصوى بالفعل.. ويدمر القتال الآن التراث الثقافي الذي يشهد على تاريخ البلاد الممتد عبر آلاف السنين والذي يدرك العالم قيمته ويعجب به مما يزيد الأمر مأساوية." وقال زائر للبلدة القديمة طلب عدم ذكر اسمه إن الحرائق التي اندلعت يوم السبت هي مجرد أمر عارض للقتال في السوق المسقوفة التي تشتهر ببيع الحرير والمنسوجات. وأضاف "اندلع حريق بسبب ماس كهربائي أثناء الاشتباكات وامتد بسرعة" وقال إن العديد من جماعات المعارضة ومن بينها لواء التوحيد شاركت في تقدم المعارضين الذين لم يحققوا سوى نجاح هامشي في المدينة التي يعيش فيها 2.5 مليون شخص. وعندما يحقق مقاتلو المعارضة المسلحون بأسلحة خفيفة والذين لا يملكون ذخيرة كثيرة تقدما ترد القوات الحكومية بنيران المدفعية لحين إخراج المعارضين والمدنيين وليتقدم الجيش. لكن المعارضين كثيرا ما يتمكنون من العودة وتدور الدوائر مرة أخرى مما ينذر بأفق مظلم للبلدة القديمة في حلب التي وصلت الحرائق فيها يوم الأحد إلى محيط الجامع الكبير الذي تعود أجزاء منه إلى أكثر من ألف عام. وتعتقد اليونسكو ان خمسة من بين المواقع السورية الستة المدرجة على قائمة التراث الانساني لحقت بها أضرار بالفعل. ومن بين المواقع الاخرى مدينة تدمر الصحراوية وقلعة الحصن الصليبية المعروفة ايضا باسم (كراك دي شيفالييه) وقطاعات من دمشق القديمة. وقتل نحو 30 ألف شخص منذ تحول الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية قبل 18 شهرا. وقال نشطاء إن القوات السورية قصفت معاقل المعارضين في الضواحي الشرقية من العاصمة دمشق اليوم وشنت غارات جوية على بلدة سلقين في محافظة إدلب بشمال سوريا مما اسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يضم شبكة من النشطاء في سوريا إن خمسة أطفال على الأقل قتلوا في سلقين بينهم ثلاثة من نفس العائلة. وأظهرت لقطات فيديو قيل إنها للضحايا جثتي طفلين تغطيهما الدماء وجثة رضيع وضعت على ملاءة بيضاء.