ستحتضن مدينة طرفاية الدورة الأولى لمهرجان "أمير الصحراء الصغير"، تكريما لأنطوان دي سانت اكزوبيري، مؤلف "أمير الصحراء الصغير"، أشهر كتاب في العالم و أكثرهم قراءة والذي عرف توزيع أكثر من 134 مليون نسخة و ترجم لأكثر من 267 لغة و لهجة منها العربية و الدارجة المغربية والأمازيغية و قريبا الحسانية، وذلك ما بين 23 و 25 نونبر القادم. و من خلال مداخلته يوم 14 شتنبر الماضي في ندوة خصصت للتعريف بأهداف المهرجان الذي ينظم تحت شعار "التكنولوجيا في خدمة التنمية البشرية و المستدامة"، عبر فرانسوا داغاي، رئيس مؤسسة سانت اكزوبيري للشباب عن أهمية المهرجان الذي يهدف إلى تحسيس الشباب المغربي بقيم للتسامح و الانفتاح على العالم. كما أضاف أوليفيي داغاي مدير في مؤسسة سانت اكزوبيري أن المهرجان يعكس روح الكتاب الذي يعمل على تكسير الجسور بين الشعوب و يشجع المبادرات لفائدة الشباب في وضعية اجتماعية صعبة. مهرجان "أمير الصحراء الصغير"، الذي يروم تنظيم أنشطة ترفيهية وعلمية وتكنولوجية لفائدة الشباب. يهدف أيضا إلى تسليط الضوء على الإمكانيات السياحة والثقافية وفرص التنمية المستدامة في مدينة طرفاية. التي ألهمت مبدع «الأمير الصغير». الذي كان يعمل طيارا في المدينة خلال عقد العشرينيات من القرن الماضي. و أكد وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي أن"هذا الحدث مهم لتعزيز الثقافة والتنمية المحلية للمدينة، فضلا عن ترسيخ روح الاكتشاف والابتكار العلمي في أوساط الشباب، من خلال مجموعة أوراش عمل للتوعية بأهمية القضايا الجوهرية كالطاقة المتجددة وحقوق الإنسان و الشباب والتنوع الثقافي". كما أضاف الوزير "أن المهرجان يشكل أيضا فرصة لتكريم الصديق الكبير للمغرب أنطوان دي سانت اكزوبيري، وتسليط الضوء من خلاله على "أواصر الصداقة والأخوة بين المغرب وفرنسا المبنية على قيم التسامح والتعايش الذين يشكلون هويتنا الوطنية التي تعتبر أساسية اليوم بالنسبة لمستقبل الإنسانية." و يشكل المهرجان، الذي ينظم بشراكة مع وزارة الثقافة، وزارة الداخلية وبلدية طرفاية، فضاءا لحوار الثقافات بين الشباب المغاربة والأجانب حول القيم الإنسانية و المواطنة التي يروج لها كتاب انطوان سانت اكزوبيري. وسينظم المهرجان عدة أنشطة فنية و ثقافية (الأغاني والشعر والمسرح...) لفائدة 100 شاب و شابة و 300 طفل في مدينة طرفاية، هذا إلى جانب ورشات موضوعاتية مختلفة تشمل الطاقة الشمسية و الطاقة المستمدة من الرياح، و صناعة السيارات والاختراع وحقوق الأطفال والشباب. وقد استفاد شابان من طرفاية (فتاة وصبي) خلال أمسية إطلاق المهرجان بفيلا الفنون بالرباط، من منحة دراسية بشراكة و دعم مؤسسة سانت اكزوبيري: الأولى لدراسة ميكانيك الطائرات مع الشركة الفرنسية للتدريب الجوي بمدينة تولوز، أما الأخرى فتتعلق بإدارة الفنادق بمدرسة جنيف الفندقية بالدار البيضاء. كما سيستفيد حوال 10 شباب من مدينة طرفاية في مطلع 2013 من منح دراسية بالمدارس الكبرى بالمغرب و بالخارج. و حسب مديرة المهرجان حجبوها الزبير "فان الحدث ليس مجرد مهرجان فني ينضاف إلى باقي المهرجانات الأخرى القائمة على الساحة الوطنية". وإنما تضيف احجبوها "مفهوم جديد ينبني على أهمية إبراز التراث الثقافي للمدينة لوضع استراتيجيات مندمجة من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية و الثقافية و التكنولوجية و البيئية و العلمية." و من أهم المشاريع التي ستقام بمدينة طرفاية هو بناء مدرسة أنطوان دي سانت اكزوبيري لصالح 250 تلميذ سنويا بميزانية قدرها 3 مليون درهم، والتي سوف تسمح بتعليم اللغات الأجنبية وفي المقام الأول جمع شمل الأسر التي اضطرت للفراق بسبب العجز في المدارس في المنطقة. كما أن إدارة المهرجان ستهيء شباب المنطقة من أجل فرص العمل التي يمكن أن تخلقها المشاريع الحكومية المزمع تنفيدها بطرفاية كالمشاريع المتعلقة بالطاقة الشمسية و الطاقة المستمدة من الرياح. و ينتظر أن يحقق المهرجان مشاريع أخرى تشمل حماية مدرج الطيران بالمدينة وتسجيله كتراث دولي، توفير المركز الصحي لطرفاية بالتجهيزات الطبية اللازمة، تجديد متحف سانت اكزوبيري، وتعزيز المهن السياحية بالمدينة وتطوير الحرف المحلية، فضلا عن العديد من الأنشطة التوعوية والثقافية والبيئية. و قد رحب أزرقي رئيس بلدية طرفاية بالمهرجان و ثمن المجهودات و المبادرات التي تقوم بها إدارة المهرجان من أجل شباب المدينة بحيث قال " هذا خير دليل على المكانة التي يوليها هذا المهرجان من أجل تكوين و تنمية قدرات الشباب. و لن نتهاون لتعبئة و تكتيف الجهود لإنجاح هذه التظاهرة لإعطاء طرفاية مكانتها التاريخية والثقافية المعروفة على الصعيد الدولي. ويختم رئيس بلدية طرفاية "لقد حان الوقت للالتفاتة لهذه المدينة التاريخية و الاستثمار في تنميتها البشرية و المستدامة و تحقيق العيش الكريم لسكانها و خصوصا شبابها الذين يشكلون 20 بالمائة من مجموع الساكنة العاطلة عن العمل". طرفاية، هذه البلدة الصغيرة في الصحراء الشاسعة، المكونة من 6530 نسمة، لكن بقيمة تاريخية كبيرة، استلهمت الكاتب و الطيار أنطوان دي سانت اكزوبيري لكتابة هذه التحفة التي أصبحت الأشهر في العالم. في نفس المدينة بدأت مغامرة فريدة لشركة الطيران الأولى في أوروبا في العشرينات من القرن الماضي. في هذه المدينة التاريخية أيضا تجمع 350000 متطوع و متطوعة من أجل المسيرة الخضراء السلمية التي حررت الأقاليم الجنوبية المغربية من الاحتلال الاسباني. و ستستمر مغامرة الأمير الصغير لتنتقل من الصحراء إلى باقي المدن المغربية ثم الى فرنسا مسقط رأس سانت اكزوبيري و الولاياتالمتحدةالأمريكية المكان الذي تم إنهاء الكتاب و نشره.